منتدى عالم الأسرة والمجتمع - بحث....العنوسة....الطلاق....الأرامل....المسيار.... ومشاكل اجتماعية +اعترافات خطيره ل00

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلقنا من عدم، وأسبغ علينا وافر النعم، والصلاة والسلام على من بعثه الله للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً، وعلى آله وصحبه، وبعد:

في الآونة الأخيرة برزت ظواهر اجتماعية خطيرة في المجتمع ومنها تفشي العنوسة، وزيادة عدد المطلقات، والأرامل وغيرها من المشاكل الاجتماعية .. ولما لذلك من الآثار السلبية، والعواقب الوخيمة على الأمة فإن المسئولية عظيمة، هي لا تعفي، أحدا وهي أمانة في رقبة كل قادر على التغيير.

فأهل الفكر، وأصحاب القلم مطالبون بالاهتمام بهذه المشاكل، وعرض آثارها السلبية، وتقديم كافة الحلول الممكنة ، كل فيما يخصه وفي مجاله وعلى حسب طاقته.

ومن هذا المنطلق نبدأ بهذه الفكرة وهي عبارة عن بحث مشترك بين اعضاء هذا المنتدى المبارك عن هذه المشاكل ومن ثم الخروج بفوائد ودروس ونتائج وحلول ان شاء الله تعالى
نرجو ان يكون فيها النفع للامة مخلصين بذلك النية لوجه الله الكريم.

وسوف نبدأ بأول هذه الظواهر ونضعها تحت الضوء مستعينين بالله

الا وهي ظاهرة العنوسة :

فقد برزت ظاهرة العنوسة في الآونة الأخيرة حتى شغلت بال المجتمع واستحوذت على اهتمامه خاصة بعد صدور الإحصائية الرسمية التي أشارت إلى وجود مليون ونصف المليون عانس في المملكة فضلاً عن عدد الأرامل والمطلقات وحقيقة هذا الرقم مذهل في مجتمع عرف بالتمسك بالتقاليد والعادات والترابط الأسري على خلاف العديد من المجتمعات وقد تأثر المجتمع وإصابته الصدمة إزاء هذه الإحصائية التي لم تعد المشكلة خاصة بهذه الفئة بل أصبحت قضية فئات المجتمع كافة.

ولست هنا بصدد سرد سلبياتها العديدة التي يدركها الجميع ولكن قبل الدخول إلى جوف الموضوع لمعرفة أهم أسباب العنوسة فإنه يجدر بنا ان نطرح تساؤلاً صريحاً كيف برزت العنوسة؟ وما هي أسبابها؟

هل لأن النساء أكثرعدداً من الرجال مما أحدث خللاً في التوازن والتكافؤ بين الجنسين وهذه الإجابة صحيحة فأغلب المجتمعات تكون النساء أكثر من عدد الرجال لكنها ليست بهذا الرقم المهول الموجود لدينا وهذه الإجابة تدفعنا إلى ان نطرح تساؤلاً آخر أيضاً لنحصل على إجابة محددة وأكثر دقة.
هل يوجد شباب تجاوز سن الزواج المتعارف عليه ولم يدخلوا عش الزوجية؟

من البديهي ان تكون الإجابة نعم وإلاّ لما ظهرت العنوسة، إذن هناك معادلة بين الطرفين فبوجود شباب لم يتمكنوا من الزواج يكون هناك أيضاً فتيات فاتهن قطار الزواج.

وخلاصة القول أنه يوجد أسباب واقعية للعنوسة تحتاج إلى علاج ويمكن حصر أبرز الأسباب في النقاط التالية:

1- الحالة المادية للشاب وهذا سبب مهم جداً وقد أجمع عليه أكثر الناس أنه هو العامل الرئيسي للعنوسة ويكفينا في أهميته ان أعداداً غفيرة من الشباب ينتظرون دورهم في الجمعيات الخيرية لمساعدتهم على الزواج والذي يستمر فيه انتظارهم لمدة طويلة لمنحه مبلغاً زهيداً لا يقارن بتكاليف الزواج الحقيقية التي تنقل كاهل الموسرين ناهيك عن أصحاب الدخل المحدود.

ولا أدري ما هو المبرر لغلاء المهور علماً ان طرفي الزواج هما ضحية لهذه الظاهرة هل السعادة الزوجية قاصرة على الزوج فقط دون الزوجة ويكون هذا المهر ضريبة لخروج الفتاة من بيت أهلها أم أنه التفاخر والتباهي أم أنها العادات والتقاليد وبئس العادات التي تجرنا لمثل هذا!!

كم أشقى هذا المهر أزواجاً وأفسد عليهم حياتهم الزوجية وظل يؤرقهم حتى بعد الزواج وربما يسيء البعض منهم إلى زوجته باعتبارها العامل الأول لتراكم الديون عليه.

وكم فتاة باتت تعيش حياة النكد والعذاب والبؤس بسبب هذا المهر الفاحش الذي لم يعد مطلباً للفتيات بقدر ما هو عقبة في طريق الزوج الذي ينقذها من شبح العنوسة ويزيل عنها هذا اللقب البغيض.

2- ارتفاع حالات الطلاق وكثرة المشاكل الزوجية تبعثان الإحباط ويقتلان الأمل لدى الشباب في إمكانية إقامة حياة زوجية مستقرة خصوصاً في ظل معايشة البعض من الشباب لحالات الطلاق والمشاكل الزوجية في محيطه العائلي القريب.

3- جشع وطمع بعض الآباء برواتب بناتهم وهذه هي مصيبة المصائب ان يصل الأب إلى هذا الحد من الأنانية والظلم إذا كيف يكون هو مصدر شقاء ابنته وهو المسبب لوجودها بعد الله متجرداً من المشاعر الإنسانية ومشاعر الابوة!!

4 - إدمان السفر لبعض الشباب مع سهولة وصولهم إلى مبتغاهم يجعلهم غير متعجلين في أمر الزواج لوجود البديل المؤقت رغم المخاطر الاجتماعية والصحية والدينية لهذا السلوك.

5- كثير من الفتيات يتعذرن باكمال الدراسة وأحب هنا ان أذكر الفتاة ان الدراسة بإمكانها إكمالها متى شاءت لكن الزوج ليس بيدها فهو خارج عن ارادتها وربما يكون من تقدم لها في أثناء الدراسة يكون هو آخر من طرق باب أهلها.

6- العزلة الاجتماعية التي تفرضها بعض الأسر على نفسها خصوصاً في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية تجعل عدم التواصل عقبة في معرفة ان كان لهذه الأسرة بنت في سن الزواج أم لا فتكون الفتاة ضحية الانغلاق وعدم تواصل عائلتها مع المجتمع المحيط بها في المناسبات وغيرها.

هذا باختصار ما حاولت جمعه من أسباب العنوسة ويكمن العلاج في عكس الأسباب الآنفة الذكر .

بالاضافة الى إيجاد مؤسسات خيرية يقوم عليها أهل الخبرة والثقة هدفها مساعدة العوانس على الزواج على غرار مشروع مساعدة الشباب على الزواج.

وفي الختام ان مشكلة العنوسة هي أم المشاكل وهي تتفاقم يوماً بعد يوم وتستطيع ان تهز أركان المجتمع وأرى ان توضع تحت المجهر وتجرى عليها دراسات دقيقة وصريحة وجريئة تخلص إلى حل شاف من أهل الرأي وأهل الدين وأهل القرار.

اريد المشاركة منكم والتفاعل لايجاد حلول ومن له تجارب في هذا المجال لعلنا نخرج بفائدة ولو بسيطة بإذن الله تعالى ومن ثم ننتقل الى المشاكل الاخرى بعد ان نوفي كل مشكلة حقها والله من وراء القصد.

وللحديث بقية عن باقي المشاكل الاجتماعية ان شاء الله .