*والدها يريد الآن أن يزوّجها لهذا الشاب الأعزب من أجل سترها، ومن أجل أن هذا الشاب سيكون لها لوحدها في بداية حياتها..وهو يعتقد أنه بهذا يسعى لمصلحتها من منظور الأبوة..وأرى الصواب يميل لصالحه كثيراً.
*أنا لا أدري عن طبيعة الحب وقوته في قلب ابنتك لذاك الرجل المتزوج..وأعرف مقدار الحيرة والصراع بين العقل والعاطفة..وأشعر بشعورك كأم تسأل نفسها دائماً: كيف ستعيش ابنتي مع رجل لا تريده؟ هل أنا سأظلمها؟ هل والدها قاسٍ لهذه الدرجة كي يعطيها لرجل هي لا تريده؟ هل ستتعذب معه...الخ.
*وأعلم عن قصص كثيرة من هذا النوع أنه –في العادة- يتم التزويج بين الطرفين في مثل هذه الحالات للستر والكتمان.
*لا أدري ماذا أقول لك لكني أرى ما يلي:
-إن كان الشاب ذا صفات حسنة، وصاحب صلاة وحسن خلق فأرى أن يتم أخذ الأمر جدياً بمنتهى العقل والحكمة، والقبول به..ولعل ابنتك تميل له مع الأيام إن رأت حسن خلقه وإنفاقه..ولا بأس أن تستخير البنت..وأن تحثّي بلطف وأنوثة وغنج والدها أن يستخير أيضاً بدوره وذكر أهمية الاستخارة له.
-ويمكنك أيضاً بهدوء وفي وقت مناسب من التقرب إلى زوجك بهدوء ودلال ثم تفتحي باب النقاش من باب العاطفة، وأن هذا ابنتك..ومن هذه الكلمات الرقيقة كي تعرفي وجهة نظره.
-أما إن كان غرضكم الستر والكتمان فيمكن تزويجها لذاك الرجل غير الأمين الذي غرّر بفتاة ربما في عمر إحدى أخواته، وخدعها خداعاً كبيراً بمعسول كلامه..فحسبنا الله ونعم الوكيل.
-إن تم قرار التزويج للشاب فانصحي ابنتك من الآن أن تنس الماضي+تدوس على قلبها وعاطفتها+تحاول بالمجاملة على الأقل توجيه قلبها لذاك الشاب الذي أتى البيوت من أبوابها+تحسن معاملته وعشرته بالمعروف+تقوم بخدمته كزوج كي يحسن إليها...ثم قولي لها: لا تظلميه..لا تتركي بيته..لا تنشزي..لا تجلسي فترة معه ثم تعودي إلينا فيدفع هو ثمن شيء ليس من ذنبه...واعرفي منها ما يجول في خاطرها، ولا تعذبوا ذلك الشاب البريء معكم ومع ابنتك..فربما يكون هذا ظلماً.
هل فهمتني يا أخية؟
:::
أخوك في الله/ حاتم بن أحمد-الرياض