منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   الثقافة الاسلامية (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الاعمال الصالحه التي تنفعك بعد الموت (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=230631)

عاطف الجراح 28-11-2011 09:11 AM

الاعمال الصالحه التي تنفعك بعد الموت
 
الحمد لله المحمود على كل حال , الموصوف بصفات الكمال والجلال ,له الحمد في الأولى والآخرة , وإليه الرجعى والمآل .

أما بعد : فإن من عظيم نعمة الله على عباده المؤمنين أن هيأ لهم أبواباً من البر والخير والإحسان عديدة , يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة , ويجري ثوابها عليه بعد الممات , فأهل القبور في قبورهم مرتهنون , وعن الأعمال منقطعون , وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجزيون , وبينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليه متوالية , والأجور والأفضال عليه متتالية , ينتقل من دار العمل , ولا ينقطع عنه الثواب , تزداد درجاته , وتتناما حسناته وتتضاعف أجوره وهو في قبره , فما أكرمها من حال , وما أجمله وأطيبه من مآلٍ .
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596].
وتأمل أخي المسلم – ملياً هذه الأعمال , واحرص على أن يكون لك منها حظ ونصيب مادمت في دار الإمهال , وبادر إليها أشد المبادرة قبل أن تنقضي الأعمار وتتصرم الآجال .

وإليك بعض البيان والإيضاح لهذه الأعمال :

أولاً : تعليم العلم , والمراد بالعلم هنا العلم النافع الذي يبصر الناس بدينهم , ويعرفهم بربهم ومعبودهم , ويهديه إلى صراطه المستقيم , العلم الذي به يعرف الهدى من الضلال , والحق من الباطل والحلال من الحرام , وهنا يتبينُ عظمُ فضلِ العلماء الناصحين والدعاة المخلصين , الذين هم في الحقيقة سراج العباد , ومنار البلاد , وقوام الأمة , وينابيع الحكمة , حياتهم غنيمة , وموتهم مصيبة , فهم يعلمون الجاهل , ويذكرون الغافل , ويرشدون الضال , لا يتوقع لهم بائقة , ولا يخاف منهم غائلة , وعندما يموت الواحد منهم تبقى علومه بين الناس موروثة , ومؤلفاته وأقواله بينهم متداولة , منها يفيدون , وعنها يأخذون , وهو في قبره تتوالى عليه الأجور , ويتتابع عليه الثواب , وقديماً كانوا يقولون يموت العالم ويبقى كتابه , بينما الآن حتى صوت العالم يبقى مسجلاً في الأشرطة المشتملة على دروسه العلمية , ومحاضراته النافعة , وخطبه القيمة فينتفع به أجيال لم يعاصروه ولم يكتب لهم لٌقِيُّه . ومن يساهم في طباعة الكتب النافعة , ونشر المؤلفات المفيدة , وتوزيع الأشرطة العلمية والدعوية فله حظ وافر من ذلك الأجر إن شاء الله .

ثانياً : اجراءُ النهر , والمراد شق جداول الماء من العيون والأنهار لكي تصل المياه إلى أماكن الناس ومزارعهم , فيرتوي الناس , وتسقى الزروع , وتشرب الماشية , وكم في مثل هذا العمل الجليل والتصرف النبيل من الإحسان إلى الناس , والتنفيس عنهم بتيسير حصول الماء الذي به تكون الحياة , بل هو أهم مقوماتها , ويلتحق بهذا مد الماء عبر الأنابيب إلى أماكن الناس , وكذلك وضع برادات الماء في طرقهم ومواطن حاجاتهم .

ثالثاً : حفر الآبار , وهو نظير ما سبق وقد جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل في طريق فاشتد عليه العطش , فوجد بئراً فنزل فيها فشرب , ثم خرج , فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش , فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني , فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب , فشكر الله له فغفر له , قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً ؟ فقال : في كل ذات كبدٍ رطبة ٍ أجرٌ " متفق عليه . فكيف إذاً بمن حفر البئر وتسبب في وجودها حتى ارتوا منها خلقٌ , وانتفع بها كثيرون .

رابعاً : غرس النخل , ومن المعلوم أن النخل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها وأكثرها عائدة على الناس , فمن غرس نخلاً وسبل ثمره للمسلمين فإن أجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم , وكلما انتفع بنخله منتفع من إنسان ٍأو حيوان ٍ, وهكذا الشأن في غرس كلما ينفع الناس من الأشجار , وإنما خص النخل هنا بالذكر لفضله وتميزه .

خامساً : بناء المساجد
التي هي أحب البقاع إلى الله , والتي أذن الله جلا وعلا أن ترفع ويذكر فيها اسمه , وإذا بُني المسجد أقيمت فيه الصلاة , وتُلي فيه القرآن , وذكر فيه الله , ونشر فيه العلم , واجتمع فيه المسلمون , إلى غير ذلك من المصالح العظيمة , ولبانيه أجرٌ في ذلك كلِّه , وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة " متفق عليه .

سادساً : توريث المصحف , وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها ووقفها في المساجد , ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون , ولواقفها أجرٌ عظيم ٌ كلما تلا في ذلك المصحف تالٍ , وكلما تدبر فيه متدبر , وكلما عمل بما فيه عامل .

سابعاً : تربية الأبناء , وحسن تأديبهم , والحرص على تنشأتهم على التقوى والصلاح , حتى يكونوا أبناء بررة ً وأولاد صالحين , فيدعون لأبويهم بالخير , ويسألون الله لهما الرحمة والمغفرة , فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره .

وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم مارواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته " [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه برقم 198 ]
وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد
الموت : من مات مرابطاً في سبيل الله , ومن علّم علماً أجرى له عمله ما عمل به , ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت , ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له " [ وانظر صحيح الجامع حديث رقم 890 ] .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ , أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له " وقد فسر جماعةُ من أهل العلم الصدقة الجارية بأنها الأوقاف , وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته , وجل الخصال المتقدمة داخلةً في الصدقة الجارية .
وقوله : " أو بيتاً لابن السبيل بناه " فيه فضل بناء الدور ووقفها لينتفع بها المسلمون سواءً ابن السبيل أو طلاب العلم , أو الأيتام , أو الأرامل , أو الفقراء والمساكين . وكم في هذا من الخير والإحسان .

وقد تحصل بما تقدم جملةً من الأعمال المباركة إذا قام بها العبد في حياته جرى له ثوابها بعد الممات , وقد نظمها السيوطي في أبيات فقال :

إذا مات ابن آدم ليس يجري *** عليه من فعال غير عشرِ
علومٌ بثها , ودعاء نَجْلِ *** وغرس النخل , والصدقات تجري
وراثةٌ مصحفٍ , ورباط ثغر *** وحفر البئر , أو اجراءُ نهرِ
وبيتٌ للغريب بناه يأوي *** إليه , أو بناءُ محلِ ذكر ِ

وقوله : " ورباط ثغر " شاهده حديث أبي أمامة المتقدم , وما رواه مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه , وأمن الفّتَّان " أي ينمو له عمله إلى يوم القيامة , ويأمن من فتنة القبر .

ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لكل خير , وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان , وأن يهدينا سواء السبيل , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مرسى الأمواج 28-11-2011 12:32 PM

جزاك الله خير ..

مغفرة الله 28-11-2011 02:09 PM

بارك الله فيك وجزاك خيرا بما نفعتنا بما نجهل عنه

المحبة لاستغفار 28-11-2011 06:29 PM

فعلا موضوع مهم جدا ويستحق ان يطبع وينشر بين الناس لعل بذلك تكون صدقة جارية اخرى
فى ميزان حسناتك ان شاء الله

روح المساء 28-11-2011 10:27 PM

جزاك الله خير في ميزان حسناتك

Raouf 30-11-2011 05:36 PM

اخ عاطف
اوردت احاديث لم اسمع بها من قبل سوى حديث مسلم وهو متفق عليه اذا مات ابن آدم انقطع عمله ...........
اما ان تقول شق نهر او حفر بئر او بناء مسجد فلا يقوى عليها الا الاغنياء ولا اظن ان الاسلام جاء للاغنياء ولكن مانقدر عليه ولد صالح يدعو له ..
اشكرك على دعوتك لفعل الخير

خاله بيتا 01-12-2011 09:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jasmin raouf (المشاركة 2729465)
اخ عاطف
اوردت احاديث لم اسمع بها من قبل سوى حديث مسلم وهو متفق عليه اذا مات ابن آدم انقطع عمله ...........
اما ان تقول شق نهر او حفر بئر او بناء مسجد فلا يقوى عليها الا الاغنياء ولا اظن ان الاسلام جاء للاغنياء ولكن مانقدر عليه ولد صالح يدعو له ..
اشكرك على دعوتك لفعل الخير

أخي الكريم رؤوف
من اللي فهمته من التفسير اللي أورده الأخ عاطف بأن وضع ماء سبيل في الطرق تعتبر وجه من أوجه شق النهر وحفر البئر وهذا أمر لا يحتاج كثير مال .
بناء المسجد أيضا متوفر لمن أراد بأن تساهم بجزء من التكلفة وعلى قدر ما تستطيع ... فبما اني امرأة غير عاملة لم يتوفر لدي الكثير من المال في حياتي لأتصرف به براحتي لكني استطعت أن أجمع بعض المال لا يتجاوز مئات محدودة من الدنانير وضعتها في ميزانية بناء أحد المساجد عن والدي رحمهما الله . شيء بسيط لكنه خير من لاشيء .
والباقي يستطيعهن الفقير والغني كل على قدر استطاعته ... العلم وغرس النخل وتوريث المصاحف والولد الصالح .

وأرى بأن من يخرج ربع ماله أفضل وأعلى منزلة عند ربٌ عليمٌ خبير ممن يخرج جزء يسير من ماله حتى لو كان ربع مال الأول مقداره 100 دينار بينما النزر اليسير من مال الاخر الاف الدنانير

الثواب على قدر العطاء لا على قدر عدد الدنانير

Raouf 01-12-2011 03:33 PM

مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , لا يابيتا هو لم يقل من ساهم فى .. و انا اعلم ان الصدقه تجوز فى بناء المساجد او شق الترع والانهار لا خلاف على ذلك ولكن اعتراضى على انه حديث صحيح وعن انها اعمال تنفع صاحبه بعد الممات ..
الحديث الصحيح الذى اعرف سنده هو ماذكرته اما كون هذه الاعمال فاضله فاللى معاه يتفضل
انما احنا على قد مصحف نحطه بالمسجد او قرشين تبرع لاصلاح المسجد ولا ما ناكلش عيالنا

خاله بيتا 01-12-2011 03:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاطف الجراح (المشاركة 2728008)

وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596]..

أخي رؤوف ... لقد أجابك الأخ رؤوف على سؤاله ضمن موضوعه ... الحديث عن الرسول وقد حسنه الألباني بمعنى انه قال عنه بأنه حديث حسن

ولماذا لا تكون المساهمة بجزء من بناء المسجد لها نفس ثواب من بنى مسجدا كاملا ؟؟؟ ... فلان دفع مبلغ لبناء منبر المسجد مثلا .. هل بناء المنبر لا يعتبر من الأعمال الجارية الأجر مثل بناء مسجد كامل ؟؟؟ لا أخي .. ربنا رحمته وكرمه أوسع من هذا بكثير ... وقد سألت شيخي عن ذلك سابقا فإسأل من تثق به من شيوخكم ومتأكدة سيقول لك نفس الشيء :)

رياض الأمل 01-12-2011 10:00 PM

جزاك الله خير .. كلام جميل ومختصر بارك الله فيك


الساعة الآن 01:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©