عندما دخلت مع زوجتي كشك الولادة ( لحظات لا تنسى )
 

الأول والثاني في مشفى حكومي
كنت أرتقب أن يوجد عندنا مستشفى خاص راقيي مهما يكن الثمن
والدة زوجتي رقيقة لا تستحمل مرافقة ابنتها أثناء الولادة
في المرة الثالثة أصريت أن أكون أنا المرافق
واتفقت مع المستشفى أن أكون بجوار زوجتي أثناء الولادة وهو يسمح بذلك
جلست معها أثناء فترة الطلق كنت أنا المواسي الأفضل بشهادتها
في آخر لحظة أسدلت الدكتورة بيني وبينها الستار فطلبت أن يبقى جزءها العلوي مكشوفاً
لأشاركها آلام الوضع وأشد من أزرها وأضع كفي على جبينها
وفي لحظة لا تنسى أسمع بكاء الطفل
ولولا أن أحرج زوجتي لكنت أول من يستقبله على كفي
لا أستطيع أن أصف لكم مشاعري التي تكونت أمامي كقوس السحاب فتداخل الفرح بالألم والضحك بالبكاء والشوق بالشفقة والرحمة بالخوف حتى تصرفت مع زوجتي وقتها مالا أجرؤ عليه عند أبنائي لكن الميزة أن من حولي غير سعوديين ومتعودين على الانفتاح
مشاعر لا توصف
أجزم أن زوجتي نفسها لم تشعر بكل ما شعرت
هذه اللحظات لم أوردها لأذكر بطولتي
لكنني ذكرتها لفوائد أبرزها واحدة لي وواحدة لزوجتي وواحدة لطفلي
- فائدتي : تذكرت آلام والدتي فأعظمت قدرها .
- فائدة زوجتي : زاد عندي كل تعامل إيجابي معها .
- فائدة طفلي : دخل في غرفة المشاعر الخاصة في قلبي .


ماذا تستفيد المرأة من قصتي تلك
مشاعر الرجل في تلك اللحظة مفتوحة فاستغليها بطلباتك الصعبة خصوصاً الإصلاحية
فإن لم يقدر لك أن تجعليه يرافقك فاستغلي أول لقاء به بعد الولادة وبعد أن يضع طفلك على عضده
مثل أن تقولي :( حبيبي هديتي أن تترك التدخين لعيون البيبي )


دمتم سعداء بأزواجكم

في طفلي الأول قدّر الله ألا يكون زوجي موجوداً .. ولم يتمكن من مغادرة عمله إلا بعد الولادة.

أما في طفلتي الثانية .. فكان أن أخذ إجازة من عمله قبل الموعد المتوقع للولادة بأكثر من أسبوع .. ربما تعلم من الدرس السابق .. وربما لأن القادمة هي البنت التي أسرت قلبه وكيانه بمجرد أن عرف أنها أنثى ;) .. حتى أنه كان متحمساً لقدومها أكثر مني ;)

كنت أتمنى بالطبع أن يكون معي أثناء الولادة .. وقد أبدى استعداده لذلك .. ولكنه جبُن في اللحظات الأخيرة وألقى عبء المهمة على أخته .. واكتفى بالجلوس خارجاً مع أمه التي هي أيضاً لا تحتمل الدخول إلى غرفة الولادة خاصةً في اللحظات الأخيرة.

ولكن يكفيني أنه كان يتابعني بالصوت ;) .. وكانت التأوهات واسترحام الطبيبة بأن تخلصني كفيلان بتوضيح ما أعانيه .. صحيح لم يعبر لي صراحة عن مشاعره .. ولكن حقيقةً فإن سلوكه العام معي ومع صغارنا ـ في تلك الفترة ـ قال الكثير.


أما بخصوص استغلال تلك اللحظات والمشاعر التي تعتري الزوج خلالها في الطلبات .. فبصراحة لم يخطر الأمر على بالي من قبل .. ربما لأنني ليست لي رغبات أحتاج لاستغلال أوقات معينة لطلبها ;) .. وربما لأن زوجي عيوبه قليلة وأنا قادرة على تقبلها والتكيف معها .. وهو طيب في الأساس ولا يقصر معي في شيء .. ولكن إجمالاً أعتقد أن الأمر لا يتعلق فقط باستغلال الزوجة لتلك اللحظات .. ولكنها تتعلق أساساً برهافة حس الزوج وعمق مشاعره تجاه زوجته ومدى قناعته بمعاناتها خلال تلك اللحظات .. فهل نستطيع أن نجزم أن كل رجل ستتكون لديه هذه القناعة إن شَهِد معاناة زوجته في لحظات الولادة .. أو حتى ستؤثر على مشاعره فتخلق رهافة ورحمة هي أساساً غير موجودة فيه.

بعض الرجال يعتقد أن مسألة الولادة ليست ذات شأن .. (وعادي ترا كل الحريم يحملن ويربن) .. وبالتالي فإن منحها نظرة خاصة أو مشاعر أعمق ليست أمراً وارداً لديه.

اعتبر أن عباراتك توقيع على كلامي
شكراً لإضافاتك

المرة القادمة جربي المرافقة
آمين ولك من الله مثل الذي دعوتي به لي

ماشاء الله هذا دليل حبك لزوجتك وعاطفتك ورحمتك لها
انا لا أحب زوجي بجواري في غرفة الولادة
ويكفي أنه يستقبلني بعد خروجي من غرفة الولادة

رائعه تلك اللحظات الله لايحرمنى وجوده معى في جميع ولادتى ولا انكر وقفات زوجى في حملى وولادتى
ولكن عذرا زوجى لوتقدم لى قلبك على طبق من ذهب لن اغفر لك استغفالى وخديعتى