![]() |
من أسباب السعادة في الحياة التركيز على الجانب المعنوي ..
إذا علقت سعادتك بأشياء مادية كبيت أو لباس أو أكل أو مكان أو سفر أو ثروة , أو بشيء شبه مادي ككثرة الأصدقاء , فتأكد بأن الملل سيطاردك .. لكن الذين يعيشون حياة روحية ونفسية سليمة بالرغم من أن وضعهم المادي قد يكون أقل من غيرهم إلا أنهم لا يحسون بالملل , فتجد المتصوف أو العابد يبقى سنين طويلة في صومعته ولا يشعر بالملل .. فالذي يعيش الحياة وتركيزه على الجوانب المعنوية من تفكير وتحليل وابتكار وروحانيات وعواطف ومشاعر وإنسانيات هم أقل مللاً من الذين يعيشون حياتهم على الجانب المرئي والمادي فقط , لأن المادة لا تقدم شيئا , فلو قمت بترتيب مكان الجلوس وتنظيفه .. ستجد نفسك تتساءل: وماذا بعد؟ وما الذي سيدور في ذلك المجلس حتى يستحق التنظيف والترتيب ؟؟.. هذا لأن الإنسان هو الأهم وروحه أهم من جسمه . والحضارة المادية الغربية مثلا يكثر بها الملل والإدمان والانتحار بينما لا تجد هذا في الدول المتخلفة ؛ السبب في ذلك أنهم وصلوا لتشبع من الماديات فهم يملكون المال والخدم والحريات التي كانوا يظنون بأنها سبب عدم سعادتهم, فتفككت عندهم الارتباطات وصار الشخص حُراً يفعل ما يشاء ويمارس الحب مع من يشاء ويعبر عما يريد , ومع ذلك يطاردهم الملل. والملل هو نعمة بشكل عام , لأنه دافع للإنسان يستحثه لعمل الأفضل , فالوضع الاجتماعي المادي العادي والذي كان الغموض يجمِّلُه , بعد أن وصلوا له وانكشف غموضه لم يكن فيه شيء حقيقي , لكن الذي يتعامل مع الثابت وهو الله سبحانه , لا ينتهي ؛ لأنه لا يمكن للإنسان أن يحيط بالله فلا يشعر بالملل لأنه يعيش حلاوة ومتعة الإيمان الدائمة . إن أول خطوة لعلاج الملل هو التوقف عن البحث في الأشياء الشكلية والمادية ويتجه للناحية العقلية والشعورية , فيكسر الحواجز بينه وبين نفسه , فيبدأ بالتحدث والتفكير والاهتمام بهذه الحالة حتى يضعف اهتمامه السابق , حتى يصل لدرجة أنه يستطيع الجلوس في مكان واحد لوقت طويل دون يشعر بالملل , صحيح بأن المكان واحد .. لكن الأفكار متجددة , فالذين لا يهتمون بالجوانب المعنوية تجدهم يحبون التجديد , فيحبون تغيير الملابس ومتابعة الموضات وتغيير الأماكن ؛ لأنهم يركزون على المادة , بينما لو يكون هناك مجموعة فلاسفة , ستجدهم يطوفون العالم وهم جالسين في أماكنهم . وبالمقابل تجد الناس يزورون أماكن سياحية ولكنهم لا يرون شيئا مهما إلا إذا كان شيئا بارزا , وتجدهم يشعرون بالملل من هذا المكان و لا يعودون له مرة أخرى , بينما الذي يجد متعة عقلية قد يقف عند معْلَم واحد ويتأمله لسنوات ويبحث فيه , وكما يقول أحد الفلاسفة : "يكفيني فقط الجزء الخلفي من حديقة منزلي لأقضي فيه بقية عمري" , لأنه يتأمل ويبحث ويراقب الزهور والحشرات , ولكن نظرة واحدة من أحد التافهين لهذه الحديقة تشعره بالملل و لا يعاود النظر إليها مرة أخرى . والتغيير عبارة عن دافع روحي ولكن العقل يترجم هذه الحاجة الشعورية بشكل خاطئ , فيربط ملله بشيء مادي ويبحث عن هذا الشيء ويتعب نفسه وربما يصل له وربما لا , قال تعالى : (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) إن روح الإنسان تبحث عن السكينة وهذا ما يشعر به المؤمن بالرغم من أن نشاطاته قليلة , والمؤمن يستطيع أن يتحكم بنشاطاته بعكس الإنسان المادي الذي يشعر وكأنه مدفوع للعمل , والمؤمن لا يقوم بعمل شيء إلا إذا شعر بأنه مناسب فالأساس سلبي لأنه يعيش في سكينة ورضا بما قـدّره الله , ويؤدي ما يستطيع .. والنفس المطمئنة هي عكس النفس القلقة المتوثبة التي كلما ذهبت إلى مكان شعرت بالملل ورغبت في البحث عن مكان آخر ودائماً تبحث , أما النفس التي وصلت للإيمان فقد استقرت. يمكن للآلام الجسمية أن ينساها الإنسان بعكس الآلام النفسية التي لا تنسى , وحتى الأفراح تنسى لأنها هي الأصل فالأصل أن الإنسان سعيد . حينما يتكلم الناس عن المآسي تجدهم يتكلمون عنها من ناحية مادية كعدم وجود الكهرباء والطعام .. ولكن لو تنظر في السبب الحقيقي الذي يتعبهم ستجده الجانب النفسي , فلو كانوا مليئين بالمحبة والثقة بالنفس لهانت عليهم أشياء كثيرة وتحملوا , قال الشاعر : النفس من خيرها في خير عافية **** والنفس من شرها في مرتع وخم فالناس مصرون أن المادة هي كل شيء , فيسألون عن وضع المنزل والعمل والصحة والمال وكأن سعادتك هي بالأشياء المادية وهذا مقياس غير صحيح , بدليل أنه يوجد هناك أناس يعيشون بوسط النعيم ولكنهم تعساء بسبب الملل أو فقد أحد عزيز أو بسب شعور بالكبت .. وتجد أناس من أثرياء العالم إلا أن المادة لم تضف لهم شيئا , وقد تجد أناس حالتهم المادية أقل منهم بكثير ولكنهم يعيشون سعادة أكثر منهم . فكل إنسان هو عبارة عن شخصين , الأول يطمح لأن يصل للثاني , وكلما اقتربت من الثاني كلما اقتربت للسعادة وكلما ابتعدت عنه كلما زاد توهانك ؛ لأنه هو الذي يملكها , فالأول أرضي والآخر سماوي . |
كلمات قيمه
ومعانيها ابلغ واكمل استمتعت بالقراءه ؛؛ ومن اروع ما قرأت .. بوركت اخي الفاضل .. * |
الماده تنقسم إلا قسمين شيء أساسي والأخرى كماليات والأساسي لابد منه ولاكن اليوم تخطو الأساسي ويسعون للكماليات
أكثر من الأساسيات لأجل المظاهر وليس للحاجه .......................شااااب |
نعم التركيز على الجانب المعنوي جميل
لكن أجد بمقالك جردت الجانب المادي من أي أهمية تذكر فلم تذكر أهمية الجانب المادي بالحياة بل جعلت من التركيز عليه أو حتى الأهتمام بنقصه ربما يدل على التفاهة طبعا الجانب المادي يعني المحسوس و هو يشمل اشياء كثيرة من مال و صحة و شباب و طبيعة و منزل أنا أجد الجانب المادي مهم جدا لنأخذ الصحة , أليست تاجا أليس يقال عند السؤال بما أن صحتك جيدة فالحمد لله و الحمد لله على كل حال طبعا لكن الصحة لا يعادلها شيء و قد لا تكون لحظية و لا أهمية لها ,,لا ننسى المصاب بالأمراض المزمنة أو القاتلة أيضا بالجنة ,,,و عدنا العلي الأعلى بأمور معنوية حيث لا ملل و لا كذب و لا نميمة أيضا الثواب بالقصور و الفواكه و الأنهار و مالا عين رأت (مادي) و لا خطر على قلب بشر فالنعيم و التنعم يحصل بالأمور المادية حتى بالحياة الدنيا من زوجة صالحة جميلة و بيت و صحة و شجر و طبيعة لكن العيب على من يفني نفسه و لا يقتنع أما لخواء روحي بنفسه (لا يركز بتاتا على الجانب المعنوي و ييأس من رحمة الله و رزقه) و ايضا العيب في من تزهد و حرم على نفسه و أهله التمتع بالأمور المادية لبخل أو تقتير فالله يحب أن يرى أثر نعمته (شيء مادي لأن الأثر يرمز لذلك) على عبده فأن حصل للأنسان نعمة مادية ,,,عليه أن يركز على جمالها و ما سيحصل من جمالها و يتفكر بها ليصل على الجانب المعنوي فيراها أجمل و أن حصل المزيد بالحلال و بما يستطاع ,,,ما أجمل ذلك و أن لم يحصل فهو ذاق حلاوة الشيء مرتين |
قالى تعالى 00 (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ))
فالمـال سبب من أسبااب السعـادة في الدنيا .. لكنه يكون سبب من أسباب التعاسه لنفس اذا أستحوذ الطمع على الأنسان.. وأصبح همـه الأول والأخير جمـع المـال ,, فهنـا لايعرف قلبه معنى الراحه والسـعاده .. ولايتمــع نفسـه وأهلــه بما يملــك .. أعرف عائلـه ., لايملكـون الا ماكـافأة الضمـان الأجتمـاعي .. لكـن مهمـا كتبت عن الرضا بمالديهم والسعاده المرسومه على محياهم لن أوفيهـم .. بل أجـد عندهم الراحـه والأطمنـان أكثر ممـا أجده في العائلات التي تملك القصور والأموال .. فالمـال ليس مشكلـه .. المشكلــه كيف نتصرف بأموالنـا لسـعادتنا الداخليـه الحقيقه .. .. .. شكــرا لك أخي الفاضل على هذا الطــرح .. |
بينما لو يكون هناك مجموعة فلاسفة , ستجدهم يطوفون العالم وهم جالسين في أماكنهم .
سلمت يمينك |
الأخت الفاضلة .. شقردية أشكر لك جميل مرورك , متمنيا الفائدة للجميع |
اقتباس:
اقتباس:
( لعمرت ماضاقت بلاد بأهلها – ولكن أخلاق الرجال تضيق ) قد تضنين أني أدعو الى التزهد والتصوف والإعراض عن كل شيء مادي ، أنا على العكس تماماً واعتبر أن هذا الإعراض خروجاً عن الحياة ، لكن يجب أن يكون المال في أيدينا وليس في قلوبنا ، يجب أن نكون أكبر من المال ، والمال يعيننا على الخير ويقربنا الى الله ، يجب ان نستغل طاقانا وإمكاناتنا لكي تتقدم حياتنا المادية ولا نكون متخلفين مادياً ولا معنويا أيضا ، وأن لا نكون عالة على غيرنا ، بل نقدم العون لغيرنا ، وهذا لا يأتي إلا إذا عملنا وتعلمنا ليس شيئاً واحداً ، بل كل شيء نحاول أن نتعلمه ، ولا يجب أن تكون لنا مهارة واحدة ، بل يجب أن يكون لنا مهارات لا نستطيع أن نعدها,وأن نعتمد على أنفسنا لا على التسوق من مجهودات الغير إلا في الضروريات ، فنزيد ثرائهم ونزيد فقرنا ، أنا أريد أن نعيش الحياة بشكل شامل وليس بطريقة جزئية ، وأحب أن نكون منتجين ونكره أن نكون مستهلكين مسرفين أو بخلاء غير متوكلين ، فالنظرة المادية وحدها ستؤدي الى طريقين إما البخل أو الإسراف أو بالتناوب بينهما وهذا هو الغالب ، وجميعها خلق مذموم . اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
جمال الجانب المعنوي مع الأسف سيكون بإنفاقها (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) إلا الضروري منها وليس التمتع بجمالها وتقليبها ، لأن الأخلاق مبنية على التضحية ، إذاً لا يمكن أن نكون ماديين ومعنويين في وقت واحد ، لأن الضدين لا يجتمعان في قلب واحد ، لابد أن يكون جانب هو المنتصر ، يجب أن نرى جمال الأشياء المادية ليس بذاتها ، بل من خلال مشاعرنا ومعنوياتنا ، فالإنسان المعنوي لا يستطيع أن يرى جمالاً في لباس وأناقة رجل أو امرأة وهو متكبر ومغرور وظالم ، سوف تتأثر تلك الأناقة بالجانب المعنوي رغما عنه ، لا يمكن أن تري جمالاً في أداة قطعت اصبعك ، او حشرة لدغتك لا سمح الله ، إلا أن نكون قد نسينا ذلك الوضع أو تغيرت الحالة بحيث أصبح المغرور متواضعا ، حينها نستطيع أن نرى أناقته بوضوح ، والمرأة الحقودة أصبحت متسامحه ، عندها تكون ابتسامتها عذبه ، وملامحها وضاءه . لو سيارة فارهة من أحدث الطرازات لا سمح الله دهست شخصا عزيزا علينا ، سنجد أنفسنا نكره هذا النوع من السيارات ، وبالتالي يتأثر جمالها وطرازها على الأقل عندنا ، لاحظي كم هي جميلة التفاحة الحمراء في عين الجائع لكن هذا الجمال سيخف كثيرا إذا كان يعاني من التخمة ، وهذا هو الواقع ، إذا كل شخص معنوياته تؤثر في نظرته الى الماديات وعلى حسب سعة وعمق التأثير نقول عن الشخص أنه معنوي أكثر من مادي ، لكن انتبهي لا تظني أن هذا الشخص المعنوي دائما يرى الأشياء المادية سيئة ، إنه وتبعا لمعنوياته يرى جمالاً في بعض الأشياء المادية لا يراه الماديون ، فالطبيب المخلص يحب أدواته التي أنقذ بها أشخاصا كثر من الموت ، ويرى فيها جمالا لا يراه غيره ، مثلما كان يعجب الفارس العربي بجواده وسيفه ، ولا يبيعها بأي سعر يقدم له . |
بصراحة وضحت الفكرة أكثر الآن في المشاركة الثانية
شاكرة لك هذه الأفادة ... رحمة الله و رزقه قصدت الرزق بجميع جوانبه و رحمة الله بجميع لطفها علينا أما الجنة فالله يرزقنا و أياكم فكلمة لا تخطر على قلب بشر تضم كل ما سمعت و مالم أسمع سواء معنوي أو مادي و لم أكن ولن أكون في موضع حصر لنعيم الجنة ,, في النهاية جزاك الله خيرا تحياتي |
ماشاءلله تبارك الله .,~
مشكور أخي على الموضوع الراائع كنت بحاجه لمثل هذه الكلمات والحمدلله وجدتها في موضوعك دمت بوود =) |
الساعة الآن 07:28 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©