![]() |
الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
ربما كلنا نحفظ مقولة علي بن أبي طالب كرم الله وجه وسلم عليه "لا تكرهوا أولادكم على عاداتكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم"، وكنا دائماً مانرفع تلك المقولة حين يختط لنا أجدانا وآبائنا طُرقاً لم تعد صالحة لزماننا، وبما أننا في هذا العصر وأمام جيل مختلف بسرعة الضوء عنا نحن الجيل الذي نسبقه مباشرة، فإن ثمة تساؤلات تطرح حول سلوكيات وتفكير الجيل الجديد.
نعم الجيل الجديد له أسلوب وطريقة حياة، ولكن السؤال البديهي هل هذا هو جيلهم، وبالتالي فإن علينا التعامل معهم من خلال آلياته!؟ أما أن بعض السلوكيات والمواقف والأحكام التي تصدر منهم هي لا علاقة لها بالاختلاف الجيل إنما بالانحراف الفطري والقيمي إن جاز التعبير. في الواقع يجب أن أوضح نقطة مهمة جداً للقارئ وهي أن كاتب هذه الأسطر لا يعتبر نفسه رجل مهوس بالتراث أو بالأشادة بالأزمان السالفة ولاينشد الرجوع للخلف ويتمسك بآثار أجداده وآبائه وبعض المظاهر أو السلوكيات التي يظنها كثير من أهل مجتمعه أنه يجب الحفاظ عليها، بل أنني مع الثورة على كل مالا يصلح أو ماليس له قيمة حقيقية أو أن لا عدل فيه، لكن في الوقت نفسه مناصر للطبيعة البشرية التي لا يمكن أن تختلف أبداً مع مرور الزمن، ولن تجد لسنة الله تبديلا. على سبيل المثال، لايمكن أن يتحول الزواج من أهدافه السامية التي أقراها الأسلام ويمارسها المسلم وغير المسلم إلى نوع من العلاقة المبنية على المصلحة الشخصية وقضاء الحاجات الغريزية بعيداً عن مفاهيم الأسرة والسكن والأبناء والأهداف التربوية الكثيرة وغير ذلكَ من الأهداف والغايات، وبما أننا نتناول الجيل الجديد، فإن ثمة سلوكيات طارئة حصلت مع جيلنا الحالي في مجتمعنا. في نظري أن ثمة عاملين كان مؤثرين في تشكيل شخصية الفرد من الجيل الجديد، أولهما الأنفتاح التقني " ولا أقول الثقافي"، ثانيهما العجز التربوي المتمثل بصعوبة التواصل والتأثير من قبل الأبوين على أبنائهما، والعجز التربوي عند الولادين سببهما ضعف التأهيل والتأثير لدى الأبوين على أبنائهما وعدم شعورهما بأهمية التربية باعتبارها مبشروع كبير يجب أن يصرف عليه الجهد والوقت، إنما تأتي التربية نتيجة تلقائية مبنية على الفعل والرد الفعل بعيداً عن التخطيط والبناء. ولأن الأبوين ضعيفي التأثير للأسباب الآنفة، أصبح الطفل والمراهق يربي نفسه ويتلقى مصادر تربوية خارجية تشكلها محيطه من الأصدقاء إذ يسير على نهج وفكر ومواقف أولئكَ الأصدقاء، هنا ينشأ المراهق تحت قاعدة واهية لا أثر فيها للتربية والإحساس بالمسؤولية والواجب والقدرة على التعامل مع الأخرين وبالذات الزوج. حين يدخل هذا الجيل لعالم الزواج، لايدخله مؤهلاً ومدركاً لفهم كينونة هذا العالم، وماذا يعني أن تكون زوجاً أو زوجة، يدخل هذا العالم وقد حمل معه فوق عاتقه كل تلك الأفكار والممارسات والتوجهات وطبيعة العلاقات ليجعلها ليمارس فيها الحياة الزوجية، إنه لايستطيع الأنفكاك عنها أبداً، وهو أو هي مساكين وضحايا جيلهم وغياب الوعي والتربية، وبالتالي يحدث الزلزال المدمر في البيت إذ أن الخط الذي ينبغي أن يسيرا عليه يختلف اختلافاً تاماً عما هم عليه. هذه المشكلة تحدث "وحسب متابعتي" فقط في مجتمعنا، وهي أخطر وأكبر المشاكل لأن أتدادتها عنيفة للغاية خصوصاً في المستقبل القريب والمتوسط، وفقدان الوعي وعدم الأحساس بالمشكلة من قبل الوالدين والمجتمع يضاعف ذلك، والحقيقة لا أشاهد مايشجع ومايبعث الأمل من خلال العوائل التي أعرفها وكيفية تعاملهم مع ابنائهم واعدادهم للمستقبل والحياة الزوجية لأنه غالبا وباختصار فاقد الشيء لا يعطيه، لأن هذه مشكلة اجتماعية خاصة بنا فإن من يرفع حاجبيه نحو الشرق أو الغرب فإنه سيجد أن بنية العائلة أصلب! بالرغم من أن يكون الأمر على العكس باعتبار أن ديننا كثيراً مايؤكد ويحث على تماسك واستقرار الأسرة عكس الثقافة الغربية على سبيل المثال، ولكن المشاهد والواقع يجد أن الأسر الغربية رغم معاناتها في جوانب مختلفة إلا أنها أكثر تمساكاً وقوة وأثر ليس من الجيل الحالي وحسب بل حتى جينا نحن وجيل آبائنا، إذ أن قيمة الأسرة والعائلة والحافظ عليها والولاء لها وخطط التربية واتباع المنهجية وانفاق الوقت لصالح الزوجين والأبناء يفوق الكثير مما يحدث لدينا. المشكلة خطيرة جداً ويجب أن نشعر بها ونتحدث عنها، ونحاول على الأقل كأفراد أن نقوم بواجبنا تجاه منهم تحت أيدينا، والله الهادي إلى سواء السبيل. |
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
موضوع رائع و قيم
و ساتحدث بناء على ما اراه حولي و ما يأتي لنا من حالات الطالبات في المدارس و الاطفال في دور رياض الاطفال .. كل جيل ما هو الا امتداد للجيل السابق ... هذه حقيقة مهما تجاهلناها ابنائنا هم نتاج تربيتنا سوا بشكل مباشر او غير مباشر .. اعنى تربيتنا لهم .. فكل ما تلقيناه نحن عن ابائنا ينعكس تلقائيا على ابنائنا و ربما ردود افعالنا تجاه ما تلقيناه هو منهج التربية لدينا مثال ام او اب عاش طفولة قاسية او محرومه فانه كرد فعل يبالغ في حنانه لاطفاله بدرجة تفسدهم .. و العكس ايضا .. التقنية ياخى الكريم ليست سوا اداه يتم التعامل معها بناء على خلفية الابن او الابنة التى نشات عليها .. القضية ليست قضية تقنية بل هى اعمممق بكثير شلالات الالحاد التى جرفت معها بعض ابنائنا و بناتنا و من بيننا ...! ما تتوقع سببها .. او بمعنى ادق .. ما سبب سرعة الانجراف معها .. نحن ياخى ايضا جيل لم يعرف التربية اي لم نتلقي تربية صحيحة بل كانت مجموعة من العادات و التقاليد و القسوة او لنقل الجهل يسقينا .. فكان هذا الجيل نتاج لجيلنا .. او ربما نتاج لنفس ابائنا ..! حقيقة وان كانت طريفة اب في السبعين او الستين او لنقل في الثمانين و لديه ابن او ابنه اطفال ،..! كيف تكون التربية و فق معطيات عالم متغير بشكل مذهل ..! اخطاء اليوم هى نتاج اخطاء الامس ... فلا نلقى باللوم على الجيل الحالي ... ياخى الكريم عالمنا العربي تحديدا يعيش مآسي و الماساة الكبرى انه يرفض الاعتراف بمعاناته .. نشوء الصراع بين الاجيال او بين فرعي الجيل الاناث و الذكور هو نتيجة الاستبداد فيما مضى ...! بالاضافة الى القصور الحالي في تبان المنهج الصحيح للحياة .. فالجيل الحالى ينظر و يقيس مخرجات الجيل السابق و بناء عليها يرسم لنفسه سبيل الحياة .. و هذا اكثر امر لمسته بين الطالبات و المراهقات .. و حواب لسؤالك : اقول نعم الجيل الجديد بطور تغير قيم و انحراف عن الفطر السليمة .. |
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
بارك الله فيك أخ نيت مان
ولكن لدي سؤال الأنفتاح التقني , وصعوبة التواصل بين الأبناء ووالديهم اعتقد ان جميع المجتمعت تواجه ذات المشكله ,,, فلما نحن فقط ومجتمعنا من نعاني من هذه النتائج ؟؟؟ ونعاني من البنيه الهشه في نفوس جيلنا ؟؟ ربما تحول المسار الى انه هناك سبب رئيسي أكبر أدى لماتتحدث أنت عنه , وأتسائل أنا عنه حقيقه موضوعك رائع , ماشاء الله وأنت ربما من مناصري ذاك الجيل الأول الطيب - أجدادنا - بأجابياته , وكل طيب فيه . ربما العيش - عند البعض - على هامش الحياه , وغياب القدوه الحسنه , والدلال المفرط , من أسباب هذا الفكر . شكرا لك أخ نيت مان |
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
الآباء والامهات في زمننا هذا يحتاجون للتربية وتوعيه دينيه
ورفع القيم الدينية والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم قبل تربيتهم لأبناءهم .. |
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
مرحبا بكِ أختي الفاضلة أم سفيان، وأشكرك على مساهتمكِ الرائعة.
اقتباس:
اقتباس:
حين تحدثت عن التقنية كنتُ أعني أن التقنية جعلت الأبناء يصرفون أوقاتهم فيها أكثر من أمور أخرى وأهم، والتقنية المتمثلة في الألعاب الألكترونية الآي باد الآي بود الكمبيوتر البلاك بيري والآيفون وكل أجهزت السمارت فون وحتى القنوات تدخل في هذا المجال. اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
|
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
اقتباس:
فيما يتعلق بالجزء الأول من ردك، وهو أن جميع المجتمعات تعاني من هذا الأمر، حقيقة ربما أتفق معكِ نسبياً، وهو أن مشكلة التقنية تحدث في كل المجتمعات التي تتوفر بها، إلا أن النسبة تختلف أختلافاً كبيراً من مجتمع إلى آخر، وأعتقد أنه كلما كان المجتمع أكثر تقدماً ووعياً كلما قلت تلك المشكلة، على سبيل المثال في الغرب، سكنت عند عائلة أمريكية مكونة من زوجة 30 سنة وزوج 37 سنة وطفل 10 سنوات، لم أشاهد الطفل معه بلاك بيري أو آي بود أو غيره من تلك الأجهزة، ولديهم نوع من أنواع البلاي ستشن والطفل لايلعب إلا نادراً وأعتقد بسبب أدارة الأبوين لموضوع طفلهم ولعبه فيه، هذا أمر، الأمر الآخر هو أن الأطفال هناك قريبين جداً من آبائهم، على سبيل المثال الأنشطة الخارجية والمتمثلة بمارسة هوايات الأطفال أو المراهقين في الخارج سواء ألعاب أو غيرها، هذا أمر، وبالمناسبة كنت أتحدث أمس أتحدث مع صديق لي عن هوسنا بالتقنية وانشغالنا بها وأتفقنا أن المجتمع الأمريكي رغم وجودها لديهم وانتاجها إلا أنها لا تفعل فعلها كما تفعل في مجتمعنا، نادر جداً أن تجدي مثلاً الزوجين كلاً منشغل عن الأخر بأصدقائه من خلال الواتس آب. أنا لستُ مناصراً للجيل القديم، ولكن أستطيع أن أكتشف ماهي الإيجابيات هناك وماهي السلبيات هنا والعكس أيضاً، فيما يتعلق بالأسرة والحياة الأسرية أرى أن الجيل الماضي أكثر توازناً وأستقراراً من الجيل الحاضر مع عدم أتفاقي في كثير من الممارسات أو التعاملات التي كانت تحدث، إلا أنهم كانوا يعيشون حياة أسرية صحية أفضل من هنا، والحقيقة أني أرى أن العائلة الغربية هي نموذج رائع، بعيداً عن بعض التفاصيل أو المشاكل التي تحدث في العائلة الغربية والتي من الممكن أن أنتقدها وأبين سلبياتها، إلا إنهم نجحوا في أمرين هما الأساس في العملية الزوجية وهما أن الزوجين يقضيان وقتاً طويلاً معاً في اليوم على سبيل المثال برنامج الزوجين اليومي هو أذهب إلى عملي الساعة الثامنة أرجع الساعة الرابعة أجلس مع زوجتي أو مع زوجي حتى ننام، وإن خرج أحداهما خرج الأخر معه إلا إن أستدعت الضرورة لأن يجلس أحداهما، وهذه هي القيمة الحقيقة من الزواج التي نفتقدها في حياتنا، وهي أصلاً قد حث عليها كثيراً ديننا من خلال الأحاديث، وليس المجال متسعاً لسردها، الأمر الأخر هو الأحتكاك المباشر بالأطفال أو الأبناء القرب منهم الحديث والتعامل معهم بآليات تربوية رائعة. شكراً لكِ مرة أخرى. |
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
اقتباس:
|
رد : الجيل الجديد، تغيرات أجيال أم تغيرات فطرية وقيمية؟
انا أشوف أن الإنحراف هذه فطري، تنولد فيه.
ماله علاقه لا بأصل ولا فصل، ولا تربية. بل القيم و المباديء اللتي يتخذها الشخص لنفسه ولا ماكان بيطلع من ظهر العابد فاسق و العكس صحيح! ولكن الجيل، المجتمع، العادات و التقاليد المتعارف عليها أما تتيح لك المجاهره بهذه الشيء أو تضطهد هالشيء فيك ! اذا كانت اضطهاد هي الكلمه الصحيح ! حيث أن الناس ترتكب الأخطاء مع علمهم، أنه أختيار. |
الساعة الآن 11:48 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©