تقوى الله |
05-09-2004 09:15 PM |
من المشاكل الزوجية
من المشاكل الزوجية
الزواج سكن ومودة لطرفي العلاقة الزوجية ، ومن شأن السكن والمودة أن يتصف
بالديمومة والثبات والاستقرار ، لكن مع فقدان الوعي وارتفاع نسبة الضغوط النفسية
والاجتماعية والاقتصادية والسياسية يبقى ذلك السكن أملاً منشوداً ، إذ من شأن تلك
الضغوط أن تزعزع استقرار الأسرة ، وتقتحم عليها ذلك الهدوء.
فن التعامل مع المشكلة:
في سبيل حل المشكلة التي تواجه الزوجين لا بد من الشعور بها أولاً ، فإدراك المشكلة ،
والوعي بها ، ثم البحث عن أسبابها يعتبر نصف الحل ، كما أنه لا بد من المصارحة بين
الزوجين ، فهي أساس الثقة ، والثقة هي أُسُّ الأسرة وأساسها.
فإذا تمت معرفة الأسباب ، ومراجعة الحقوق والواجبات في حوار هادئ أمكن حَلّ المشكلة
وتجاوزها ، وليحذر الزوجان من حب "الإدانة" بحيث يسعى كل واحد منهما إلى إدانة الآخر ،
لأن ذلك ربما ولّد النقمة والحرص على تَلَمُّس العثرات ، وتتبع العورات.
الألفة بين الزوجين:
كثيراً ما تشكو الزوجات من انهماك أزواجهن في العمل وانصرافهم عنهنّ ، وربما يعود ذلك
إلى أن بعض الأزواج يحبون فكرة "الزواج" أكثر مما يحبون "معناه" وما يشتمل عليه من
حقوق وواجبات و"سَكَن ومودة" ، أو يكون الزواج طموحاً يسعى إليه الرجل ، فإذا تحقق
ذلك الطموح ملَّه ورغب عنه ، وعاد كما لو أنه ما زال يعيش فرداً وحيداً ، أو ربما لأن العمل
يشعره بالرضا عن نفسه ، ويولّد عنده الثقة بالنفس والاستقرار الداخلي أكثر مما يولّدهُ
عنده السَّكن العاطفي بوجود رابطة الزوجية ، وربما لأن عمله يسبب شعوره بالاقتدار
والسيطرة أكثر مما يشعر بذلك عندما يرتبط بزوجة عاطفياً ، فإن كثيراً من الرجال لا
يدركون أن التعلق العاطفي لا يبدأ إلا بمعزل عن السيطرة ، فالسيطرة إنما تكون في عالم
الأشياء ، والتعلق العاطفي والمودة إنما تكون في عالم الأشخاص ، والخلط بين العالمين
يسبب مشاكل كبيرة.
وثمة مسألة على جانب من الأهمية كبير ، وهي أن كثيراً من النساء ، وبعض الرجال
يفرطون في تعلقهم العاطفي بأزواجهم مما يشكل عبئاً كبيراً على المتعلَّق به أشبه ما
يكون بالحصار العاطفي ، فيشعر الزوج بالضيق ، ويتململ من تلك الحالة فيسعى إلى
الانشغال عنها والهروب منها ، لأن الرجال لا يتحملون المرأة المفرطة في التعلق العاطفي
بزوجها ، وكذا النساء مما يولِّد النفور.
وهذا التعلق المفرط له أسباب كثيرة منها أن لا يكون للمرأة صديقات يتقاسمن مع الزوج
تلك العاطفة الفيَّاضة التي يفيض بها قلب المرأة ، وقد يكون سبب ذلك الفراغ الذي تعاني
منه المرأة إذا لم يكن لها ما يشغلها ، وخاصةً إذا لم يكن لديها أطفال ، مما يجعل الزوج
شغلها الشاغل ، ومن ثمَّ وجب على المرأة أن يكون لها اهتمامات متنوعة تحرص من خلالها
على تحقيق وجودها المنفصل عن زوجها بصفتها فرداً له كينونته ، مكمِّلاً للزوج وليس
متناحراً معه.
_____________________
تم دمج ردود كل الأعضاء في موضوع واحد ...
( تم التعديل بواسطة الفيلسوف )
.
|