منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   مساحة مفتوحة (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=3)
-   -   تحرير النفس من الوساوس .. قصة واقعية ومهمه .. (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=39844)

وردة الاسلام 30-11-2004 10:52 AM

تحرير النفس من الوساوس .. قصة واقعية ومهمه ..
 
من المفاهيم العلمية المستقرة ، ان الانسان اذا ما انساق الى فعل شيء ضد ارادته او رغم انفه ، مدفوعا بقوة قاهرة ملحة ، فان ذلك يسمى بالتسلط .

اما اذا اقتصر تلك القوة القاهرة على الافكار ، دون ان تتجاوزها الى الافعال _ فان ذلك يسمة ( بالوساوس ) .

كان هناك شاب في الثامنة والعشرين من عمره ، قوي البنية ، متعلما ، ولكنه كان يزاول عملا تافها في احدىالشركات . وكان يعاني من فكرة متسلطة عليه ، بانه موضوع مراقبة دائم ، وكانت تتسلط عليه فكرة اخرى وهي القاء نفسه من مكان مرتفع !! ..
وكان اينما ذهب يدقق النظر في الناس ليرى كيف ينظرون اليه ، وخصوصا اذا ضمه حفل كبير او تجمع ما لمناسبة اجتماعية .
وكان بالاضافة الى ذلك كان يعاني من الارق ويرى في منامه احلاما مزعجة , ويحس بالوحدة ! وبالتحليل النفسي لذلك الشاب ، ظهر ان امه كانت شديدة القسوة معه اذ كانت عصبية المزاج وكانت تعمد الى عقابه كلما ارتكب خطا ولو صغيرا ، ودرجت على ان تحبسه وهو طفل في غرفة مظلمة ، يظل محبوسا حتى يغلبه النعاس وينام ..
والعجيب ان هذا الشاب بلغ مرتبة الرجولة ، وهو يكن لامه حبا شديدا ويتخذ منها مثلا اعلى ، والام صارت احن عليه على مدى الاعوام ..
الا ان المكبوتات ظلت كامنة في نفسه ، وظلت هي المسئولة عن اعراض المرض النفسي او السلوك العصابي الذي يعاني منه وهي ليست في الواقع الا رموزا للعوامل والكبت النفسي الذي عانى منه ..
ورغبته المتسلطة عليه في القاء نفسه من مكان مرتفع ، ماهي الا رغبة لا واعية في التخلص من نفسه لانه يراها شيئا لا يستحق الحياة .. هكذا كانت امه تؤكد له وهو صغير !
ومهما تكن اسباب الوساوس والتسلطات دفينة في اعماق النفس ، ففي الوسع اكتشافها والتغلب عليها ، وازالتها .
وما نسميه بالحركات العصبية ، كتذبذب رموش العين .. او المشي بطريقة معينة ، او التلعثم والتاتاة في الكلام ، وغيرها من عيوب النطق ، يمكن ان نعتبرها في عداد تلك التسلطات والوساوس . ان لم تكن ناشئة عن عيب عضوي _ وهذا احتمال ضعيف !
والعمل اللاواعي المكبوت المسئول عن تلك التسلطات ،غالبا ما يعكس الرغبة في الهروب من الحقيقة لسبب من الاسباب ! وما التطير ( او التشائم ) والاعتقاد في الخرافات ، الا افعالا متسلطة ايضا ، اذ يتضمن في ثناياه عنصر العقاب الذي يحاول المرء تجنبه .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا يخشى المرء العقاب ؟ والجواب هو انه يستشعر ذنبا ما !
وبعبارة اخرى ، ان المصدر الذي يوقع العقاب يصبح في الذهن رمزا لقوة مجهولة .
فاذا قضت هذه القوة مثلا بالا يرتبط احد بالرقم (13) حتى لا تقع له كارثة . . . واذا كنت في عقلك الباطن ان هذه القوة بوسعها ان تعاقبك اذا ما عصيتها ، فانك ستجتهد في اجتناب هذا الرقم ما وسعك الاجتناب ، وبعمنى اخر ستعتنق في تفكيرك مايلامس هذا الرقم من معتقدات فتصبح متطيرا تعتقد اعتقادا جارما في هذه الخرافة .
ويمكن القول بانه كلما ازداد تطيرك وايمانك بالخرافات ، كلما كان احساسك اللاشعوري بالذنب اكبر .
واخيرا في وسعا لمرء ان يساعد نفسه على اجتناب الافعال المتسلطة والوساوس ، والتخلص من ازعاجها ، اذا ما وضع في ذهنه انها ليست الا عادات اعتادها او درج عليها ! وفي وسعنا ان نسبه هذه العادات بالمياه الجارية في قنوات ، وفي كل مرة تسيطر علينا فيها او تتحقق احدى العادات ، تتعمق القناة وتتسع. وفي كل مرة نقاوم فيها احدى تلك العادات ، فاننا نحد من عمق القناة ، ونعوق سريان المياه فيها . فانصرافنا عنها ذهنيا ، او بمعنى اخر بطردنا الخواطر المزعجة من اذهاننا يمكننا ان نحد كثيرا من تحكم تلك العادات ، وما يرتبط بها من افكار متسلطة . ثم لا يلبث ان ياتي الوقت التي تزول فيه تلك العادات تماما .

ومن هذا الموضوع اريد ان اضيف نقطة مهمه وقد يكون وقاية من التسلط النفسي والوساوس:

تربية الاولاد : فان الطفل عادة يكون اكثر عرضا لتلك التسلطات التي تؤثر عليه وتعيق من بناء شخصيته المستقلة .. فالاهتمام بتربيته وتنشئته في ظروف بعيدة تماما من العنف والعقاب النفسي يبني له تفكيرا مستقلا وشخصية متزنة .

اتمنى الاستفادة للجميع :)
اختكم وردة الاسلام

LittleLulu 01-12-2004 02:17 AM

موضوع اكثر من رائع .. معلومات مفيدة جدا ..

سلمت يداكِ اختي الكريمة على الطرح المفيد للكثير ..

تحياتي لكِ

لمى 24 02-12-2004 05:47 AM

نقل رائع

جزاك الله خيراً


الساعة الآن 06:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©