![]() |
مــن عــانـــس....الــي مــطــلقـة....يا قــلـــبي لا تـــحــــزن
وعادت إلى بيت أسرتها مرة أخرى تحمل لقبًا جديدًا " مطلقة " هكذا قالت صديقتي بصوت متهدج ، وابتسامة مغتصبة وعينين تجمعت على سطحهما قطرات دموع جاهدت لابتلاعها ، فكانت تزدري ريقها بصعوبة ،وتحاول الظهور بمظهر المتماسكة ،وهي ترد على مشاطرتي لها بعد طلاقها من زوج لم تمكث في بيته أكثر من عام ! لم أستفسر منها عن أسباب الطلاق ، فقد كنت أعلمها تقريبًا مسبقًا ، إذ تعددت خلال ذلك العام محاولاتنا وأزواجنا لإصلاح ذات بين صديقتي وزوجها .. وللحق كانت هي أحرص على استمرار حياتها ، وكلما كان لفظ الطلاق يتردد في إحدى جلسات التحكيم والإصلاح كانت تهز رأسها ، وكأنها تطرد هاجسًا مخيفًا ، أو خاطرًا مزعجًا ، فقد كانت تريد أن تظل زوجة مهما كلفها ذلك من عناء نفسي ، وكبدها من تنازلات ، كانت تريد أن تنفض عن كاهلها اللقب البغيض " عانس " ، وتحمل لقب " زوجة " ؛ حتى لو كان زواجها على فوهة بركان نوحتى لو كان رجلها لا يرعى فيها إلا ولا ذمة ! ولا أحسبها إلا محقة ، فما قاسته في بيت أبيها من عنت ، واضطهاد ، وتحقير جعلها تتحين أية فرصة للخروج من كهف العنوسة ولو إلى كهف أضيق وأظلم . كنت موضع شكواها.. وكثيرًا ما استودعتني مواقف تؤكد أن والديها وأشقاءها كانوا يعاملونها بفظاظة ، وغلظة ، ويعيرونها بعنوستها ، ويشعرونها بأنها ضيف ثقيل طال مكوثه عند من ضجروا منه ، ولم يجدوا بُدّاً من مواجهته بضجرهم وتضررهم . بكاؤها المتشنج كان يمزق قلبي ، ولا أملك إلا الدعاء .. مقترنًا بالسعي لتزويج هذه الفتاة الطيبة .. المتدينة .. الخلوقة .. المتعلمة. نعم فلم يكن يعيب صديقتي عيبًا سوى شكلها ، وإن كانت خفيفة الظل .. خفيضة الصوت .. خيرة إلى أبعد حد ، وكم رشحت لها .. ورشحت صديقاتنا الأخريات راغبين في الزواج يضاهونها سنًا وعلمًا ، وكان هؤلاء يجيئون لرؤيتها.. ويذهبون بلا عودة ، فتقول هي بأسى : لا تتعبي نفسك .. أعرف أنني لا أروق لأي رجل .. مهما كان دميمًا ، ثم تنخرط في بكاء شديد ، وتقول بلهجة متشنجة : " الحمد لله على عطائه .. أنا لم أخلق نفسي .. فلماذا يعاقبونني على ما لم أرتكب ؟ ولماذا تلام الفتاة إن رفضت رجلاً لا يروق لها شكلا ؟ - ويلتمس العذر لأي شاب يرفض الاقتران بمثلي مهما تعددت عيوبه هو ؟!". كان حالها يؤرقني .. وكثيرًا ما تحدثت إلى أمها ، وشقيقتيها المتزوجتين بشأنها ، فكانت أمها تبدي أسفها وتقول لي : " وماذا بيدي يا ابنتي .. فاض بي ! " . وتقول شقيقتاها بلا مبالاة : " وماذا تنتظرين منا وزوجانا يعيراننا بها ؟ " . وتردف صغراهما : " تصوري .. زوجي يقول عن ابنتنا التي تشبه خالتها : يا خوفي أن ترث شكلها .. وحظها أيضًا " ! أسمعهن .. وأنصحهن .. ولكن دون أن يتوقف نزيف المأساة في قلب صديقتي ذات الأربعين عامًا ، التي ما إن تقدم لها أرمل في الخامسة والخمسين حتى وافقت دون تردد ، وكذلك فعلت أسرتها .. لم يتحروا .. ولم يسألوا عنه ، وتم الزواج لتظهر الحقيقة رويدًا .. الزوج بخيل جدًا .. لا يعرف الصلاة ، يعتبر الاهتمام بالنظافة الشخصية إسرافًا في استعمال الماء والصابون ، يسيء معاملة أسرتها ، ويلمح لهم في كل مناسبة بأنه ذو يد عليا عليهم ، فقد أنقذ ابنتهم من العنوسة !. كل هذا وأكثر ، وهي راضية ، لا تشكو إلا حينما يفيض الكيل تشكو أملا في إصلاحه ، وليس رغبة في الانفصال عنه ، ويمر العام ليطلقها هو ؛ لأنه - على حد قوله - " مل من كثرة شكواها ، ولا يجد مبررًا للإبقاء عليها ، فهي ليست "ست الحسن والجمال ". فشلت محاولات صديقتي لإثنائه عن قراره ، فاضطرت للرضوخ ، وعادت إلى بيت أسرتها مرة أخرى تحمل لقبًا جديدًا " مطلقة " ، عادت محملة بآثار تجربة مريرة .. بغيضة تضيف إلى معاناتها السابقة تلالاً من العناء ، وتضيف إلى عمرها عامًا بعشرات الأعوام ، وتحفر على وجهها الحزين أخاديد تجعله يبدو كوجه عجوز في السبعين أو أكثر . كان بوسع صديقتي أن تفعل الكثير لتتجاوز عنوستها ، وكم نصحتها ، واقترحت عليها ما يملأ فراغها ، وحاولت أن أبث فيها ثقة تستحقها - بالفعل - وألفت نظرها إلى ما تملكه من فهم حرمت منها جميلات كثيرات ، ولكنها كانت مسجونة داخل خندق الإحساس الحاد بأنها غير مرغوبة . وكان من حولها يزيدون هذا الإحساس وطأة ؛ حتى فقدت القدرة على التفكير في غير هدف واحد : أن تصبح زوجة .. بأي مقابل ولأي رجل ! وتحقق هدفها لتصبح مرفوضة مرتين ، مرة لعنوستها وأخرى لطلاقها ! ترى كم بيننا من مرفوضات .. منبوذات بلا ذنب ؟ كم بيننا من مشروعات زوجات صالحات ، ولكنهن ضحايا لخلل قيمي .. وعسر اقتصادي .. وتفريط عقدي وتخبط إجتماعي ؟. كم بيننا من حاملات للقب يرضين به ، ويحاولن التكيف معه ، ولكن الآخرين ، بل أقرب الأقربين لهن ، يدفعونهن بتصرفات تكاد أن تكون جرائم إنسانية إلى محاولة الهرب من اللقب .. الجحيم .. إلى جحيم أشد استعارًا. ((((الله المستــــــــعان)))) (((نقلـــــته عن صديقتها لأخذ العبـــــرة))) {{{بمشيئة الله سأنقل لكم ""العنوسة الاسباب والعلاج"" ملف شامل في ثلاثة اجزاء}}} |
قصة مؤثلرة جدا... نفع الله بها وجزاك الله خيرا على الجهود الطيبه... حياك المولى |
قصه يؤخذ منها العظه والعبرة
|
جزاك الله خيرا
اخي لامست واقعا نصم اذاننا عنه نعم هي مذنبه بذنب لم ترتكبه ستر الله على المسلمات وزوجهن الصالحين امين |
اشكر الناقل لهذه القصه .. والتى فيها العبرة صراحا ...وتدل على مستوى التفكير وضحالتة الذى وصل اليه كثير من المسلمين وللاسف .... وعدم اهتمامهم بجمال الروح والنفس .. ووالذى اريد ان اقوله ..... والذى ادهشنى كثيرا ..واراه كل يوم امام عينى صباحا ومساء ...... وهو
كثيرا ما ارى زوجين من الجنسية الهندية اعنى رجل وإمرأة .. ويد فعنهى الفضول لتامل شكل الزوج والزوجه ...فأرى العجب .. ارى الرجل ذو الوسامة الواضحه فى حين ان الزوجة ليست بذلك الجمال !!!!!!!!!!! فاقول فى نفسى لو كان هذا رجل مسلم او عربى فلن يرضى الا بزوجة فائقة الجمال والا سيظل يبحث عنها حتى يجدها ، فاين نحن المسلمين من هذا المعنى ، لماذا لا نبحث عن جمال الروح .... واخيرا اذا حدث ما حدث بين الرجل والمرأة وذهبت المحبة !!! الا تكون هناك رحمة ، بتلك الضعيفه ، التى تبحث عن الستر ، وليعلم كل رجل ان حسن العهد من الاسلام ، اى عندما يعش شخص مع انسانه ولا يرغب بها بعد ذلك لاى سبب من الاسباب تراه ينكل بها ويصنع بها الاعاجيب !!!!!!!!يا سبحان الله اين الرحمه يا اخى الم تكن تلك المرأة فى يوم من الايام هى فراشك !! ورات منك مالم يره احد !!! فكيف بك تشد عليها فى المعامله ... واخير اسال للاخت صاحبة المشكله ان يرزقها الله من تقر بها عينها ويعوضها عن ما اصابها |
اعانها الله على مصيبتها
انا لا اعترف بأن هناك فتاة قبيحة ، في هذا الزمن المتقدم في علم الجراحة وتطور فن المكياج ثم تأتي من تقول عن نفسها قبيحة ( لاتوجد فتاة قبيحة ) بل توجد من لاتجيد الاعتناء بنفسها ، أن تنام بالصحن وتأكل كل ماامامها لتزداد الكيلو وراء الكيلو حتى تصبح من جنس الفيلة وتقول مالي بخت ، أو تلبس مالايليق بها او لاتعتني بالمكياج . انا شخصيا لا امانع ولا اجد حرجا في جراحة التجميل لمن تعاني من قبح شكلها بمالاينفع معه المكياج او الريجيم (ليس لمن تريد تصغير الانف لكي يصبح مثل انف فلانة او تنفخ شفايفها او تكبر صدرها وانما للضرورة فقط ) الاخت التي عانت بسبب شكلها كان بامكانها ان توفر القليل من المال لتحسن شكلها وتستر نفسها بزوج واقولها باعلى صوتي ليس كل الذكور رجال عقلاء واقول بأن اكثرهم يريد الجميلة ولذلك فلامانع من ان تتجمل حتى لاتحمل أي من اللقبين ( عانس أو مطلقة ) اتمنى للجميع دوام التوفيق والسلام ختام |
اقتباس:
واياك يارب جزاك الله خير |
اقتباس:
احسنتي شكرا لمرورك حياك المولى |
موضوع مؤثر فعلا بارك الله فيك اخي وجه الخير
لا حول ولا قوة الا بالله اللهم اصلح حال الشباب والبنات تحياتي |
كلام اخي بوعبدالله صحيح واوافقه الرأي......
|
الساعة الآن 06:58 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©