أثار موضوع أخي رام شجوني وأحزان كتمتها طويلا وحاولت عبثا حلها .....ولكن دون جدوى فأحببت ان تشاركوني اياها لعل أحد قد مر بتجربتي ويستطيع مساعدتي ..
المأساة أن ابني مصاب بفرط الحركه والنشاط الزائد ..وهو ليس كبقية الاطفال يتشاقى لفتره ويهدأ لفتره ولكنه طوال الوقت في حركه دائمه والادهى تخريب مستمر ...
وحيثما حل في مكان فاعلم انه سينشر البكاء بين الاطفال والصراخ ويا ويلهم لو لم يسمعوا كلامه ..وعلاوه على ذلك فهو يحرجني جدا عند الناس فقد يصرخ علي اذا لم يعجبه الطعام او اذا أجبرته على ترك الدور لمن هو بعده ..أولاي شئ لايعجبه فأهون شء عنده الفضائح وقد يظن البعض انني متساهله معه وياليتني كذلك ...بل والله انني شديده جدا معه وتعبت من ضربه ومن توجيهه واستخدمت معه كل الاساليب من لين وشده ومدح وتشجيع دون جدوى ...حتى أنني ذهبت به الى أخصائي نفسي وصرف لي حبوب ريتالين وكانت تهدئه لفترة أربع ساعات تكون شهيته للطعام معدومه ويكون مكتئب ثم يعود بعد انتهاء مفعولها الى نفس نشاطه ان لم يكن أقوى ...ثم أوقفتها بعد أن لاحظت أن لها بعض الاثار الجانبيه
أهلي يشتكون منه .....أهله يشتكون منه المدرسه تشتكي .كل مكان يذهب اليه يكون الضيف الغير مرغوب فيه ..وأنا لاألومهم فأنا أمه لاأتحمله وصرت لا أطيقه وأخشى أنني بدأت أكرهه!!
لاتلوموني والله لوعشتم معه لو يوم واحد ستدركون ما أعاني فبالرغم من أن عمره تسع سنوات الا انه لازال يخرب الالعاب ويكسر أغراض البيت ويلعب بأدوات التنظيف وعندما أفتقده أعلم أنه ينفذ مصيبه !!!
يعني بأختصار المفروض أن أراقبه كظله والا فعليه السلام !! المصيبه الان أنه يحس أن لا أحد يحبه وأنا بالذات ..ولا أحد يرغب به ..واذا قلت له طيب عدل سلوكك أسمع كلامي على الاقل ..يطنشني ولاكأني أتكلم ..علما بأنه ذكي جدا ومتفوق في دراسته ولكن المعلمين يشتكون من فرط حركته وضربه لزملائه ..
أرجوكم ساعدوني ما ذا أفعل ؟أشعر أن ولدي سيصاب بمرض نفسي لقلة الحنان واحساسه ان لاأحد يحبه أو يرغب به ..هل من حل ؟؟
صدقوني من شدة يأسي فكرت أن أذهب به لمصر أو أي مكان لاعمل له جلسات تنويم مغناطيسي لعلها تأتي بنتيجه أنني خائفه جدا عليه ..فهل من حل ؟؟

الأخت الفاضلة / هيفاء :
قرأت رسالتك ومن أول ثلاث أسطر عرفت بقية هذه المشكلة التي تعاني منها كثير من الأمهات ، وأنا شخصياً تعاملت مع أطفال أسوء بكثير ، وتأكدي أنك محظوظة لأن ابنك عبقري !!

وهذا تفسير لكثير من علماء النفس بل ورد في الأثر أن عرامة الصبي في صغره دليل على كبر عقله ، والعرامة : هي الشقاوة والعناد

ابنك يا سيدتي بحاجة لأن تلعبي معه يعني أن تكوني صديقته - تكونين في مثل تفكيره- أمرحي معه أخرجا سوياً اجعليه يقوم بهواياته الممتعة وأنت معه تشاركينه ...

محاولة توبيخه أو اشعاره بالخطأ -رغم أنه لا يرى أنه مخطئ - سيجعله أكثر عناد بطريقة مرعبة ، فهو حتما لن يسمع نصائحك إضافة إلى أنه سيقوم بإغاظتك عن طريق أهماله في دروسه لأنه يعلم أن هذا الأمر يزعجك ، وصديقيني هذا الأمر مجرب ومعروف لذا أنصح أن تبتعدي عن التوبيخ واللوم والقاء النصائح التي لم ولن تجدي نفعاً !!

تقولين أنه بدأ يشعر بأن من حوله لم يعودوا يحبونه وهذه بداية المشكلة ... عبري عن حبك له وحاولي أن تقاومي رغبة توجيه النصح واللوم له ، خصصي وقت له ، لا تشعري بالحرج عندما يفعل ما يزعجك أو يزعج الآخرين ... لأنك بذلك ستقومين بانتقاده ، بل تصرفي بشكل طبيعي جداً وحاولي أن تحلي المشاكل التي يفتعلها بشكل ودي وبسيط ولا تحاولي تضخيم الأمر فابنك ما زال طفلاً وهو بحاجة لك !!



لا تتهمينه بأنه سبب في مشكلة ما حتى لو علمت أنه هو ... فهذا سيزيد الأمر تعقيدا مما يزيده عنادا وربما كذباً !!

بالنسبة لضربه للأولاد عندما لا يسمعون كلامه ... فإن هذه صفة قيادية بارزة تدل على أن الطفل لديه مستقبل في ادارة الآخرين ، ولأنه طفل يضرب من لا يسمع كلامه !!

الشدة مطلوبه في وقتها فقط ويجب أن تستخدميها عند الحاجة الملحة حتى لا يعتاد على غضبك فلا يهتم كثيراً لذلك !!

يا أختي ... أنت تمتلكين ابناً عبقرياً والدليل أنه ذكي وشاطر في دراسته ... وأعتقد أن الولد الكثير الحركة والمزعج والشاطر في دراسته أفضل من الولد الذي لا يهش ولا ينش قليل الحركة كسول وكثير النوم وبليد وضعيف جداً في دراسته !!


أرجوك أرجوك لا تخسري ابنك واعلمي أن الله وهبك نعمة قد تحسدين عليها في المستقبل إن أحسنت التعامل معه ، وعاملتيه كشخص كشخص كبير وناضج من ناحية الاحترام والتقدير

هنيئاً لك هذا الولد الذي أسأل الله تعالى أن يرزقني مثله ليكون نفعاً للأمة

وعذراً على الإطالة وعدم الترتيب في الأفكار ..