منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   المطلقات والأرامل والمتأخرات (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=36)
-   -   الطلاق من أول ليلة..! (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=50250)

Reemona 15-04-2005 07:18 PM

الطلاق من أول ليلة..!
 


الطلاق من أول ليلة، والحب من أول نظرة، يجمع بينهما أمر واحد؛ هو الاستعجال في اتخاذ القرار، وحيث إن حديثي عن الطلاق من أول ليلة فسأضرب بالحب من أول نظرة عرض الحائط؛ لأنه أحد أسباب الطلاق من أول ليلة!

والحديث عن الطلاق حديث ذي أحزان، فما بالك حينما يكون الطلاق من أول ليلة؟!

لقد كثرت حالات الطلاق في هذا الزمان، وارتفعت معدلاته، لدرجة أصبح من الخطأ السكوت على هذا الحال، فالطلاق في إحدى الإحصائيات يمثل ثلث حالات الزواج في احد المجتمعات وهذه تعد نسبة عالية جداً. والطلاق له أسبابه وظروفه التي تحدث أثناء فترة الزواج، لكن الغريب في الأمر أن يتم الطلاق من أول ليلة دون أن يكون هناك عشرة زوجية!

يقع بعض من الأزواج في مصيدة الطلاق من أول ليلة من ليالي العرس، فنجد الشاب حينما يصطحب زوجته من مكان العرس ويدخل بها إلى بيت الزوجية، يشعر بإحساس غريب، وكأنه أقدم على فعل شنيع، ويصاب الكثير منهم بحالة نفسية تجعله يقرر في تلك الليلة أنه قد ارتكب خطأ وأن علاجه يكمن في إعادة الزوجة إلى أهلها، وفي لحظة ضعف نفسي، يطلب من زوجته أن تذهب للسلام على أهلها منذ الصباح ويعود هو إلى منزل أهله، يفكر في طرق الخلاص من هذه الورطة، ثم تبدأ الاتصالات من الزوجة ليحضر زوجها للعودة إلى المنزل، فيكون الجواب من أهل الزوج بأنه متعب وأنه سيحضر غداً لأخذها، في محاولة لإقناعه للعدول عن قراره، وتتوالى الأيام، حتى تعلـن والدته أو والده، بأن الزوج لم يعـد راغباً في استمـرار الزواج، وأنه قد اتخذ القرار بإعلان الطلاق.

وكما أن هذا الأمر يحصل من الـزوج فإنه كـذلك يحصـل من الزوجة وبنفس الأسلوب، أو بأسلوب مشابه، والحقيقة أن هذا الأمر ينبع من الخبرات والآراء الخاطئة التي تعلمها أحد الزوجين من أهله وأصدقائه أو قد يكون من طرق التربية والثقافة التي اكتسبها خلال سني عمره، ولو أنه أُعطي الحقيقة صحيحة منذ البداية لما حصل ذلك الطلاق. والغريب أن الإنسان يصاب في بعض الأوقات بلحظة من عدم تفكير، يتوقف فيها العقل، ينتج عنه الوصول لقرار غير صائب أحيانا، وهذا ما يصاحب بعض المتزوجين حديثاً، فيشعر البعض منهم بلحظة عدم تفكير يتخذ خلالها قرار الطلاق دون الاعتبار بتبعات وأضرار هذا القرار.

كذلك فان المجتمع بأفراده يقع في خطأ حين يربط بين الزواج والسعادة، فليس الهدف من الزواج السعادة، بل إن السعادة طرف ثانوي في الموضوع، فالهدف من الزواج هو إعمار الأرض بإنجاب الأطفال، ثم هو مدعاة للاستقرار لكلا الطرفين، وتحقيق الأمان بوجود من يقف معك بعد وفاة والديك وتفرق الإخوان، يأتي بعد ذلك أمور تابعة قد تتحقق وقد لا تتحقق، ومنها السعادة، فليس كل من تزوج لابد أن يكون سعيداً، فكثير من الناس تجده سعيداً في حياته قبل الزواج وبعد أن يتزوج تزول عنه تلك السعادة؛ لتغير مجرى حياته ونمطها. وللعلم فإن 60% من الأزواج يعيشون حياة ملؤها المشاكل و30% يعيشون حياة فتور و5% يعيشون حياة مستقرة، ويبقى 5% يعيشون حياة سعيدة هانئة، كل ذلك راجع إلى توفيق الله ثم توافق طبائع الزوجين وتفكيرهم، ولإدراكهم مجتمعين بأن الحياة أخذ وعطاء وتنازل عن الزلات، وتقديم التضحيات.

إن علاج مشكلة الطلاق من أول ليلة يتمثل في وجود المرشد الاجتماعي أو النفسي المتمكن أو القريب الحكيم الذي يقف مع الزوج أو الزوجة متخذ قرار الطلاق، من خلال دعوته للتريث في اتخاذ القرار، وتبصيره بأن الزواج يتطلب تحمل المسؤولية، ويبصره بأن الوقت مازال قصيراً ليتعرف على شريك حياته، فكم من الأزواج بدأت حياتهم بنفس هذه المشاعر، لكنهم تريثوا قليلاً، حتى استطاعوا أن يتعرفوا على شريك حياتهم أكثر، وبعدها وجدوا أنه من المستحيل الافتراق.

إن مشكلة الطلاق من أول ليلة من المشكلات سهلة العلاج، إذا توافر تبصير الزوجين بحقيقة الحياة الزوجية والتريث، والتفاف أهل الزوجين للبقاء على هذا الزواج، ولكن لابد أن يكون ذلك قبل أن يقع الطلاق. ويتحدث من حصلت لهم هذه المواقف عن الأسباب في أنهم شعروا بانقباض في القلب وشعور بالضيق فلم يستطيعوا أن يتحملوا الموقف، وشعروا أن زواجهم لن يستمر، ولشعورهم بهذا الإحساس قرروا وضع حد لهذا الزواج بإعلان الطلاق.

قصة يرويها لي أحد المعارف عن حاله أول أيام زواجه، حيث ذكر أنه ما إن خرج بزوجته من قصر الاحتفالات، حتى شعر أن التي تجلس بجانبه في السيارة ما هي إلا "قردة"! فيقـول: قـررت أن أذهـب بها مباشرة إلى منزل أهلها، فليست التي معي هي نفس التي رأيتها عند الخطبة، أو أن أهلها سحروني, ويقول: فكرت في الطريق عن أفضل الحلول للتخلص منها، لكني وصلت لشقتي قبل أن أصل لحل لهذه المصيبة، عندها عقدت العزم على أن أدخل المنزل وأصارحها بشعوري وقراري في عدم رغبتي في استمرار هذا الزواج، لكني خجلت من المواجهة. وعندما دخلنا المنزل بدأت في الحديث معي، وعن سعادتها، وأنا أشعر أنها كأنما تعذبني مع كل كلمة تقولها، قامت للمطبخ لتجهز لنا شيئاً نأكله، وأخذت أفكر عن مخرج، وعندما أخبرتها بأني متعب وسأنام قليلاً لم تمانع ولم أشعر منها بضيق، ذهبت للنوم بمفردي و شعرت حينها بنوع من الارتياح، لكني مازلت غير مقتنع بالاستمرار معها، ورحت في نوم متقطع وكوابيس مزعجة، حتى أتى الصبح فاستيقظت فإذا بي أجد الإفطار قد وضع لي في أجمل صورة وبطريقة عصرية، حينها تذكرت حالي عندما كنت عند أهلي، وحالي مع "مطاعم الفول والكبدة والشكشوكة"! فأكبرت فيها هذا العمل، وشعرت براحة وأمان بأني سأجد كل مبتغاي مع هذه الفتاه، ومرت أيام لا أتحدث معها إلا كلمات قليلة وهي صابرة وضاحكة، ولم تطلب مني أي شيء من سفر أو سوق أو زيارة أهلها، إنما همها منزلها وزوجها، حتى جاء اليوم الذي بدأت أشعر بنوع من الارتياح وزالت عني تلك الأوهام، وأصبحت أشعر بحب لها، فجلست معها وأخبرتها بما كنت أنوي فعله، فشعرت منها بنوع من الخوف، لكني طمأنتها أني لن أتركها.

يقول صاحبي: ولله الحمد لي حتى الآن ثلاث سنوات وأنا أعيش حياة مستقرة أحسد عليها، وكلما تذكرت ما كنت أنوي فعله أخاف وأغير تفكيري في موضوع آخر.

هذا مثال لحالة كادت أن تنتهي إلى الطلاق من أول ليلة، لكن التفكير الصائب والتصرف الحسن قضى على كارثة اجتماعية كادت أن تحصل.


إذاً السؤال الذي يطرح نفسه : ما هي أسباب الطلاق من أول ليلة؟
* عدم إعطاء الزوجين الفرصة للمشاهدة والحديث قبل العقد (كتب الكتاب).

* الخبرات السلبية التي يكتسبها الزوج والزوجة من الأهل والأصدقاء.

* تكاليف الزواج المرتفعة.

* عدم تهيئة الزوج والزوجة لهذه المرحلة من قبل الأهل.

* عدم وجود منهج مدرسي يتناول الثقافة الزوجية.

* عدم استعداد الزوج والزوجة لهذه المرحلة بالقراءة والإطلاع.

* اعتقاد الزوج والزوجة أن قضية الزواج أمر بسيط لا يستدعي التفكير والتأمل.

* نظرة الزوج إلى الزوجة على اعتبار أنها خادمة جلبها لخدمته.

* نظرة الزوجة إلى الزوج على اعتبار أنه فرس أبيض بجناحين سيطير بها في النهار وستنام في الليل لتواصل المسير في النهار.

* قصور وسائل الإعلام عن تثقيف الشباب والشابات من خلال برامج جماهيرية لأمور تتعلق بالاستعداد للزواج ومتطلباته.

* عدم وجود دراسات تتناول بحث أسباب هذه الظاهرة والبحث عن طرق لعلاجها.


علاج مشكلة الطلاق من أول ليلة:
أولا:الوالدان: يتوجب على الوالدين القيام بدور حيوي ومهم ومستمر منذ بداية بلوغ الابن أو الابنة، وذلك من خلال إعطائه المعلومات الصحيحة والحقيقية عن الزواج والحياة الزوجية وكل ما يتعلق بها من إيجابيات وسلبيات، وبالطبع يكون ذلك من خلال التدرج حسب العمر. كما يتولى الأب تثقيف الابن عن قضايا البلوغ وماذا يحصل للبالغ؟ وما الهدف من ذلك؟ في المقابل تقوم الأم بنفس الدور مع الابنة: كيف تتعامل مع الزوج؟ وكيف تحترمه؟ وكيف تحصل على حقوقها الشرعية والقانونية، في مقابل القيام بالواجبات التي عليها؟

ثانيا: وزارة الثقافة والإعلام: استكتاب معدّين متخصصين لبرامج جماهيرية لتناول قضايا الزواج والحياة الزوجية والمشكلات الأسرية والحقوق والواجبات الشرعية والمدنية، إضافة إلى استضافة حالات زواج ناجحة وأخرى فاشلة لمناقشة الأحوال التي هم عليها، كما يمكن تشجيع المؤلفين عند تأليفهم للكتب على تناول قضايا الحياة الأسرية والزواج والطلاق، بحيث يكون لتلك الكتب الأولوية في الشراء من بند دعم المؤلف الوطني.

ثالثا: وزارة العدل: القيام بإجراء دراسة وطنية وشاملة يتولى إعدادها فريق متخصص في القضايا الاجتماعية والنفسية؛ للتعرف على أسباب الطلاق ووضع الحلول لخفض نسبه العالية، كما أن دورها يتمثل في إنشاء مكتب لإصلاح ذات البين يكون على مستوى عال من حيث وجود المتخصصين في الأمور الشرعية والاجتماعية والنفسية والأسرية، يحال لهذا المكتب حالات الطلاق لمناقشة أصحابها ومحاولة إصلاح ذات البين قبل إيقاع الطلاق، والأهم هو تحديد فترة ثلاثة أشهر بين طلب أي من الزوجين للطلاق وبين إيقاعه، يقوم خلالها مكتب إصلاح ذات البين بمحاولة علاج المشكلة. كما أن وزارة العدل مطالبة بإصدار تقارير شهرية تنشر في الصحف تتضمن عدد حالات الطلاق التي تمت، وأسباب الطلاق، ونسبة مدد أيام الحياة الزوجية قبل الطلاق، وتحديد من طلب الطلاق، مع إجراء مقارنات بين حالات الطلاق في الدول العربية الأخرى، إضافة إلى معلومات وإحصائيات أخرى قد تكون غائبة عن البال.

رابعا: وزارة التربية والتعليم: أعتقد أنه طال الوقت الذي ننتظر فيه أن تقر موضوعات في بعض المناهج الدراسية لمناقشة أمور كان الحديث عنها في السابق من العيب، فالطلاب والطالبات يصلون إلى مراحل دراسية متقدمة وهم لا يفقهون شيئا في أمور الزواج؛ لذا فان إضافة موضوعات لبعض المناهج ذات العلاقة حول العلاقات الزوجية وحقوق ووجبات الزوج والزوجة الشرعية والمدنية يجب أن تكون موجودة ويدرسها كل طالب وطالبة.

خامسا: وزارة الشؤون الاجتماعية: أعتقد أن وزارة الشؤون الاجتماعية هي الأقدر على تناول وحل القضايا والمشكلات الزوجية حال وقوعها، من خلال وحدة الإرشاد الاجتماعي التي تحتاج فقط إلى الدعم والتطوير حتى تستطيع مواجهة الكم الهائل من الاتصالات التي ترد إليها، بزيادة العاملين المتخصصين فيها وزيادة أوقات العمل، كما يمكن أن يطوّر في عمل الوحدة بإضافة الإرشاد بالمقابلة الشخصية لأحد الزوجين أو بهما معاً.


وقـفـة:
ليس بالضرورة أن تكون أول ليلة أسعد ليلة، بل قد تكون أتعس ليلة، لكن ما بعدها من ليالي قد تكون سعيدة، والعكس صحيح.

وبالله التوفيق.



عبد الرحمن عبدالله الصبيحي
*اختصاصي إرشاد نفسي (ماجستير علم نفس).

fanirabieh 15-04-2005 07:32 PM

موضوع هادف جداً

وجه الخير 15-04-2005 07:42 PM

الف شكر على هذا الموضوع المفيد


جزاك الله خير


إحترامي

وجه الخير 15-04-2005 07:43 PM

000

000

000

000

000

000

000

000

000

يــــثــــبــــت لــتـــعـــم الـــفـــائـــدة

ريم عبدالرحمن 15-04-2005 07:56 PM

جزاك الله خيرا عزيزتي على الموضوع المميز والهادف


اخـــــــتـــــــــك : ريـــــــــــــــم

Reemona 15-04-2005 08:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fanirabieh
موضوع هادف جداً

شاكرة لمرورك أخي الكريم

تحياتي

Reemona 15-04-2005 08:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجه الخير
الف شكر على هذا الموضوع المفيد


جزاك الله خير


إحترامي

و يجزاك بالخير أخي الكريم لمرورك، متابعتك ، تثبيتك للموضوع
و لجهدك القائم في الرقي بالقسم

تحياتي أخي الكريم

تقوى الله 16-04-2005 02:10 AM

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

اختي العزيزة ريمونا

بارك الله بك وجزاك المولى كل خير

طرح مفيد وموضوع هادف اسال الله التوفيق للجميع في الحياة

وقد لا تكون اول ليلة أسعد ليلة، بل قد تكون أتعس ليلة، لكن ما بعدها من ليالي قد تكون سعيدة، والعكس صحيح.

تحيتي لك بوركتِ

Reemona 16-04-2005 09:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم عبدالرحمن
جزاك الله خيرا عزيزتي على الموضوع المميز والهادف


اخـــــــتـــــــــك : ريـــــــــــــــم

و يجزاك بالخير أختي ريم لمرورك و تعقيبك

تحياتي

Reemona 16-04-2005 09:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تقوى الله
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله


اختي العزيزة ريمونا

بارك الله بك وجزاك المولى كل خير

طرح مفيد وموضوع هادف اسال الله التوفيق للجميع في الحياة

وقد لا تكون اول ليلة أسعد ليلة، بل قد تكون أتعس ليلة، لكن ما بعدها من ليالي قد تكون سعيدة، والعكس صحيح.

تحيتي لك بوركتِ

خالص الشكر لك أختي تقوى الله لمرورك و تعقيبك

تحياتي


الساعة الآن 08:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©