![]() |
لماذا لا يمارس الكثيرون حب ما بعد الجماع؟
هل العلاقة بين الزوجين في فراش الزوجية هي لحظة متعة جسدية تنقضي فتنتهي المتعة الحلال، ويدير كل طرف ظهره للآخر ويغرق في نوم هادئ! وهل المودة والرحمة هي صلة حسية وقضاء وطر وإطفاء شهوة فحسب! قد يعرف الجميع "ما قبل" الجماع، وهو ما ذكره الله تعالى في قوله: "وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ"، لكن الكثيرين لا يعرفون مساحة "ما بعد" ذلك، تلك الحديقة الغنية بالمتعة بعد الوطر.. إنها المساحة التي ترتوي فيها الروح ويمتلئ فيها القلب بالدفء بعد أن تهدأ رعشة الجسد ويتسلل الخدر إلى البدن، ويتزود الزوجان بزاد من الرقة والمحبة الصافية. لماذا لا يمارس الكثيرون حب ما بعد الجماع؟ الجهل هو السبب الأول، والاعتقاد بأن الجنس يتمحور حول لحظة إنزال الرجل وبعدها ينتهي كل شيء بتحقُّق هذه "الغاية الكبرى"، وغياب ثقافة أوسع لما يحيط بالعلاقة الزوجية الحميمة من مقدمات ومؤخرات وما يغلفه من آداب وسلوكيات . أما السبب الثاني فهو الإجهاد، فالعلاقة الزوجية عادة ما تتم ليلاً والزوجان في حالة إجهاد بعد يوم حافل بالعمل والحركة والمسئوليات والشواغل، فضلاً عن أن ردّ الفعل العصبي عند الرجل بعد الإنزال يكون الاسترخاء العميق، فإذا اجتمع هذا مع إرهاق يوم طويل فإن النتيجة تكون السقوط نائمًا بعمق وراحة بال، في حين أن حرارة مشاعر المرأة الجنسية تأخذ وقتًا حتى تبرد فتبقى في أغلب الأحوال بعده مستيقظة وشعورها الحسي ما زال يقظًا لم يخلد للنوم بعد. ولا تمثل المداعبة بعد الجماع فقط مساحة لاستكمال متعة المرأة، بل تكون بابًا لمتعة صافية ليس فيها توقع أداء جنسي معين من الرجل بل تلذذ بدون توقعات أو انتظار للحظة بعينها. ولا مانع أن يكون هذا التلذذ والتمتع الرقيق الذي يبث فيه كل طرف لشريكه مشاعره ويعبر له عن مكنون نفسه وخلاصة حبه بابًا لمتعة جديدة بمعاودة للقاء ثان، والتوجيه النبوي فيه للرجل أن يتوضأ تنشيطًا للعود، وبذا تكون المداعبة بعد المعاشرة الأولى مساحة راحة وتأهب لمرة ثانية قد يشتاق لها أحدهما أو كلاهما. والمداعبة قد تأخذ أي صورة يحبها ويتفق عليها الزوجان وتحقق لهما المتعة والسعادة، ولا تقتصر على الفراش، بل قد تكون في الاغتسال معًا، أو غيره من أشكال التلطف والمداعبة التي يحبها الزوجان، وهي من أسرارهما ولهما أن يبدعا فيها كما يحبان ما دامت تحقق لهما الإحصان والسكن، وقد تفضي أو لا تفضي إلى معاشرة تالية. وغني عن القول أن ما يسعد كل زوجين ويمتعهما قد يختلف من أسرة إلى أخرى، وهذا الباب سر لا مجال فيه لتبادل الخبرات، لأن الخوض فيه منهيٌّ عنه بشكل مباشر في السنة النبوية وكشف لما يجب أن يبقى مستورًا محفوظًا، كما أن الكلام فيه قد يضر ولا يفيد لأنه يخلق توقعات ومقارنات لا تجدي لاختلاف الطبائع وما يستحسنه كل إنسان وما لا يستحسنه في هذه المساحة من الذوق المتفاوت بين الناس. إلا أن هناك خطوطًا عامة على الزوجين التوجه لها في هذه المساحة من العلاقة التي نتحدث عنها منها : - أن مداعبة ما بعد الجماع قد تكون بابًا لحل مشكلات تأخر الشهوة عند المرأة أو سرعة القذف عند الرجل، مع عدم تجاهل محاولة علاج المشكلة الأصلية إذا كانت تحتاج لاستشارة نفسية أو طبية متخصصة. - أن مداعبة ما بعد الجنس كما تحقق متعة أكيدة للمرأة فإنها قد تكون ضرورية في حالات توتر الرجل وعجزه عن المعاشرة لأسباب نفسية عارضة أو تأخره في القذف أو فشله في الولوج بشكل كامل لإجهاده أو قلقه من أمر ما خارج العلاقة الزوجية -وهو ما يحدث في بعض الأحيان– وعندئذ تكون المداعبة أداة أساسية لبث الثقة في نفسه وإشعاره بالأمان والدفء والحب واسترجاع الرغبة والقدرة وإرسال رسالة حب قوية من الزوجة. - أن المداعبة والكلام بعد الجماع وفي مرحلة السكينة التي تعقبه هي مساحة مثالية للتعبير عن الرغبات الجنسية التي لم تتحقق أو التي قد يخجل أحد الطرفين في المطالبة بها في الأوقات العادية أو قبل اللقاء الزوجي، وبذا يكون السياق ملائمًا لمناقشة ما قد يتردد الزوجان في مناقشته في لحظات أخرى. - أن المداعبة بعد الجماع هي وسيلة مثالية لقول الكلام الجميل والتعبير عن الحب وكل المشاعر الجميلة التي قد تؤدي الرغبة الجنسية المشتعلة إلى تجاوزها إلى "الرفث" والكلام المثير، وبعد أن تهدأ عاصفة الشهوة يفسح المجال للقلب والروح للتعبير عن دواخل النفس وتبادل العبارات واللمسات العاطفية. |
(لماذا لا يمارس الكثيرون حب ما بعد الجماع؟) لا يمارسان حب ما بعد الجماع لأنهما اصلا ً لم يمارسا الجماع عن حب. إن كل ما وصفته لا يقوم به الا من يحب شريكه حبا حقيقيا . مشكور اخي الكريم ابو حلموس على الموضوع. |
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المفيد احـتــرامـــي |
هناك ازواج لاينظرون الى ازواجهم بعد الجماع
تقول احداهن ان ذلك الحمل الوديع بعدما يااخذ مايريد يعود الى عبوس الوجه والكلمه الجافه فكيف بالحب |
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله كثير هم الرجال الذين يعتقدون ان الممارسة تعتمد فقط على امر واحد وكل هذا بسبب عدم الحب الموجود بين الطرفين وكانها فترة زمنية بسيطة يجب ان تمر كيفما كان امر في غاية الاهمية اذا لم يتنبه له الرجل ويجعل الزوجة كارهة لاي امر مهما كانت سعادتها في ذلك للحظات وبلا شك * * * * * * * * * يثبت لاهميته وفائدته ونسخة للمفضلة مع التحية والتقدير لاخي الفاضل |
طرح رائع ومهم جزاك الله خير اخي الفاضل تحياتي |
جزيت خيرا أخي الفاضل علي طرحك ....
علي الاقل بعض الازواج الغافلين ربما ينتبهون ....اما البعض الاخر فيسد أذنه ولا كأنة عرف شيأ تقبلوا خالص تحياتي وأحترامي |
طرح راااااااااائع جدا أخي الفاضل.. وسؤال قوي كما ومثير جدا لمن هم يعمدون إلى إفراغ شهوتهم بلا عاطفه سابقة أو لاحقة.. نقطة مهمة جدا أخي تطرقت إليها.. وجزاك الله كل الخير على نصائحك وإرشاداتك.. حفظك الله.. |
للاجابة على هذا السؤال المهم من وجهة نظرى تكمن فى
-نقص الثقافة الجنسية للزوج حيث يتوهم ان عملية الجماع تنتهى بنهاية القذف عنده وهذا مرده لعدم الفهم الصحيح لعملية الجماع وماهو مطلوب منه وماهو يجب ان يقوم به تجاه زوجته قبل اوبعد العملية . -الانانية التى تغلب على الغالبية من الرجال فهمهم ان يصلوا للمتعة اولا ولايبالون بزوجاتهم ماذا حصل لهن . -جراءة الزوجة وطريقة تفاهمها مع زوجها فى هذه الامور وان تعابته بصورة غير مباشرة فى عدم مواصلته العملية بعد القذف من تقبيل وحضن وغيره ....الخ. وهنا نلاحظ ان هنالك تقصير من جانب الزوجة فى هذا المجال ويبقى التقصير الاكبر من جانب الزوج . احترامى وتقديرى لك ابوحلموس على هذا الموضوع الرائع , ومزيدا من الابداع . ولك تحياتى ابوعمار |
شكرا بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم والمفيد
لكن ليس الرجل وحده هو المسؤول الوحيد حتى المرأة مسؤولة ايضا عن هذا الحب بعد المعاشرة وعليهما ان يجعلا منه (معا) فنا من فنون المتعة الحلال |
الساعة الآن 03:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©