![]() |
والله لا أنساها له
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته والله لا أنساها له يوميّاً يقف الرجل أمام المرآة قبل خروجه من المنزل يرتب عقاله على غترته، أو يسرح شعره، وينظر إلى وجه نفسه، وإلى ثيابه وعطفيه، ثم يخرج. وكذلك المرأة. لماذا؟ يتطيب، ويختار من اللباس والأحذية أنسبها. لماذا؟ إذا تكلم قال : أنا فعلت، وأنا أعطيت، وأنا حصلت. وأنا صفتي كذا. وأنا... يكثر من قول أنا. لماذا؟ الإنسان جُبِلَ على محبة نفسه والإهتمام بها. لذا تجده يقدر الناس الذين يظهرون الإهتمام به، لأنهم حققوا مقصوده ومراده. عندما كنت في سن التاسعة عشرة، كان في مسجدنا رجل كبير في السن، قوي البنية، صديق قديم للعائلة، كلما دخلت المسجد رحب بي، بل يصلي بقربي، ويذكر لي بعضاً من ذكرياته مع العائلة. وفي يوم قبل طلوع الشمس. بينما كنت في طريقي إلى المنزل أقود سيارتي إذا بي أراه يغير إطار سيارته، وفي المرحلة الأخيرة منها، فشعرت أنه غير محتاج إلى المساعدة فلم أتوقف، بل أكملت طريقي إلى المنزل حيث كنت متعباً، فمنذ ذلك الحين والشيخ الفاضل لا يرحب بي ولا يسلم، وأصبح وجهه دائماً متجهماً بل ولا يلتفت إليَّ!!. فالناس تحب من يظهر الإهتمام بها ولو لم تحتج إلى المساعدة. فلن تنجح زوجة إلا بإظهار الإهتمام بزوجها لتحصل بعد ذلك على تقديره. وكذا الحال بالنسبة للزوج. فالوقوف مع الزوج في المواقف العصيبة تجعل الزوج يغيّر مواقفه ونظرته لها وينقلب رأساً على عقب. كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويلقي الأذى في طريقه، وفي أحد الأيام لم ير النبي صلى الله عليه وسلم الأذى، في طريقه، ولم ير ذلك الغلام... فعندما سأل عنه قيل له: إنه مريض فزاره صلى الله عليه وسلم فإذا هو على فراش الموت. فطلب منه التلفظ بالشهادتين فتلفظ بهما ففاضت روحه على الإسلام وغيّر النبي صلى الله عليه وسلم بإذن الله تعالى قلب اليهودي بإهتمام أبداه له. خديجة، عندما وقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول جبريل عليه السلام أول مرة وساندته وآزرته وذهبت به إلى ورقة بن نوفل ليخفف عنه، لم ينسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا لم يتزوج عليها إلى أن توفيت، وما زال يذكرها بخير، وإذا سمع صوت أختها تذكرها، وهاجت نفسه لذكراها، وإذا رأى قلادتها تواردت ذكرياتها في مخيلته بسبب المواقف والإهتمام الذي كانت تبديه له صلى الله عليه وسلم. مثل هذه المواقف من الزوجة تجاه الزوج، تجعل ذكرياتها تتوارد إلى ذهن الزوج في كل لحظة. شاب مسرف على نفسه بالمعاصي. لم يدع معصية إلا فعلها، ولا كبيرة إلا ارتكبها يقول «كان هناك رجل فيه صلاح وصاحب دين، كان إذا مر بنا نسبّه ونشتمه ونتغامز فيما بيننا بسبب لحيته وتقصير ثوبه، وفي يوم من الأيام سافرت ثم رجعت وجلست مع أصحابي، وعندما مر بنا ذلك الرجل الطيب، تبادلت مع أصحابي الألفاظ البذيئة في حقّه. فوقف ونزل من سيارته وتهيأنا للشجار معه، فإذا هو يعانقني ويقول لي : «الحمد لله على السلامة» وأظهر الإبتهاج لعودتي من السفر وأنه افتقدني حيث كان يشعر بالسرور ولو برؤيتي فقط. فخجلت خجلاً شديداً، وتغيرت ملامح وجهي ثم سلّم على بقية الأصحاب وسأل عن أحوالهم وكأنه لم يسمع كلمة واحدة مما قلناه. ثم مضى في طريقه فأخذنا نتلاوم فيما بيننا فكانت خطوة لهدايتي، فاهتديت بعد ذلك على يده. فإذا ما دخل الزوج يسأل عن أوراق رسمية أو عن شيء ما، أين تلك الأوراق؟ فلا ينبغي للزوجة أن تقول والله لا أعلم، كنت أنت آخر من أخذها، ثم تتركه وتكمل مشوارها فيكون ذلك سبباً للشجار بين الإثنين قائلاً لها: بل أنت آخر من تسلمها. وإنما عليها أن تظهر الإهتمام وتسارع بقولها : دعني أبحث عنها في مكان كذا، ربما هنا بل هناك، فتترك ما في يديها وتسارع في البحث مشاركة للزوج، وإظهاراً للإهتمام به. فالإهتمام بالناس على اختلاف أحوالهم ومنازلهم يزيد محبتهم. كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أمة سوداء تنظف المسجد وتزيل الأوساخ منه، تفقدها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام فقيل له: إنها ماتت، وصلينا عليها ودفناها. فقال صلى الله عليه وسلم : هلا أعلمتموني فإن صلاتي نور لهم في قبورهم، فذهب وصلى عليها، فكسب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب الآخرين بهذا التصرف البسيط وهو السؤال عنها. وهذه أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس. رأى أسماء بنت أبي بكر في يوم تحمل النوى عل رأسها. فدعاها لأن يوصلها إلى بيتها، ولا يخشى عليه الفتنة صلى الله عليه وسلم ، فاستحيت. مواقف بسيطة تكسب القلوب. ماذا لو رفع الزوج السماعة واتصل بزوجته. وسأل عنها. وأظهر إبتهاجه بسماعه لصوتها، هذا التصرف على بساطته له أثر كبير على النفس وفي إستدامة العلاقة بين الإثنين. «كعب بن مالك» بعد أن هجره النبي صلى الله عليه وسلم خمسين يوماً بسبب تخلفه عن غزوة تبوك يقول بعد أن تاب الله عليه : انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وإذا الصحابة جلوس. فوالله ماقام إليَّ أحد إلا طلحة قام إليَّ وصافحني مهنئاً، فوالله لا أنساها له إلى أن توفاه الله تعالى وهو يذكر هذا الموقف. صديق لي عندما كنت أدرس في الجامعة كريم الخلق سافر ليكمل دراسته في كندا، إتصلت به وهو يدرس هناك بعد سنتين وبعد أربع سنوات من انقطاع الإتصال فيما بيننا، رأى أخي بعد ثلاث عشرة سنة من آخر لقاء بيننا وقد أصبح الآن عميداً في جامعة الكويت فقال له: لا يمكن أن أنسى أخاك الذي استمر بالإتصال بي بعد أن انقطع الأصدقاء عن مهاتفتي. فالزوجة دائماً تتلمس سؤال الزوج عنها، وتراه مؤثراً فيها سلباً وإيجاباً لذا قالت المرأة التي تكلمت عن عيوب زوجها. «ولا يولج الكف ليعلم البث». أي لا يسأل عن حالي هل أنا حزينة أم مهمومة؟ وإنما يتركني بلا سؤال. دعا رجل فارسي النبي صلى الله عليه وسلم إلى وليمة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى عائشة: وهذه؟! أي معنا في الدعوة. فقال الفارسي: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلا إذن(رواه مسلم). أي لن أجيب دعوتك. فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بلا طعام بينما هو يسعد بتناول الطعام والشراب. أظهري الإهتمام بأهله وبوالديه قائلة : يا أبا فلان، لماذا لا نرسل أسبوعياً لوالديك شيئاً من الطعام؟ لم لا نشتري هدية لوالدتك؟، أين أصحابك؟ منذ فترة لم تذهب إليهم ولم تدعهم إلى تناول الطعام في بيتنا؟ دعني أجهز كعكة أو طبق حلوى تأخذه معك إلى الديوانية !! هذه أعمال بسيطة غير مكلفة ولكنها تجمع بين القلبين بإذن الله تعالى. ليظهر كل منا الإهتمام بالآخر. منقول |
الاخ الجروح 00
فعلا اشياء بسيطه وسهله 00ولكن لها من الاثر النفسي الشيء الكثير والكبير شكرا لك على هذا الطرح الرائع 00 وتقبل مروري |
بارك الله فيك فموضوعك مفيد.
|
جزاك الخالق الكريم خير الجزاء بما خطته يداك .. ووفقك لما يحبه ويرضاه ..
وشكرا لك جزيل الشكر |
موضوع رائع جزيت خيرا .........
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلام روعة وكاتب فعلا مميز ومثالي ويعتبر درس لكل من يتفهمه ويتعلمه لحياته الدنيوية والأخروية وبصراحة انها حكم تحتاج ان تطبق في الواقع ولـــكــــــــــــــــــــــ شكري وتقديري ـــــــــــــــــ |
جزاك الله خير ,,, فعلا أخلاق كريمة متى ما تخلقنا بها
|
كلام جداً رائع ودروس مفيده ولعلنا نتقيد بقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم شكراً لك عزيزي على النقل الرائع وتقبل مني ارق تحياتي |
اخي الجروح ..........
حركت نفوسنا للخير واثرت بها .............. ................... جزاك كـــــــــــــــــــــل الله خير ............................ |
أخي في الله متفهم جدا
جزاك الله خيرا وأشكرك على مرورك |
الساعة الآن 09:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©