![]() |
من أجل ثقافة جنسية حقيقية
من أجل ثقافة جنسية حقيقية بقلم/ د.عمرو أبو خليل أخصائي الطب النفسي - الإسكندرية -------------------------------------------------------------------------------- هل نحن في حاجة إلى ثقافة جنسية؟ قد يكون هذا هو السؤال المهم .. حيث إن إدراك وجود المشكلة هو نصف الحل، بينما تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى تفاقمها بصورة لا يصلح معها أي حل عند اكتشافها في توقيت متأخر … فما بالنا ونحن نحوم حول الحمى.. و لانناقش الأمور المتعلقة بالصلة الزوجية و كأنها سر و لا يسمح حتى بالاقتراب لمعرفة ما إذا كان هناك مشكلة أم لا؟ لأن ذلك يدخل في نطاق "العيب" و"قلة الأدب"، فالمراهقين والمراهقات يعانون أشد ما يعانون من وطأة هذه الأسئلة وهذه المشاعر!!، ونحن نسأل: كيف إذن يتم إعداد الأبناء لاستقبال هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم بكل ما تحويه من متغيرات نفسية وجنسية وفسيولوجية، وحتى مظهرية؟ .. فالأم تقول: إني أصاب بالحرج من أن أتحدث مع ابنتي في هذه الأمور. وطبعًا يزداد الحرج إذا كان الابن ذكرًا.. وهكذا يستمر الموضوع سرًا غامضًا تتناقله ألسنة المراهقين فيما بينهم، وهم يستشعرون أنهم بصدد فعل خاطئ يرتكبونه بعيدًا عن أعين الرقابة الأسرية، وفي عالم الأسرار والغموض تنشأ الأفكار والممارسات الخاطئة وتنمو وتتشعب دون رقيب أو حسيب. ثم تأتي الطامة ويجد الشاب والفتاة أنفسهما فجأة عند الزواج وقد أصبحا في مواجهة حقيقية مع هذا الأمر، ويحتاجان إلى ممارسة واقعية وصحيحة، و هما في الحقيقة لم يتأهلوا له. ويواجه كل من الزوجين الآخر بكل مخزونه من الأفكار والخجل والخوف والممارسات المغلوطة، ولكن مع الأسف يظل الشيء المشترك بينهما هو الجهل و عدم المصارحة الحلال بالرغبات و الاحتياجات التي تحقق الإحصان، ويضاف لهذا الخوف من الاستفسار عن المشكلة أو طلب المساعدة، وعدم طرق أبواب المكاشفة بما يجب أن يحدث …وكيف يحدث..! إنني كطبيب أواجه يومياً في مركز الاستشارات النفسية و الأسرية العديد من الحالات لمراهقين أوقعهم جهلهم في الخطأ و أحياناً الخطيئة ، و أزواج يشكون من توتر العلاقة ،أو العجز عن القيام بعلاقة كاملة، أو غير قادرين على إسعاد زوجاتهم، و زوجات لا يملكن شجاعة البوح بمعاناتهن من عدم الإشباع لأن الزوج لا يعرف كيف يحققها لهن ، و غالباً لا يبالي.. ومع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب، حيث لا تقدم المناهج التعليمية -فضلاً عن أجهزة الإعلام- أي مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه رغم كل الغثاء و الفساد على شاشاتها و الذي لا يقدم بالضرورة ثقافة بقدر ما يقدم صور خليعة. ويزداد الأمر سوءاً حينما يظل أمر هذه المعاناة سرًا بين الزوجين، فتتلاقى أعينهما حائرة متسائلة، ولكن الزوجة لا تجرؤ على السؤال، فلا يصح من إمرأة محترمة أن تسأل و إلا عكس هذا أن عندها رغبة في هذا الأمر( وكأن المفروض أن تكون خُلقت دون هذه الرغبة!) والزوج -أيضًا- لا يجرؤ على طلب المساعدة من زوجته..، أليس رجلاً ويجب أن يعرف كل شيء.. وهكذا ندخل الدوامة، الزوج يسأل أصدقاءه سرًا؛ وتظهر الوصفات العجيبة والاقتراحات الغريبة والنصائح المشينة، حتى يصل الأمر للاستعانة بالعفاريت والجانّ، لكي يفكّوا "المربوط"، ويرفعوا المشكلة. و عادة ما تسكت الزوجة طاوية جناحيها على آلامها، حتى تتخلص من لَوم وتجريح الزوج، وقد تستمر المشكلة شهوراً طويلة، ولا أحد يجرؤ أن يتحدث مع المختص أو يستشير طبيبًا نفسيًا، بل قد يصل الأمر للطلاق من أجل مشكلة ربما لا يستغرق حلها نصف ساعة مع أهل الخبرة والمعرفة،.. ورغم هذه الصورة المأساوية فإنها أهون كثيرًا من الاحتمال الثاني، وهو أن تبدو الأمور وكأنها تسير على ما يرام، بينما تظل النار مشتعلة تحت السطح، فلا الرجل ولا المرأة يحصلون على ما يريدون أو يتمنون، وتسير الحياة وربما يأتي الأطفال معلنين لكل الناس أن الأمور مستتبة وهذا هو الدليل القاطع- وإلا كيف جاء الأطفال!! وفجأة تشتعل النيران ويتهدم البيت الذي كان يبدو راسخا مستقرًا، ونفاجأ بدعاوى الطلاق والانفصال إثر مشادة غاضبة أو موقف عاصف، يسوقه الطرفان لإقناع الناس بأسباب قوية للطلاق، ولكنها غير السبب الذي يعلم الزوجان أنه السبب الحقيقي، ولكنّ كلاً منهما يخفيه داخل نفسه، ولا يُحدث به أحدًا حتى نفسه، فإذا بادرته بالسؤال عن تفاصيل العلاقة الجنسية -كنهها وأثرها في حدوث الطلاق- نظر إليك مندهشًا، مفتشًا في نفسه وتصرفاته عن أي لفتة أو زلة وشت به وبدخيلة نفسه، ثم يسرع بالإجابة بأن هذا الأمر لا يمثل أي مساحة في تفكيره! أما الاحتمال الثالث -ومع الأسف هو السائد- أن تستمر الحياة حزينة كئيبة، لا طعم لها، مليئة بالتوترات والمشاحنات والملل والشكوى التي نبحث لها عن ألف سبب وسبب… إلا هذا السبب. هل بالغنا؟.. هل أعطينا الأمر أكثر مما يستحق؟.. هل تصورنا أن الناس لا هم لهم إلا الجنس وإشباع هذه الرغبة؟، أم إن هناك فعلاً مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من الخجل والجهل، ولكنها تطل علينا كل حين بوجه قبيح من الكوارث الأسرية، وإذا أردنا العلاج والإصلاح فمن أين نبدأ؟ إننا بحاجة إلى رؤية علاجية خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا حتى لا يقاومها المجتمع، و أن نبدأ في بناء تجربتنا الخاصة وسط حقول الأشواك والألغام،و نواجه هذه الثقافة الغريبة التي ترفض أن تتبع سنة رسول الله في تعليم و إرشاد الناس لما فيه سعادتهم في دائرة الحلال، و تعرض عن أدب الصحابة في طلب الحلول من أهل العلم دون تردد أو ورع مصطنع،هذه الثقافة التي تزعم "الأدب" و "الحياء" و "المحافظة" و تخالف السنة و الهدي النبوي فتوقع الناس في الحرج الحقيقي و العنت و تغرقهم في الحيرة و التعاسة. وهذا يحتاج إلى فتح باب للحوار على مختلف الأصعدة وبين كل المهتمين،نبراسنا السنـة وسياجنا التقوى والجدية والعلم الرصين وهدفنا سعادة بيوتنا والصحة النفسية لأبناءنا. |
اقتباس:
وما كان هذا المنتدى إلا لتحقيق هذا التكامل الثقافي وجزاكم الله كل خير وبارك فيكم جميعا |
طرح راقي منك أخي الفاضل زوج فاهم دوما تبحث في أمور راقية تخص المجتمع والأسرة ومنشأها الفرد.. دام قلمك _ينقل إلى عالم الثقافة والتوجيهات الزوجية_ تحياتي حائزة الأمل |
تسلم خوي زوج فاهم على موضوعك الرائع
يعطيك العافية |
أشكرك اخي " زوج فاهم " على اختيارك هذا الموضوع الهادف والذي يستحق الطرح والمناقشة كما ذكرت
وكما تناولت يااخي الكريم في موضوعك المتعلق بالصلة أو العلاقة الزوجية انه اصبح في عالم الأسرار والغموض وبسبب ذلك نشأت الأفكار والممارسات الخاطئة التي نراها تنمو وتتشعب دون رقيب أو حسيب ، ثم تأتي الطامة ويجد الشاب والفتاة أنفسهما فجأة عند الزواج وقد أصبحا في مواجهة حقيقية مع هذا الأمر، ويحتاجان إلى ممارسة واقعية وصحيحة، و هما في الحقيقة لم يتأهلوا له .. هذه هي المشكلة عدم مصارحة الام لابنتها او الاب لابنه في الأمور المتعلقة بالصلة الزوجية ولذلك وكما نرى بشكل يومي شكوى من طرف ما سواء كان زوج او زوجة في هذا المنتدى متعلق حول نفس الموضوع الذي طرحته انت .. بما أن مفهوم الجنس هو لغة مشتركة يعبر فيها كل طرف عن حبه للآخر بلغة الجسد؛ اعتقد المطلوب من كلا الطرفين - الزوج والزوجة - أن يجتهدا في أن يُظهرا أفضل ما عندهما لشريك حياته ، وأن يُحاول كل منهما أن يمتع الآخر بأعلى صورة ، ومرورًا بضرورة الحوار قبل وأثناء وبعد الجماع ليعرف كل طرف ما يريد الطرف الآخر، وما يُمتعه أو ما مَتعّه أو ما يتمناه، وانتهاءً بفهم فسيولوجية الطرف الآخر... أعتقد انك تتفق معي يااخي العزيز بما انه في مجتمعنا العربي الرجل أجرأ من المرأة فالدور الاكبر يقع على عاتقه في محاولة تثقيف نفسه جنسيا ً بالصورة الصحيحة ومن ثم محاولة نقل معلوماته والتفاهم مع زوجته على النقاط التي يستمتعون فيها والاهم معرفة المعنى الصحيح للعلاقة الجنسية التي يتجاهلها الكثيرون وبذلك قد تُحل بعض المشكلات التي نواجهها خصوصا ً في حال غياب هذه الثقافة الجنسية الصحيحة عن الزوجة والزوج .. والسبب الرئيسي غالبا ً لمشكلة المراة أنها تخجل من أن تصارح زوجها بما تريده ، وتخجل من أن تتجاوب معه في الفراش، وتخجل من أن تأتي من الأفعال والأقوال ما يمتعها ويثيرها وهذا هو الواقع الذي نعيشه ، وتكون النتيجة بالطبع أن يقضي الزوج وطره، وتظل الزوجة تخجل من التجاوب، وتخجل من مصارحة زوجها بما تريده، وتخجل من طرح السؤال والاستفسار، وتخجل من محاولة اكتساب مهارات المتعة والإثارة. والأسهل عندنا دوما أن نبحث عن شماعة نعلق عليها دوما فشلنا، وقد تكون هذه الشماعة برود الزوجة أو القذف المبكر أو حتى الجن والعفاريت، ومن ثم نكتفي بدلا من المواجهة بلعب دور الضحية التي حكمت عليها أقدارها بالتعاسة الأبدية، والظاهر أننا تعودنا وأدمنّا لعب هذا الدور، أو وجدناه دورا يلائم طبيعتنا التي تميل إلى البكاء على اللبن المسكوب ولن يكون الحل أبدا باعتماد طريقة الشماعة هذه، ولن يأتي الحل السحري على طبق من ذهب لمن أدمن لعب دور الضحية، والحل أن نكف عن دفن رؤوسنا في الرمال، وأن نتمكن من إدارة حوار نتعرف به على أسباب ومسببات ما نعانيه من مشاكل، وأن نبدأ في التعامل مع هذه المشاكل بوعي وحكمة، والتحدي الذي يواجهنا جميعا هو هل يمكننا أن نتغلب على ميراث ثقيل من الجهل والسلبية في معالجة الأمور؟ وهل يمكننا أن نبدأ فعلا بإدارة هذا الحوار؟ نعم ، باستطاعتنا ذلك .. فالأهم في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة هو الحوار والتفاهم وتقبلوا تحياتي |
اخي الفاضل اشكرك عل الطرح المميز
لكن بذهني عده اسئله وارجو ان احصل على اجابه وافيه فتاه مثلي لم تتزوج بعد وليست عندي اخوات هل مناسب ان اثقف نفسي ام يجب ان اتعلمها من زوج المستقبل حقيقه عرفت اشياء كثيره من المنتدى ، لكن ما يثير قلقي ان هناك فتيات عرفتهن بالواقع يتكلمون عن اشياء خاصه وهن لم يسبق لهن الزواج ، فما رايك |
عاد تستاهل هالدعوة
اللهم في كل يوم يمر عليه.. أكرمه بعظيم غفرانك.. ويسر له طريقه.. وسخر له الطيبين من خلقك.. واشرح صدره بذكرك.. ولا تجعل في يومه سوءا إلا دفعته.. ولا ذنبا إلا غفرته يا أرحم الراحمين.. |
الساعة الآن 06:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©