منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   المتزوجين (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=6)
-   -   صمت القوارير ( موضوع أكثر من رائع ) (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=71670)

الجروح 28-12-2005 02:08 PM

صمت القوارير ( موضوع أكثر من رائع )
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

صمت القوارير



عبدالرحمن كان يزور أمه كبقية إخوته، لكنه يتميز عنهم بصفة خاصة ، ذلك أنه إذا ما غضبت والدته ، أو تكلمت معه بكلام غليظ وعبارات لا تسره كان يلتزم الصمت ثم ينسل من المجلس ، ثم يزورها في وقت آخر كأن شيئا لم يكن . بينما باقي الإخوة كانوا يردون عليها وينفعلون في الكلام معها ، ويخرجون وهم في حالة غضب . تقول إحدى بناتها : سمعت أمي تقول في المجلس: اللهم إني راضية عن عبدالرحمن ، فاللهم ارض عنه ، اللهم إني راضية عنه فارض عنه . فأقول في نفسي : ليتني مكان أخي في هذه الدعوة المباركة ! وتكمل قائلة : كان لا يخطر في ذهن عبدالرحمن شيء إلا وسارعت أمي في تلبية حاجته ، حتى ولو لم يطلبها وإنما جاءت عابرة أثناء الكلام بلا قصد ، فإنها تستشف منه حاجته فتسارع إلى تحقيقها .



إيجابيات كثيرة تتحقق بالتزام الزوجة الصمت عند غضب الزوج، فسماعك لكلمات لا تسرك من قبل الزوج ليس نهاية العالم ، ولا هو القضاء الإلهي بالمصير إلى الجحيم ! ولكنها حالة تعتري الزوج قد يكون فيها محقاً وقد لا يكون كذلك . فالمرأة الفطنة الذكية هي التي تستطيع تحويل الغضب إلى رضا.



عندما أخذ الكافر يجادل ربه في يوم قد غضب الله فيه غضباً لم يغضب قبله مثله وهو يوم القيامة ، لم يحصل الكافر على العفو بالمجادلة ، ولم يتحول الغضب إلى رضا حيث يقول « يا رب ألم تُجِرنْي من الظلم ؟ يقول : بلى ، فيقول : فإني لا أرضى على نفسي إلا شاهداً مني . فيختم على فيه ، فيقال لأركانه: انطقي! فتنطق أعماله. فيقول العبد : بعداً لَكُنّ وسحقاً ، فعنكن كنت أجادل » روى مسلم نحوه. بينما المؤمن يدنيه الله تعالى ويستره يوم القيامة ، ثم يقول له : «أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم أي رب . حتى إذا قرره بذنوبه ، ورأى في نفسه أنه قد هلك ، قال الله تعالى : سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته » . متفق عليه.



بالتزام الصمت وعدم الجدال تغير الغضب إلى رضا، بينما بالجدال والرد على الغاضب تزداد العلاقة سوءاً .

أيتها الزوجة كوني كالزجاجة النقية أمام أشعة الشمس الغاضبة الحارة، تنفذ من خلالك ولا تنعكس، بل كالقوارير التي إذا ما أرسلت إليها الشمس أشعتها ازدادت جمالاً وسرقت القلب انحناءاتها وتثنيها.



قالت إحدى الزوجات: عندما تزوجت ظننت أني سأكون سيدة على زوجي لما أتمتع به من الجمال، وكنت أظن أن زوجي سيكون خاتماً في يدي كما يقال، وكنت أتجادل معه في أمور كثيرة، ولا أحصل في النهاية على مرادي، وإذا ما غضب من أمر ما ولامني عليه كنت أرد عليه وأجادله، فأصبحت حياتنا كالجحيم لا تطاق، وكدنا ننفصل عن بعضنا عدة مرات. ولكني لاحظت أنني إذا ما طرحت الموضوع بأسلوب بعيد عن التحدي والجدال، وإنما على شكل استفهام أو بطريقة لطيفة مع الاعتراف بجانب القصور في طرحي ، وإذا ما غضب التزمت الصمت، أو قمت بتطييب خاطره وملاطفته، أجده يهدأ ويتجاوب معي ويتحقق غرضي ، فعلمت أن هذه هي الوسيلة الصحيحة في التعامل معه وامتصاص غضبه.



لا تجادلي الزوج لحظة انفعاله، فإن كان غاضباً فسيزداد غضبه، وإن لم يكن كذلك فإنه سيتولد لديه الغضب.

دعيه يفرغ كل ما عنده، فإنه يصبح بعدها صفحة بيضاء نقية ، سيراجع نفسه ومواقفه وتصرفاته، ويشعر بالضيق من نفسه مما يؤدي به إلى محاولة تصحيح موقفه، وستجد الزوجة هذا واضحاً في أقرب تصرف له معها.



عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة داعياً إلى الله تعالى استقبله أسعد بن زرارة، فأقبل إليهما أسيد بن حضير مغضباً - قبل إسلامه وكان سيداً في قومه - ومعه حربته، فقال أسعد لمصعب: هذا سيد قومه، فاصدق الله فيه، فوقف عليهما أسيد يشتم ويسب قائلاً: ما جاء بكما إلينا، تسفهان ضعفاءنا ؟ إعتزلانا إن كان لكما بأنفسكما حاجة! وقال أسيد لأسعد ابن عمه : أتيتنا في دارنا بهذا الغريب الطريد ليدعو ضعفاءنا إلى الباطل؟ فعندما انتهى من كلامه ، وفرَّغ ما في جعبته من الغضب، قال له مصعب: أَوَتجلس فتسمع ؟ فإن رضيت أمراً قبلتَه، وإن كرهتَه كففتُ عنك ما تكره. فكلمه مصعب وقرأ عليه القرآن . فقال أسيد : ما أحسن هذا وأجمله ! فأسلم. فأقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه كذلك وهو سيد المدينة إلى مصعب مغضباً أشد من غضب أسيد فشتمه ولم يرد عليه مصعب ، فعندما انتهى من تفريغ غضبه، قرأ عليه مصعب القرآن فأسلم سعد ، فما أمست المدينة إلا وقد أسلمت لإسلام سعد بن معاذ رضي الله عنه.

هااامس 28-12-2005 02:11 PM

موضوع رائع والفكرة واضحة ووصلت


جزاك الله خيرا

فيافي نجد 28-12-2005 02:24 PM

تجادلي الزوج لحظة انفعاله، فإن كان غاضباً فسيزداد غضبه، وإن لم يكن كذلك فإنه سيتولد لديه الغضب.

دعيه يفرغ كل ما عنده، فإنه يصبح بعدها صفحة بيضاء نقية ، سيراجع نفسه ومواقفه وتصرفاته، ويشعر بالضيق من نفسه مما يؤدي به إلى محاولة تصحيح موقفه، وستجد الزوجة هذا واضحاً في أقرب تصرف له معها.
________________________________



اجزيت خيرا اخي الكريم

الجروح 28-12-2005 02:40 PM

وجزاك الله بالمثل
أخي في الله هااامس

الجروح 28-12-2005 02:47 PM

وجزاكِ الله بالمثل
أختي في الله فيافي نجد

النور والحنان 28-12-2005 07:09 PM

سبحان الله ... كم هو جميل ذلك الصمت

ونسأل الله أن يحلينا أجمعين بهذه الخصلة الجميلة .. وأن يخص نسائنا بها ...


كل الشكر والتقدير لك أخي الكريم " جروح " فقد وضعت يدك في هذا الموضوع على الجروح فعلا


ولكنها كانت أيادٍ حانية تضع يدها على الجرح ليبرأ بإذن الله


وقد زاد الطرح جمالاً عطارةُ تلك الاستشاهادات بقصص واقعية تارة .. وبأفعال أخيار الخلق صاحبة رسول

الله صلى الله عليه وسلم تارة أخرى


فلله در قلمك وفكرك وعقلك



يثبت الموضوع

فتات قلب 28-12-2005 10:18 PM

بارك الله فيك

ريم المدينه 29-12-2005 01:05 AM

فعلا الموضوع أكثر من رائع 000

والصمت احيانا مطلوب في أكثر من موقف اذا وجد

الجدل سواء مع الزوج او الاصدقاء أو الرؤساء في العمل

وذلك لتجنب الغضب من كلا الطرفين فالحلم مطلوب من الجميع

جزاك الله ألف خير على ماكتبت اخي الكريم 000

المجاهد 29-12-2005 01:10 AM

اخي الكريم

الجروح


حقيقه لا اعرف كيف اعبر عن مدى اعجابي بهذا الموضوع


اكانت الروعه في الكلمات


أم في تراص الجمل


أم في بلاغة التعبير


والله حيرتنا ..........................................


**********

بالفعل يا احبه


هي نقطه حساسه


بل بالغة الحساسيه


والذكي الفطن سواء كان الزوج او الزوجه هو الذي يستطيع دائماً


ألا يصل إليها


إنها ترجمه فعليه لشعرة معاوية رضي الله عنه


فمن أراد المحافظه على بيته من التشقق والتصدع والإنهيار


فالحذار الحذار من هذه النقطه


والصمت أبلغ الحكمه في هذه المواقف

وقد يكون ابلغ رد في حال التجريح

وصدقوني كم مره سمعتها من ازواج .........................................

شتمت وغلطت .................... ولا ردت علي

والله إنها احسن مني


*********

فهل وصلت الرسالة



بوركت من قلم مبدع

امل الحيـاه 29-12-2005 01:37 AM

جزاك الله خير كتبتي فاصبتي واجدتي اسال الله لكي السعاده في الدارين


الساعة الآن 01:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©