![]() |
200 فيروس تهدد اطفالنا بنوبات الزكام المتكرره
تعد التهابات المجاري التنفسية العلوية الأمراض الأكثر شيوعاً في مدة الطفولة حيث يصاب الأطفال بما معدله ثلاث إلى ثماني مرات في السنة، أما الوالدان فيصابان عادة مرتين إلى أربع. وتعد هذه الالتهابات من أهم أكثر أسباب الغياب عن المدرسة، كما أنها تمثل حوالي أكثر من 10% من كل الزيارات إلى أطباء الأطفال وأطباء العائلة. تزداد حالات تلك الالتهابات خلال أشهر الخريف والشتاء، ولا يبدو أن الطقس البارد أو الهواء البارد بحد ذاته يساعد على انتشار الفيروسات أو ينقص من مقاومتنا تجاهها. ويلاحظ أن هناك اختلافاً ضئيلاً في نسبة حدوث حالات الزكام تبعاً للجنس أو العرق أو الناحية الجغرافية. ومن العوامل التي تزيد من أرجحية اكتساب الزكام الازدحام عموماً وبخاصة في دور الرعاية للأطفال أو التدخين والتعرض للتدخين، وتدني الدخل وكذلك الازدحام في غرفة واحدة وربما الكرب النفسي. المسببات أكثر من 200فيروس يمكن أن يسبب التهاب المجاري التنفسية العلوية وأكثرها شيوعاً الفيروسات الأنفية ونظيره النزلة الوافدة والمخلوية التنفسية والتاجية. وتشكل الفيروسات الأنفية ثلثها ويكتسب المصاب مناعة مدى الحياة ولكن للأسف يوجد أكثر من مئة نمط مصلي للفيروسات الأنفية حتى الآن ويمكن أن يزيد وهذا يعني أن اكتساب مناعة تجاه تلك الأنواع يحتاج إلى وقت طويل. الوبائيات يعد الأطفال المستودع الأكبر لفيروسات الزكام ويكتسبون في الغالب الفيروس من طفل آخر في المدرسة أو دور الرعاية. ويعتمد معدل الاصابة الثانية بالفيروس على عمر الطفل ومناعته السابقة ونوع الفيروس. وعادة يصاب أكثر من ثلثي الأطفال في حالة اصابة أحدهم وتبلغ مدة الحضانة لفيروسات الزكام حوالي 5أيام وقد تستمر حتى 8أيام. ولحسن الحظ تكون نسبة انتشار هذه الالتهابات ضئيلة في حالة التماس الأطفال بعضهم مع بعض إذا كانت المدة وجيزة وتزداد كلما زادت وكثر الازدحام. تنقل الفيروسات الزكام عن طريق الرذاذ عبر السعال والعطاس أو الالتماس الجسدي الفيزيائي المباشر والاختلاط. كيفية حدوث المرض يغزو الفيروس المعتدي خلايا المجاري التنفسية العلوية مسبباً تغيرات في النفوذية الوعائية ما يؤدي إلى الوذمة والانسداد الأنفي. ويزداد المخاط وتكوينه نتيجة تنبيه الأعصاب هناك. وقد يصاحب ذلك ضيق في القصيبات مما يسبب السعال ويؤدي إلى إصابة خلايا مجرى الأنف والبلعوم والاحساس بالحرقان في الحلق والدغدغة فيه. كذلك قد تفقد الشعيرات في المجاري الأنفية وظيفتها نتيجة لتلك الالتهابات مما يؤدي إلى ضعف عملية تصفية الافرازات التنفسية وطردها. أما بالنسبة لتكون المناعة ضد الفيروسات وتحتاج إلى شرح والقارئ غني عن هذا الشرح، وإنما نحب أن نعرف أن المناعة التي تتكون قد تستمر لعدة سنوات كذلك يمكن الكشف عن تلك المناعة. كذلك هناك معلومة يجب معرفتها أنه أحياناً تتغلب الفيروسات على المناعة نتيجة كثرتها كماً ونوعاً. الأعراض تتضح الأعراض البدنية عند الأطفال عادة وكبار السن بتهيج الأنف وتخريش في الحلق. ويشعر الكثير عادة بالزكام الذي يوشك أن يبدأ في غضون ساعات حيث يحدث بخيج أنفي وعطاس والتهاب في الحلق نتيجة للتنفس عن طريق الفم وإصابة جداره. وغالباً تكون هناك آلام في العضلات وصداع واحساس بالإصابة بالزكام ونقص شهية، وتهيّج العين، وقد توجد حمى ولكن غالباً تكون منخفضة. تبدأ الافرازات إذ تكون سميكة بعد 2- 3أيام من بدء المرض. وتكون قيحياً. ويكثر السعال ليلاً، وهذه الإفرازات القيحية عبارة عن انقشاع الخلايا الظهارية والكريات البيضاء. وتتلاشى هذه في غضون أسبوع إلا أن التهابات الأنف والسعال المتقطع الجاف قد يستمران لاسبوع آخر أو أكثر. أما الرضع فتكون الإصابة لديهم أكثر تعقيداً حيث ترتفع الحرارة في الكثير وانسداد الأنف نتيجة للاحتقان مما يؤثر على رضاعة ونوم الطفل. وقد ينتابه القيء نتيجة للسعال كما أن الاسهال قد يصاحب ذلك الالتهاب والأهم في هذه المرحلة التأكد من الرضاعة الجيدة وعدد مرات الاسهال فمجرد قلة الرضاعة أو زيادة الإسهال أو القيء فلا يتردد الأهل بالذهاب إلى المستشفى. المضاعفات غالباً يتعافى الطفل من هذه الفيروسات، ولكن في أحيان قليلة يصاحب تلك الالتهابات مضاعفات وبعضها يكون جرثومياً الذي يحتاج إلى علاج مبكر ومناسب. 1- التهابات الأذن الوسطى التي غالباً تكون جرثومية وتكون أعراضه آلاماً في الأذن وارتفاعاً في درجة الحرارة. 2- إثارة نوبة الربو عند بعض الأطفال الذين لديهم استعداد وقابلية لذلك. 3- التهاب رئوي وغالباً يكون فيروسياً ولكن يجب التأكد من قبل الطبيب. 4- التهاب الجيوب الأنفية. 5- التهابات جرثومية للمجاري التنفسية التي تحتاج إلى استبعادها وعلاجها الفوري إن وجدت. 6- تضخم في العقد اللمفاوية الرقبية. التشخيص يعتمد تشخيص المرض على أخذ القصة المرضية والفحص السريري والمخبري، فالقصة المرضية مهمة جداً إذا أخذت بعناية لمعرفة إصابة الآخرين واحتكاكه بهم. واكتشاف بعض العوامل المساعدة مثل الازدحام والتعرض للتدخين في المنزل أو غيره أو هل استخدم الأهل علاجات أو أدوية وما نوعها. كذلك يستعلم هل لديه حساسية أو ربو لكي يعطي النصائح المفيدة والاحتياطات اللازمة من قبل الطبيب. أما الفحص السريري فضروري لاستبعاد بعض المضاعفات التي قد تحدث كما ذكرناها من قبل للبدء في العلاج والتركيز على المتابعة فيما بعد. أما المخبرية فيندر اللجوء إليها في مثل هذه الالتهابات بدون وجود مضاعفات أو الشك في وجودها. وعلى الرغم من كون هذه الالتهابات واضحة وان أسبابها غالباً تكون فيروسية، فلا بد من التفكير في أسباب أخرى غير الفيروسات وبخاصة في حالات الزكام المزمنة وتكرر حدوثها لأكثر من 8مرات في السنة أو تأثيرها على نمو الطفل فيمكن أن يكون السبب حساسية أو جرثومة أو خلل في الجهاز المناعي. العلاج يذهب الأهل إلى الأطباء في البحث عن علاج لتلك الالتهابات، حيث يذهب معظم إن لم يكن كل المصابين وهذه فرصة لأطباء القطاع الخاص لصرف الأدوية التي هي في الحقيقة لا داعي لها حيث يوجد أكثر من 1000نوع من الأدوية يصرف لمعالجة الزكام ومعظمها يصرف بدون وصفة طبية.. وللأسف وليس هذا في بلدنا فحسب بل في معظم دول العالم وبخاصة النامية. وحقيقة الأمر إن عدم إعطاء أدوية للطفل هو أفضل علاج إذا اتضح أن السبب فيروسي، بل إن بعض الأدوية لها آثار جانبية قد تكون أكثر ضرراً من أعراض الزكام بحد ذاتها. فينبغي على الأطباء تثقيف وإفهام الأهل أن العلاج هو الاقتناع أن هذا الالتهاب سببه فيروسي ولا يحتاج إلى علاج ولكن هل سيقتنع الأهل. لكن عندما يصاب الأطفال ببعض الأعراض المزعجة مثل الحمى والدعث أو الاحتقان الأنفي والسعال المستمر فيمكن اعطاء الطفل بعض الأدوية المخفضة للحرارة والابتعاد عن مادة الاسبرين التي قد تسبب مضاعفات خطيرة يمكن تؤدي إلى الوفاة. كذلك يمكن استخدام بعض الأدوية مثل قطرات الأنف من المحلول الملحي (ماء وملح) وتستخدم مع الأطفال الرضع في حالة انسداد الأنف ويمكن صنعها في المنزل باستخدام (ربع ملعقة من الملح المعقم مع 8أونصات من الم اء الدافئ المعقم) وهذه تستخدم لتليين المفرزات. وتستخدم عادة قبل الارضاع. وكذلك يمكن استخدام مبخر الماء في الغرفة لمساعدة الرضع على النوم ويسهل سحب الإفرازات من الأنف ومن الناحية العلمية فإن هذا المبخر لم تثبت فائدته الكبيرة. أما بالنسبة للأطفال الكبار فيمكن استخدام العقينات وهي حبوب المص الخاصة بالحلق وقطرات السعال في حالة الشعور بالتخريش في الحلق والسعال من خلال زيادة شرب السوائل وتشجيع البلع. والأهم من تلك الأدوية شرب السوائل كالشاي مع الليمون أو العسل وشوربة الدجاج وهذه السوائل مهمة جداً لشفاء المريض بسرعة وتقوية مناعته. وبعض الكتب تشجع تناول فيتامين (ج) ولكن لم يثبت علمياً فائدته في العلاج. وفي ختام الحديث عن العلاج نحذر من استخدام المضادات الحيوية التي لا داعي لها اطلاقاً إلا في بعض الحالات التي لها بعض المضاعفات مثل التهاب الأذن الوسطى أو الالتهاب الرئوي مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة أو اصابة الأطفال الرضع مع وجود اشتباه ببعض المضاعفات. كذلك يستبعد استخدام فيتامين (ج) بشكل مفرط لأن هناك آثاراً جانبية جراء الجرعات العالية من هذا الفيتامين. لذا يمكن استخدام هذا الفيتامين وغيره من الفيتامينات ولكن بشكل معتدل وبجرعات عادية. الوقاية 1- غسل الأيدي الملوثة المتكرر بعد التماس مع شخص مصاب يقلل من خطر الالتهابات. 2- من الصعوبة وضع الطفل بعيداً عن دور الحضانة لتجنب الإصابة، ولكن يمكن التخفيف من الازدحام قدر الامكان. 3- لم يثبت كما ذكرنا فائدة استخدام فيتامين (ج) للوقاية من الاصابة بالتهابات المجاري التنفسية أو الزكام. 4- الامتناع عن التدخين يقلل الاصابة بهذه الالتهابات. 5- استخدام بعض اللقاحات قد يحد من الاصابة ببعض الفيروسات ولكن صعوبة إنتاجها ليس سهلاً. منقوووووووووووول :30: |
شكرا لك عزيزتي جورجي على هذا الطرح
ينقل إلى عالم طب الأسرة والمجتمع.. تحياتي حائزة الأمل |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عزيزتى جورجى موضوع مفيد وقيم جزاكى الله كل الخير استفد الكثير من قراتة لكى احترامى وتقديرى رقة |
بارك الله فيك ونفع نقلك القيم ننتظر قادمك المميز احترامي |
بوركتى اخيه على هذا الطرح الراااااااااائع
سلمت يمينك احتراااااامى |
الساعة الآن 02:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©