![]() |
جفاف العواطف ... (مشاهد)
بداية المشهد فتاة تتمايل مع أغنية سامرية تزايد الشجن فرقصت الفتاة طرباً ولم تشعر بدخول والدها الذي أخفى ابتسامته ثم نهرها... الجزء الآخر من المشهد فتاة صغيرة تسمع وتشاهد اخاها يتغزل بهذه وتلك ثم لا احد ينهره بل تعليقات بين ابيها وامها تؤكد ان الرجل ناقل عيبه.. تزايدت أجزاء المشهد قطعة واخرى وبقيت الفتيات وايضاً الشبان يكتنزون الحب ويحاولون نثره هنا وهناك ضاقت بهم الاماكن وخجل بعضهم من نفسه حين تتطاير كلماته نحو إنسانة يكتنفها السواد ولايعرف من هي.. فقط انثى...؟؟ اتسع المشهد واصبح فضائياً فبات ابناؤنا وبناتنا ينثرون الحب ويطلبون الاحبة بل ويعلنون عن مواصفات المطلوب عشقه.. أحدهم يؤكد انه رومانسي ويريد رومانسية من .....واخرى جميلة تريد فارسها من اهالي....... على ان تكون سيارته من نوع..... وثالث مات عشقاً حين عرف ان فتاته مطلقة وزاد هياماً بها.. مشاهدة الغزل الفضائي من ابنائنا وبناتنا تجعل الانسان يتساءل هل نحن عاطفيون الى هذا الحد أم انه تنفيس عن ممنوعات.. الاكيد ان ذلك ليس دليلاً على توفر سيولة مالية لدى هؤلاء الشباب وايضاً ليس مؤشراً على انخفاض تكاليف المكالمات أو الرسائل.. وانما هو دليل على ان ابناءنا وبناتنا يحتاجون للتعبير عن مشاعرهم للآخر ولكن لا مجال لذلك.. مازال بعضنا يبخل على ابنائه بالحب ويبخل على زوجته بذلك مع العلم انه يرسله فضائياً واخرى تعتقد ان زوجها لايفقه بالمشاعر والحب اساساً فتبث شجونها فضائياً بل وعبر الشبكة العنكبوتية.. مشكلتنا اننا نقسو على انفسنا كثيراً ونعتقد ان التعبير عن المشاعر نوع من الخطأ وان كان مع ابن أو ابنة أو زوجة أو زوج.... بعضنا يخشى على قوته وهيبته وبعضنا مشغول ولا وقت لديه.. البداية تعكس صورة التعبير عن المشاعر حيث التصحر في الكلمة والتصحر في الاحساس .. إن بعضنا جاف الى حد الانكسار ثم فجأة يتمايل رقة ما ان يرى جسداً يتمايل امام الملأ في الوقت الذي يمكن ان يكسر رقبة ابنته ان هي طربت امامه.. مشكلتنا اننا احياناً ننسى اننا بشر وفجأة نكتشف ذلك والنتيجة اننا اكثر الشعوب العربية تعبيراً عن الحب فضائياً واكثرها اتصالاً بالمحطات الفضائية لنعبر عن آرائنا.. لا اريد ان يطلب بعضنا منع الاتصالات أو مراقبتها ولكن لنسمح لنوافذ العواطف ان تتسع انفتاحاً داخل الاسرة الواحدة.. ان نتعلم التعبير عن الحب وان لانخجل منه.. ان نحترم كرامة الفرد وان نعتبر ان من حقه ان يقول رأيه أو مشاعره دون الحاجة لعملية (تبرقع) تساعده على ان يقول ما يريد دون خوف أو تردد.. لا اعتقد انني اخشى كثيراً على بناتنا أو ابنائنا من الاستدراج القادم من مدن الحب والعواطف الملتهبة قدر خوفي عليهم من عمليات التصحر والتبرقع الداخلية التي تحول بين الانسان ورأيه وبين الانسان ومشاعره... وحتى نستطيع ان نعبر عن رأينا أو مشاعرنا ما رأيكم بعواطف ابنائنا وبناتنا فضائياً مخجلة أم هي إرهاص لواقع اجتماعي لايحتمل...؟؟ |
|
الساعة الآن 05:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©