منتدى عالم الأسرة والمجتمع

أبناء هذه الأيام تصدر عنهم بعض الأقوال التي نستطيع القول عنها أنها وقحة باختلاف درجة الوقاحة من موقف لآخر، وقد يصل الحد بها لأن تجعل الآباء يعيشون حالة من الذهول جراء ذلك،،

وبالتالي فإننا كآباء نتساءل في أنفسنا وربما فيما بيننا:

ما الذي أعطاهم الحق أو منحهم فكرة أن بإمكانهم أن يخاطبونا بهذه الطريقة !!!

لنفكر معاً ونسأل:

هل هذا بسبب أنهم يقضون بعض الوقت في منازل أصدقائهم ويرون أن بعضهم يقولون مثل هذا دون أن يعاقبوا من قبل آبائهم !!

هل هذا بسبب أنهم يشاهدون الأفلام الكارتونية وبعض المسلسلات التي تعتمد على مثل هذه الألفاظ على أنها كوميدية !!!

لنركز بعض الشئ الاحتمال الثاني، مسلسلات الأطفال وبعض الأفلام الكوميدية:

إن هذه العروض تجعل من عدم الاحترام بين الآباء والأبناء مادة للفكاهة والكوميديا، كذلك بين الطلاب والمدرسين، الأصدقاء، الإخوة والأخوات ...

للأسف فمثل هذه الرسائل التي تبعث بها وسائل الإعلام وكذلك بعض قرناء أطفالنا فإنها تصلهم بأعداد هائلة وبأشكال وألوان مختلفة وأهم من هذا كله فهي تصلهم في وقت مبكر جداً.

لنعد بالذاكرة إلى الوراء بعض الشيء:

تنتشر بعض الكلمات وبعض المصطلحات على ألسن الكثير من الأطفال وفي الوقت نفسه تقريباً، فهل هي فيروسات تنتشر مع الهواء أم ماذا ؟؟

قبل فترة سنتين تقريباً سمعت ابني يردد كلمة غريبة جداً ووقحة في نفس الوقت وهي من خارج محيطنا تماماً تعجبت ولكنني لم أسأله من أين سمعها واكتفيت بإخباره أن مثل هذه الكلمة لا ينبغي أن تصدر من رجل مسلم عاقل مثله،،

في نفس اليوم وبينما كنت لدى أحد أقربائي سمعت ابنته الصغيرة تقول نفس الكلمة، فسألته مباشرة: من أين أتت بهذه الكلمة، فقال لا أدري ولكنها ترددها كثيراً هاليومين ،،،

بعد يوم أو يومين اكتشفت أن الكلمة منتشرة بين جميع – ولست أبالغ – أطفال دول الخليج العربي، ثم اكتشفت الاكتشاف الرهيب، وهو مصدر هذه الكلمة، إنها كلمة يرددها أحد أبطال مسلسل خليجي كوميدي،،

شاهدت حلقة من حلقات هذا المسلسل خصوصاً بعد أن عرفت أن الأطفال من سن 3 – 15 سنة يحرصون على مشاهدته حرصاً غير عادي وكذلك الشباب أيضاً من الجنسين.

ويا لهول ما رأيته وسمعته في تلك الحلقة

أخلاقيات في الحضيض، نصب واحتيال وكلمات أكثر من وقحة، وكل هذا بدافع الضحك والتسلية.

ما الذي يفهمه الطفل من مثل هذه المواقف سواء في التلفاز أو في الحياة الواقعية:

لتكون كوميدياً مرحاً ، ولتكون بارزاً بين زملائك، الأمر بغاية البساطة:

كل ما عليك فعله هو أن تقلل من احترامك للآخرين وأن تكون وقحاً

إن كمية الاحترام للآخرين في نفس هذا الطفل أو ذاك تماماً مثل كمية العصير في إبريق العصير، وهو في كل مرة نمرر له هذا السلوك الغير سوي فإننا نأخذ بعضاً من العصير الذي لديه، حتى يأتي يوماً لا نجد فيه أي عصير في أباريق أطفالنا.

الخبراء في مجال عالم الطفولة والشباب اكتشفوا ثلاث قواعد مهمة لدى الأطفال يتفقون عليها في تعاملهم مع الكبار وأعني هنا الأطفال الذي تضائلت نسبة العصير في أباريقهم حتى تلاشت أو كادت تتلاشى:

1. لا تسمح لأحد والديك أن ينظر لعينيك أثناء حديثك معه
2. اجعل عينيك تدوران باستمرار في كل مكان
3. اختتم أي حديث بقول: مهما يكن، افعل ما تريد، أنت لا تحبني، على أيه حال

فيا ترى هل نهتم بعض الشيء ونتنبه لنوعية الرسائل التي يتلاقها أطفالنا ونضحك منها اليوم وهي قد تبكينا وإياهم في الغد !!!