![]() |
ابناء يعتدون على ابائهم ..
طفت ظاهرة اعتداء الأبناء على الآباء بالضرب والإهانة على السطح في بعض المجتمعات العربية، فهي رغم قلتها إلا أنها تحدث بشكل شبه يومي، مما جعلها مثار حديث الناس. .
«عندما توفي زوجي كان عمر ابني عامين، فنذرت نفسي لتربيته منتظرة اليوم الذي أراه فيه متزوجاً وأبناءه من حوله» هكذا بدأت أم فهد التي تزوجت منذ 26 عاماً حكايتها وتابعت: «بعد أن أتم تعليمه رغبت بتزويجه من فتاة اخترتها فرفض، وأبدى رغبته بالارتباط بأخت صديقه، لكنني اعترضت عليها لأنها تكبره بثلاث سنوات كما أنها لا تناسبه لا من الناحية التعليمية ولا المكانة الاجتماعية، فما كان منه إلا أن هددني بالسلاح وأصر على موقفه!، وبعد عودته من شهر العسل أخذني للعيش معه، وبدأت معاملته لي تتغير، فأصبح يرفع صوته عليّ ويوجه إليّ الشتائم، وها أنا أقيم في دار المسنين إلى أن يوافيني الأجل». أنا أم أما فاطمة وهي أم لسبعة أبناء، فقد تدهورت حالتها المادية بعد وفاة زوجها فبحثت عن عمل كخادمة في المدارس، وطرقت أبواب الجمعيات الخيرية وأهل الخير، مما جعل أبناءها الأربعة يتعاطون المخدرات، وعن هذا تقول: «لأنني كبيرة في السن عجزت عن ردعهم، وقبل بضعة أشهر تقدم شخص لخطبة ابنتي، وأصر ابني الكبير على أخذ مهرها لصرفه على مزاجه، بعد بيعه أغراض المنزل رغماً عنا، وعندما رفضت انهال عليّ وعلى شقيقته بالضرب، فأصبت برضوض في جسدي كما أصيبت شقيقته بكسر في يدها، ورغم ذلك لم ألجأ إلى مركز الشرطة أو حتى الذهاب إلى المستشفى، حتى لا أفتح على نفسي أبواباً نحن في غنى عنها. أبناء يعترفون يفضلون شقيقي عليّ والد أحمد، حسب ادعاء الأخير، يحرجه مع الجيران ولا يتوانى عن مضايقتهم، وعن هذا يقول: «أبي ليس كبقية الآباء لا في تصرفاته ولا في تعامله معنا، وهناك الكثير من الأمور التي لا أستطيع البوح بها، الأمر الذي دفعني إلى دفعه من صدره أمام الناس، فهو من أوصلني إلى مرحلة فقدت فيها صوابي وتصرفت معه بعدوانية». بينما عبد الله، الذي سُجن لثلاث سنوات يقول: «بعد خروجي من السجن أصبح أهلي يفضلون شقيقي الأصغر عليّ، والضغوط جعلتني عصبياً ولا أطيق أي كلمة منهم، فتشاجرت مع والدي عندما تدخل ليحل نزاعاً دار بيني وبين أخي.. دفعته بقوة، فارتطم رأسه بالجدار. أما ماجد الذي مات والده وهو غاضب منه، فيعتبره ماجد سبباً في فشله بالزواج بمن يحب ويقول: «لقد اتصل بوالد الفتاة، وهو صديقه، وشوّه سمعتي أمامه حتى يرفض تزويجي ابنته، ففصلت من عملي بسبب إهمالي لأن التي عملت من أجلها رفضني أهلها، وفي يوم جاءني والدي وهو على كرسيه المتحرك، وأيقظني من نومي مفزوعاً، وقذفني بعبارات شعرت بأنها كالنار الحارقة، فلم أتمالك نفسي، وانهلت عليه ضرباً وهو جالس على كرسيه. بين القسوة والحنان < «يخطئ كثير من الآباء الذين يعتمدون على جانب واحد في التربية، التي تتراوح ما بين القسوة الزائدة أو الحنان المفرط» هذا ما يراه الاختصاصي الاجتماعي عبد المحسن بو حمد، ويعقب قائلاً: «في كلتا الحالتين تكون شخصية الأبناء مهزوزة، ومن هنا تتولد المشكلات التربوية ويصعب السيطرة عليها، فضرب الأبناء لآبائهم مشكلة تربوية، فالابن هو انعكاس لما يدور في أروقة الأسرة لسنين. رأي الشرع ذنب عقوبته في الدنيا قبل الآخرة «إن ضرب الأبناء للآباء جريمة عظيمة وذنب كبير، يعجل الله به العقوبة في الدنيا قبل الآخرة، وهو يعد من أكبر الكبائر يقول عليه الصلاة السلام: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاث: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس وقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت»، هكذا بدأ د. عقيل عبد الرحمن العقيل، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رأيه في ضرب الوالدين أو أحدهما، وتابع قائلاً: «منع الله الأبناء من قول (أف) للوالدين، فما بال الضرب، فإذا كان الابن ممنوعاً من أن يقول لوالديه «أفٍ» فما زاد على ذلك أولى بالمنع. الرأي النفسي: ظاهرة سلبية ولا يمكن تبريرها ظاهرة اعتداء الأبناء على الآباء نادرة كما يقول الدكتور حسان المالح، استشاري الأمراض النفسية، ولكن من الممكن تواجدها في حالات خاصة، وهي بالتأكيد تمثل أبشع أنواع التدهور الأخلاقي وضياع القيم الأسرية والحياتية، فاعتداء الابن أو الابنة على أحد الأبوين بالضرب أو غيره، يعتبر خروجاً عن المألوف وعن القواعد التربوية، الأخلاقية والدينية، فالأسباب الأساسية لضياع القيم تعود إلى تركيبة الأسرة الخاطئة، وعدم وجود الوازع الأخلاقي والديني والسلوك العدواني المضاد للمجتمع والبيئة، وتتعدد صور الاعتداء ومن أسبابها: < الانحراف الناتج عن إدمان المخدرات، وهذه الحالات لا تتردد في القيام بأي عمل في سبيل الحصول على المال. < حالات يدافع فيها الأبناء عن أحد الأبوين أو الأخوة، وهنا يكون الدفاع إيجابياً للرد على تصرفات الأب العنيفة لإيذائه الأم مثلا أو أحد أفراد الأسرة. بينما يعدد د. جعفر العباد، استشاري الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بالإحساء أسباب اعتداء الأبناء على الآباء كما يلي: < البعد عن القيم الإسلامية السامية. < التربية غير الصالحة للأبناء. < القدوة السيئة، كأن يرى الابن أباه يهين جده ويضربه. < الاضطرابات النفسية في شخصية الابن أو الابنة، فيعجز أحدهما عن السيطرة على انفعالاته. < يتعرض 1.5 مليون من الآباء في العالم من قبل أبنائهم سنوياً لاعتداءات شديدة حسب دراسة عربية، كما يتعرض 500 ألف من الآباء الكهول و65% فما فوق لإيذاء جسدي ونفسي من قبل أبنائهم، وتقل نسبة الاعتداء على الآباء في البلاد الإسلامية لقوة الوازع الديني والترابط الأسري، كما أكدت إحدى الدراسات التي أجريت في المملكة العربية السعودية على أن 90% من مرتكبي حوادث العنف الأسري هم من الذكور 50 منها ضد الزوجات. منقوووووول |
نقل مع التحية الى عالم الأسرة والطفل
|
الله يجزاك خير ويعفى عنا في والدينا فلن نوفيهم حقهم ولو أعطيناهم اعيننا
|
الله يجزيك كل خير أختى حنان
تعليقى على الموضوع أنه كما تدين تدان ولا ننسى أن صلاح الأباء يتوارثه الأبناء الا فى حالات شاذة نادرة جدا (( وكان أبوهما صالحا )) نسأل الله لنا ولكم العافية |
الساعة الآن 06:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©