منتدى عالم الأسرة والمجتمع - أختي ..ليس المهم التغيير.. المهم هو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل متأخرة عن الزواج وأرادت التغيير وبذل الأسباب لتنال بتوفيق الله ما أرادت

من خيري الدنيا والآخرة.

التغيير نحو الأفضل مطلب ، جميل في ذاته ، جميل في تجربته.

ولكن رغبة مني أخيكم ، أحب أن ألفت الإنتباه إلى أمور لا

يصلح التغيير إلا بها ، ومتى انتفت صار الهدف بعيدا والعمل خاويا.

التغيير هو إحدى أمرين :

_إما تغيير سلوكي ( يشمل : الأخلاق والعبادات أي بمعنى آخر تهذيب الروح)

_ وإما تغيير بدني.

والتغيير يستلزم الحفاظ عليه في نوعه و الحفاظ عليه في كمه

.. كيف؟

المحافظة على النوع فيها هي المحافظة على العمل ذاته ، السلوكي ( الأخلاق والعبادات) و البدني ( الرياضة مثلا)

ولا تتم المحافظة على العمل إلا إذا استطاع الإنسان أن يدرك الأولويات ويتدرج فيها حتى يجعلها عادة.

إذ كيف ترهق نفسك بقيام الليل الطويل ثم تنام وتضيع صلاة الفجر؟!

وكيف ترهق نفسك بصيام النهار وتضيع صلاة المغرب؟!

تركت ماهو أولى وأبدلته بالأدنى .. فالفرائض مقدمة على النوافل كما تعلم.

ولو عودت نفسك على الأولى لصار سهلا عندك وحافظت عليه ، حينها تنتقل إلى الأدنى.

إن أجمل الأعمال هو ما تحقق فيه شرطان ، أن يكون خيرا وأن يكون عادة..وذلك ظاهر

في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ).

فالنفس من عادتها الملل وتركن إلى الراحة ، ولكن كان لزاما على من أراد التغيير،

أن يفطن إلى أنه سيقع بين عدوين أحدهما ألد من الآخر: هوى النفس والشيطان،

قال ربنا تبارك وتعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) (فإن الجنة هي المأوى)، لاسيما

في أمور العبادات ، كالصلاة المفروضة وغيرها من النوافل كالصيام وقيام الليل.

حتى القول الجميل والكلام اللين والإبتسامة، تحتاج إلى تعويد وترويض للنفس عليها حتى

تصبح عادة عند الشخص، لا شيئا مؤقتا عابرا قديكون حينها عند المقربين مستغربا، ولن بعد

أن يصبح عادة يصبح مألوفا لدى الناس وتستطيبه من صاحبه.

وأما الأمور البدنية كالرياضة وإنقاص الوزن مثلا، فليس المهم فيها أيضا أن تبدأ بالتغيير

ولكن الأهم أن تعود نفسك وتجعل برنامج التغيير يصبح عادة لك بعد حصول المراد ( إنقاص الوزن ) أو نحوه.

وهذا مبسوط الحديث عنه وكيفيته ، عند أصحاب الإختصاص.

أما المحافظة على كم العمل وهو الأهم لا سيما في أمور العبادات..

هبوا أن هناك تاجر ، ما يربحه خلال النهار يخسره في الليل ، وهذا حاله كل يوم..

كم ربح آخر الأسبوع؟... آخر الشهر؟... آخر السنة؟... صفر.

وكذلك الأعمال لها ما يخسرها ، ويحلقها.

كالذي يعبد الله ليل نهار ، ولا يسلم من لسانه الناس..

غيبة و سبا وشتما وكلاما فاحشا بذيئا..تحلق عمله كأنه لم يعمل والله المستعان..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتدرون مالحالقة؟ قالو: الله ورسوله أعلم .. قال : هي الغيبة

تحلق عمل صاحبها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم..

وقال صلى الله عليه وسلم ( يا معاذ أمسك عليك هذا - وأشار إلى لسانه- قال معاذ: يا رسول الله

أو مؤاخذون بما نقول ؟ قال رسو الله صلى الله عليه وسلم : ثكلتك أمك يا معاذ.. وهل

يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟)

فالحذر إخوتي من زلات اللسان..

وأن تأتي آخر اليوم بعد كثير عبادة بسببه خسران..

هذا ما أردت التنبيه عليه والله المستعان وعليه التكلان.