منتدى عالم الأسرة والمجتمع - نداء للأزواج ..لا تسمعه الآذان .. ولكن .. تراه العيون وتنطق به الشفاه .

نداء صادق للأزواج نكتبه في هذا المنتدى عسى الله أن يكتب له القبول ويعم به النفع ، وتعظم به الفائدة . إنه سميع مجيب .

أخي الزوج .. نعم الزوج ..ولم أقل الرجل لأن الفرق كبير .. كبير جداً .. أخي الزوج ..
إن حصولك على هذا اللقب ( الزوج ) ليس بالأمر الهين البسيط ، ولا يحصل لكل أحد ، إلا من وفقه الله تعالى ويسر أمره . ولم يكن ليطلق عليك .. إلا بعد أن أصبح بالقرب منك زوجة حنون ، ودود ، تشاركك الحياة ، وتشاطرك أفراحك وأتراحك ، وهمومك وأحزانك ، وتعينك على أمور دينك ودنياك.

أخي الزوج ..
إن هذه المرأة التي عندك ليست وليدة اليوم .. وإنما كانت من قبل بين أبوين رحيمين ، حنونين ، عطوفين ، فجئت أنت فأخذتها ، بعد أن ربوها وتعبوا عليها سنين ، وأفنوا أعمارهم وشبابهم وطاقتهم من أجلها ، فلما جئت أخذتها منهم جاهزة ، وتعلم حين أخذتها كيف اختلطت دموعهم حزناً على فراقها ، وفرحاً بزواجها ، نعم دموع الحزن والفرح ، لاهجين بالدعاء إلى الله أن يوفقها ويسعدها معك .

أخي الزوج ..
إن هذه الزوجة التي عندك لما تركت أبويها واخوتها وأخواتها وجاءت إليك ماذا عساها أن تنتظر منك .. إنها تنتظر منك الحب ، والمودة ، والحنان ، والرحمة ، والكرم ، ولين الجانب ، والاحترام ، والتقدير ، ولإحساس بها ، والعطف عليها ، والبقاء معها ، ومشاركتها أفراحها وأتراحها ، إنك بالنسبة لها كل شي في هذه الحياة .. كيف لا ..وقد تركت أعز ما تملك في هذه الحياة وهم أهلها تركتهم من أجلك ، تركت بيتاً ترعرعت فيه وعرفت كل شيء عنه لتعيش معك في بيتك .

أخي الزوج ..
إن هذه الزوجة التي تعيش في مملكتك جدير بك أن تعرف لها حقها ، وتقدر لها تضحيتها , ولا تنسى فضلها ، أليست هي من تستقبلك إذا دخلت ، وترحب بك إذا أقبلت ، وتعد طعامك إذا جعت ، وتجهز لك ثوبك ونعلك وفراشك متى أردت . وتربي أولادك وتحفظ بيتك وتصبر على نوائب الدهر معك ، كل ذلك وهي محبة ًلك وشفقة عليك ، تخاف من تكدر مزاجك ، وحزن فؤادك .

أخي الزوج ..
لا بد لنا نحن معاشر الأزواج أن نقف مع أنفسنا وقفة تأمل ننظر فيها ماذا قدمنا لزوجاتنا ، وهل كنا خيراً لهن ( كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) إن تحقيق الخيرية التي في الحديث ليست بالأمر الهين ولا ينال هذه الخيرية إلا من أعانه الله وسدد على الخير خطاه ورزقه الحلم والصبر ، والعدل والإنصاف ، ولم يقدم الأباعد على الأقارب ، ولم يبذل من وقته وماله لغير المحتاج له على الذي لا يستغني عنه، ولم يركز على جانب , وينسى جوانب ، جوانب مشرقة وتضحيات عظيمة من شريكة حياته.

أخي الزوج ..
إن الكثير من الأزواج يكون في أول حياته الزوجية زوجاً مثالياً بالغ المثالية .. وتتسائل الزوجة في نفسها هل ياترى سوف يستمر على هذه الحال أم سوف يتغير مع الأيام .. فما يلبث على هذه الحال حتى إذا ما حملت حملها ، وتغير جسمها ، وثقل وزنها ، وخشوشن جلدها ، وقل نشاطها ، بدأ يتغير ، ويتبرم ، ويتذمر وكأنها لم تحمل منه ، وأن الذي في بطنها ليس ولداً له ، ونسي أنها كانت تكون له عروساً كل ليلة ، وتسعده في كل نظرة ، سبحان الله .. أليس هذا الولد الذي في بطنها ولدك ، من صلبك ، يرفع أسمك ، ويعلي ذكرك ، ويدعوا لك بعد موتك كل ذلك لك ، وهي عليها حمله ، وولادته ، ورضاعته ، وتنظيفه ، وتربيته ، ومع ذلك لا تريد منك شياً يثقل عليك هي لا تريد منك إلا أن تقف معها ، وتشجعها ، وتواسيها ، وتكون بجانبها ، حتى تصل إلى النهاية المرجوه .

أخي الزوج ..
لا بد أنعي أنه لا يكمل في هذه الدنيا أحد .. وأن الكمال لله وحده سبحانه .. فإن العبد وإن كمل من جانب اعتراه النقص من جانب آخر .. وهكذا .. ولكن سددوا وقاربوا.

أخي الزوج إن الحياة الزوجية لابد فيها من القناعةوالصبر والمصابرة ، والعطاء والتضحية ، لتستمر الحياة الزوجية متوازنه ، وتكون الأسرة متكاتفة ، ليحيى الزوج والزوجة والأولاد في أحسن حال وأهنئ عيش .

واخيراً .. أسأل الله لي ولكم الحياة الطيبة ، والخاتمة الحسنة ، والذرية الصالحة . اللهم آمين .