سكينة نفس...... طمأنينة قلب......تلك التي يشعر بها المتوكل على ربه،ويحس بها تملأ أقطار نفسه، فلا يحس إلا الأمن

إذا خاف الناس، والسكون إذا اضطرب الناس، واليقين إذا شك الناس، والثبات إذا قلق الناس، والأمل إذا يئس الناس،

والرضا إذا سخط الناس .

إنه أشبه بجندي أوى إلى حصن حصين، فيه فراشه وطعامه،وذخائره وسلاحه، يرى منه ما يرى، ويَرمي ولا يُرمى، فلا

يهمه ما يدور في الخارج من صخب الألسنة، أو اشتجار الأسنة.


إنها الحالة التي وجدها موسى عليه السلام، حين قال له أصحابه: "إنَّا لمدركون" (قال كلا، إن معي ربي سيهدين)

فما كاد يفرغ منها إلا و أُمر أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، فكان في ذلك نجاة موسى

و من آمن معه ، و هلكة فرعون و جنوده
[line]
إنها الحالة التي وجدها إبراهيم الخليل حين ألقي في النارحيث أتاه جبريل ، يقول : ألك حاجة ؟ قال : "أما لك فلا ...و

أما إلى الله فحسبي الله و نعم الوكيل " فكانت النار برداً و سلاماً عليه ، و جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف

جناحه ، و لكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع و دفع الضر .
[line]
إنها الحالة التي وجدتها هاجر حين وضعها إبراهيم مع ابنها إسماعيل بواد غير ذي زرع، في مكة عند مكان البيت

المحرم، ولا أنيس ولا جليس،ثم ودعها قافلاً، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: هو إذن لا يضيعنا!
[line]
إنها الحالة التي وجدها النبي صلى الله عليه وسلم في الغار حين أشفق عليه أبو بكر حين قال : يا رسولَ الله، لو نظرَ

أحدُهم إلى أسفلِ قدميه لرآنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! "



و يكفي أنك بالتوكل تنال محبة الله ...فما ظنك بمن يحبهم الله


قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏"‏ إن الله يحب المتوكلين ‏"‏


هذا الفوز العظيم فالمحب لا يعذب ...و لا يبعد.... و لا يحجب


فهل أحسنا التوكل؟

الله يحزاك خير
منذ مده لم أقراء مثل هذا الكلام الجميل