بسم الله الرحمن الرحيم

لاحظت كثيرا مما قرأته في هذا القسم من خواطر ، معاناة ، قصص يومية ، نصائح وتوجيهات كلها من والى الاخوات المتأخرات عن الزواج وانا واحدة منهم .. تبين لي من كل ما قرأته انا المعاناة كبيرة لكنها ليست متساوية بين الجميع ... فمثلا واحدة تعاني من اكتئاب وربما يأس من الامر ،، بينما الاخرة لم تيأس وهي تعمل وتتفاعل وما زالت فكرة الزواج في تفكيرها طوال الوقت ،، وثالثة لا تعمل لكنها تنتظر نصيبها في بيت اهلها بصبر وامل وبقليل من الخوف ... اخرى اجبرتها الظروف ايضا على الانتظار لكنها تنتظر والخوف والقهر يأخذ من شبابها وعمرها يوما بعد يوم

يا ترى لماذا هذا الاختلاف الكبير في شعورنا ونحن جميعا في النهاية ننتظر

انا انتظر القدر الجميل مع انسان اسكن اليه

وهي تنتظر ذلك القدر ايضا

لكن لماذا انا مثلا سانتظر بشوق وامل

وهي تنتظر بيأس وقلق

مع ان المقومات من جمال وعلم واخلاق وو و ليست فارقا كبيرا بين الجميع ومع ذلك نرى الظروف الداخلية نفسيا تسبب فارقا كبيرا

طبعا الاسباب كثيرة لكن الاهم هو الاهل

نعم الاهل .... فهناك من الاسر من يعطي المتاخرة عن الزواج الامان والاستقرار والاحساس ان هذا بيتك سواء تزوجتي ام لا ... ونحن اهلك تزوجتي ام لا

وانتي هي انتي بزواجك وبغيره

وبالتالي تشعر من الداخل انها مستقلة ما زالت مستقلة حتى بدون الزوج ،، تشعر بالامان والاستقرار بدونه وانها ليست عبئ على احد بل انها فرد في هذه الاسرة تتفاعل معهم تحتاجهم كما يحتاجونها

وبالتالي اخذوا عن عاتقها هم كبير .. وصغر همها وقلقها واصبح محصورا بانتظار الفارس الغائب

اما الاخرى التي تعيش مع من يشعرونها بانها ضيفة ثقيلة تأخر وجودها بينهم ،،، وانها عبئ ثقيل .. او انها تعتبر ناقصة على االاخريات بسبب تأخرها عن الزواج ... هذه المسكينة ستبدأ بالشعور بالذل والقهر .. فيزيد خوفها على مستقبلها ... وبالتالي يصبح الحمل ثقيل على عاتقها .. فهي الان لا تنتظر الفارس الذي ستسعد معه في حياتها وسيشعرها بالامان والاستقلالية والانوثة المكبوته ... بل ستنتظر ايضا الخلاص من الهم والذل والخوف من المستقبل


فلماذا يزيد الاهل على بناتهم هموما على همومهن ... قسوة اخرى فوق قسوة الواقع ... ضربة موجعة تنتظر ضربة القدر المنتظر بالنسبة لهن

لا ادري الى متى سيضل الاهل ينظرون لتلك التي لم تذنب سوى انها تنتظر القدر بكل عفة وتقوى والتزام ورضى وصبر ينظرون لها كقطعة اثاث بالية يجب التخلص منها وبيعها ... مع انها جزء منهم عاشت معهم ظروفهم كلها بكل ما فيها من حلو ومر ... ساعدت وساعدوها .. اسعدتهم واسعدوها ووووو
اعرف اني اطلت عليكم لكنها غصة في نفسي اتمنى ان يعيها كل من في يديه امانة وما ادراك ما تلك الامانة ... هي تلك الجوهرة الغالية التي نتتظر من يستحقها .