منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - للعنوسه قصص مؤلمه --
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2006, 09:58 PM
  #2
ساري10
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 1,235
ساري10 غير متصل  
هذه قصة فتاة أرسلتها إلى أحد المشايخ الفضلاء تقول الرسالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فقد سمعت محاضرتك (رسالة من الفقراء) وهذه الرسالة كتبتها إليك الأخت الغيورة، بل المقهورة من ظلم واستبداد والدها، فحركت المحاضرة شجوني التي ما سكنت، وجراحي التي أبداً ما التأمت، وحزني المضني القاتل، فأمسكت قلمي، ومداده دم قلب ممزق، ودمع عين باكية، وكأنما بصيص من الأمل يتراءى لي من بعيد، و إلا فوالله ثم والله ثم والله الذي لا إله إلا هو إنني قد يئست من كل شيء، وكل أحد من أهل الدين والدعاة والصالحين، وأهل الخير والمروءة إلا من رحمه الله تعالى فهي الشيء الوحيد الذي يعزيني، فأنا واثقة موقنة برحمة الله (إن رحمة الله قريب من المحسنين).

ذلك أنني يا شيخي الفاضل عشت مأساة وما زلت أعيشها، وأسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يرفع عني عذابه، إن كان هذا عذاباً علي أوقعه الله، ويربط على قلبي إن كان امتحاناً وبلاء، ويرحم ذلي وفقري إنه سميع مجيب



أيها الداعية الكريم

إليك مأساتي وأيامي المظلمة السوداء، إليك الظلم والقهر الذي أعيشه، إليك معاناتي أنا وأخواتي في الله، وإن كان لكل منا مأساة، لكنها في النهاية تصب في قالب واحد، وهي أننا بلا أزواج، بلا أطفال، بلا حياة، أحياء بلا قلوب، هياكل قتلها الألم والحزن، وسأطيل عليك ووقتك ثمين، لكن تحمل فقد تحملت أعباء أعظم من هذه الرسالة الثقيلة الظل

أعمل معلمة، وفي آخر كل شهر يفتح والدي يده، ويقول: ادفعي جزية بنوتك وإسلامك، فأنت ومالك لأبيك

بل الوالد كان يعلم منذ أن كنت طالبة أن محصولي سوف يصب عنده، وكلما طرق بابي طارق قال: ليس بعد، وأقنعه كثيراً من أهل الخير ولكن ما اقتنع، فيذهب هذا الخاطب في حال سبيله بعدما يقول له الوالد: هي لا تريدك هي لا تقبلك، هذا جواب الوالد

وأما من كان أطول نفساً من هذا الخاطب، ويستطيع الصبر والمعاودة فسوف ندخل في باب المديح الحار، فيقول له والدي: البنت حادة الطبع، وغير جميلة

وباعتباري شابة أريد الزوج والأسرة والمنزل الهادئ السعيد، وهكذا خلقنا الله، وأريد طفلاً يمنحني الأمومة، يطغى على كل مشاعري، فأوسط الأعمام والأجداد، ولكن الأعمام يخافون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والأجداد يرد عليهم برد يخرس ألسنتهم، يقول لهم أبي: هل أشتري لها زوجا؟

وهم لا يدرون أنه تقدم لي العشرات من الخطاب،ثم يقول أبي: لا يريدها أحد من الناس، وهو يريد راتبي ومصروفي ودخلي

ثم تقول

شابة في مقتبل العمر، لا أم، لا أخ، كلهم فروا من منزل أبي لسوء معاملته مع أخواتي، وعندي زوجات أب، كالسيدات، لا يضربن إلا باللي

هذه الفتاة عمرها يضيع، وشبابها يقتل وحتى قرشها والرزق الذي من الله يؤكل، ثم ماذا؟

أنا في بلاد إسلامية، معنا علماء ودعاة وقضاة، أين هم عن هذه المعاناة؟

حدثت أبي، توسلت إليه، وأخيراً هددته إن لم يزوجني.. ثم ماذا كان رده؟! كنت أميل إلى الالتزام، وأصارع نفسي، وأجاهد الهوى الشيطان، ونصرني الله على كثير من المعاصي

فقد تركت الغناء انتصاراً، وداومت على السنن الرواتب والوتر، وانتصرت أكبر في مواطن يعلمها الله، وسوف يحفظها لي إن شاء الله

وأخيراً أحضر أحد عمومتي رجلاً من طرفه فزوجني والدي وأنا مكرهة لأن هذا الرجل لا يخاف الله

ولكن والدي لم يكف عن نفث سمومه حولي.. يقول: لا تعطي راتبك زوجك وأعطنيه

تقول والزوج هداه الله فيه من القصور في الدين وضعفه، ما الله به عليم

وبدأت أحاول معه لعل الله يهديه، فكان يحدث بيننا ما يحدث من شجار، وخاصة عند صلاة الجماعة.. ثم هو يسافر إلى الخارج، ويرتكب الكبائر

وقد ذهب الزوج الحكيم إلى الوالد الرحوم العطوف يشكوني إليه، فوقع الفأس في الرأس ثم قال والدي له: هذا طبعها، لسانها طويل، بذيء، هاتها عندي أربيها، أمها ما ربتها

قالت: وأنا أصبر على الزوج، وأدعوه إلى الهداية، وأتحمل الضرب منه والأسى، لأنه إذا أعادني إلى والدي كان أدهى وأمر

قالت: ومن ورائه من أهل بيته ورفاقه السيئين من تعبي رأسه

لكن أنا إذا تركت زوجي فماذا أفعل؟ لمن أذهب؟

أخيراً بعدما كان الزوج كالعسل المصفى بالنسبة لما سوف أحصله، و إلا فهو كالزقوم، أصبح كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم، صار يكرهني، ويرتكب المعاصي ليغضبني، ويحاول أن يضيع ما عندي من دين كي أفر وأهرب، فإذا قلت له: اتق الله في، قال: إذا أعجبك، أو اطلبي الطلاق

تقول: وطلبت الطلاق، فقال: ردي إلي مهري، وما مهر له عندي، لقد أذهب شبابي وصبوتي، وبيتي، وخلقي، وحيائي

وقد أسهرني وأزعجني، فجمعت من هنا، واستدنت من هناك، ورددت إليه مهره، لا حرمه الله جمرة في جهنم. فأي مهر له، وأي حق له بعد هذه الأيام الطويلة من الأسى واللوعة؟ تقول: وحملت ثيابي وهربت إلى منزل والدي، فشن والدي علي حرباً هوجاء ضروساً لا هوادة فيها، وسفهني وهددني بالقتل، وبالعار وبالشنار، فقلت: حسبي الله ونعم الوكيل