.. عشت طفولة بائسة على الرغم من أبي يملك ثروة طائلة، فبعد ان توفيت أمي في حادث مؤلم تزوج أبي، وكنا ثلاثة أولاد وبنتين. من حسن حظ شقيقتي انها تخلصت من نار زوجة ابي حين تقدم لخطبتها شاب مناسب وهي في الخامسة عشرة من عمرها. صحيح انني اكبرها بثلاث سنوات، ولكنها الاجمل..
وتابعت دراستي رغم انف زوجة ابي، فكانت الدراسة المتنفس الوحيد لي، وحصلت على الشهادة الجامعية، وعلى الوظيفة المناسبة.. تقدم لخطبتي كثيرون، ولكن لم يكن باستطاعتي اتخاذ القرار بالموافقة لأن زوجة ابي كانت ترفض وتحرض والدي على الرفض لأسباب غير مقنعة،..
.. تخطيت الثلاثين ولم اكن املك القرار، نشرت اسمي وعنواني سرا في احدى الصحف التي تخصص بابا ( للزواج ) أعطيتهم عنواني ورقم هاتفي على ان يحافظوا على سرية الموضوع خوفا من ان يعلم ابي فيتهمني بأنني ألوث شرف العائلة وتوافقه على ذلك زوجته، جاءتني العروض الكثيرة المغرية عبر الرسائل الى صندوق بريدي الخاص وعبر الاتصالات…
.. وفي هذه الفترة توفى والدي، وعشت المأساة أحسست ان الايام تعاندني، لقد زاد رصيدي من المال ولكن السنين تترك آثارها على وجهي وقسماتي. وهكذا اردت ان .. اقهر زوجة ابي التي كانت تريد ان تحرمني من الميراث، كما حرمتني من الزواج. تقدم لي شقيقها الذي يصغرني بعشر سنوات، وطلب مني ان نتزوج سرا من دون اخبر شقيقته، اقتنعت بعرضه ووجدته مناسبا على الرغم من ان دخله متواضع جدا ولم يحصل على الإعدادية وفوق هذا متزوج وله أربعة أولاد وها انا أفكر جديا بالزواج منه، وسأرفض ان أعطيه أي شيء من مالي واريد فقط ان اصبح اما، كما اريد ان انتصر على زوجة ابي التي أشاعت حولي الأقاويل وسأتخلص من شبح العنوسة القاتل، وقسوة زوجة ابي ولا اخفي ان المرأة قد تأخذها المظاهر الخداعة، ولكن صدق المثل القائل : ( عريس من الخيطان ولا يعدوني من العزبان ) سأقبل بمن هو أقل مني، وشقيق عدوتي، وسأصرف عليه وعلى زوجته وأولاده، ولكن هذا أفضل من امضي بقية عمري وحيدة بعد ان تخلى عني الجميع.