ردة فعل ( المطلق – المطلقة ) ( 1 )
الزواج سنة وفطر طبيعية يحتاجها الإنسان و تمتاز عن باقي السنن أنها اختيارية محضة يمكن الإنسان أن يعزف عنها بمحض إرادته أو أن يدخل في عالمها أو ينفصل عنها بمحض إرادته الواعية و قد ينفك عنها بإرادة غير واعية أو بتصرف غير محسوب ,,,
لكن في النهاية تعد هذه الحالة أنها لم تكتمل أو لم تنجح في مرحلة معينة قد تكون مبكرة أو متأخرة أو متوسطة ,,,
و لكل مرحلة من هذه المراحل التي تصاحب هذه العملية لها نتائج نفسية و اجتماعية و اقتصادية و لها تداعيات على أوساط قريبة أو بعيدة و يمكن القول هناك أثار مباشرة و غير مباشرة ,,,
إننا في هذه الأسطر نحاول دراسة ردود الفعل التي تصدر من الشخص الذي مر بهذه التجربة على صعيد التكوين له و لمحيطه,,,
إن الطلاق كما الزواج له طرفان أساسيان و هما الزوجان و لكن يزيد الطلاق على الزواج انه قد ترد عليه إضافة أخرى و هي ربما الأبناء ,,,
الطرفان هما الزوج و الزوجة و نعني الذكر و الأنثى أو الرجل و المرأة ,,,
1. ردة الفعل النفسية :
إن أي إنسان مر بهذه التجربة سوف تتكون عنده ردة فعل نفسية تكمن في شعوره بالألم بأنه اخفق في إتمام مرحلة من عمره هو المسئول عن انجازها بصفته القيم على الزوجة و المسئول عن ذلك البيت فهو القائد الذي انيطت له الولاية ,,, و كذلك المرأة النصف الآخر و هي المسئول عن القسم الداخلي و اعني إدارة البيت بجميع نواحيه المكملة لدور الزوج و خاصة الأجواء العاطفية والنفسية الهادئة التي تتيح خلق تلك الأجواء الرومانسية الحانية و إنْ هي كذلك مسئولية مشتركة يقع قسم منها على الرجل إلا إن دور المرأة هو الأبرز و الأكبر و هي منبع الحنان ومصدر العطف خاصة عندما تتعالى على الصغائر حفاظا على مصلحة اعم ,,,
فكيف يجوز لهما أن يخفقان !!! و ما هي الأسباب في ذلك ؟؟؟
فهما أمام فشل مسئولان عنه حتى و إنْ كان لهما خيار الانفصال أوترك العملية أو حق الطلاق لكنه على أي حال فشل ,,, و الفشل عكس النجاح ,,,
فثقتهما في نفسهما سوف تكون مهزوزة و سوف تكون ردود أفعالهما كلها ناتجة من باب انه ربما سوف يفشلان أو انه لا يملكان تلك الملكات في القيادة و الإدارة كلا في موقعه من الإعراب و هذا أمر له اثر نفسي بالغ لا يشعره به الفرد إلا من جعل نفسه تحت المراقبة أو عرض نفسه على مختص لكي تعود له الحيوية و النشاط كأي فرد سوي قادر على إدارة الحياة بشكل عام ,,,
لذلك يخشى من تلك ردة الفعل أن تنتقل إلى بيئة الفرد نفسه ويحاول بشكل شعوري و لا شعوري أن يؤثر بصورة سلبية على كل فرد ملتصق به أو تربطه وشائج معرفة أو قربى و خاصة إذا كان لهما أطفال يردون أن يرون الغد المشرق و يحتاجون إلى بناء شخصياتهم ,,,
فحتى يتغلبان على ردة الفعل هذه يجب أن ينخرطان في الحياة بصورة فيها ثقة بالنفس و يستخلصان التجارب التي مرا بها وان يحاولان أن يقومان بعملية كتابة لكل مجريات حياتهما التي مر بها لكي يحللاها و يعرفان مكامن النقص لديه ,,,
نستكفي بهذا المقدار و من ثم نعود ونكمل عن ردة فعل أخر يمر بها الزوجان ,,,
التعديل الأخير تم بواسطة الوليد ; 31-10-2006 الساعة 09:11 PM