وإن كان ثمة أمثلة من عمل النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام على عدم التقيد بشرط الكفاءة, إذ زوّج النبي ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية من زيد بن حارثة وكان عبداً لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها, ووهبته له, فأعتقه النبي وتبناه قبل الإسلام؛ كما خُطبت فاطمة بنت قيس القرشية من رجال من أهل الحسب القرشيين فاستشارت النبي فأشار عليها بأسامة بن زيد وهو من مواليه, كما تزوج المقداد بن الأسود – من حضرموت – من ابنة عم النبي ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب, وزوّج أبو حذيفة بن عتبة القرشي بنت أخيه فاطمة بنت الوليد من مولاه سالم, وتزوج بلال بن رباح أخت الصحابي عبد الرحمن بن عوف القرشي, وكان بلال عبداً أسود اللون اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه؛ وهذه الأمثلة تنسجم مع مبادئ الإسلام وتوجهاته في نبذ العصبيات العرقية والقبلية وتجاوز الفوارق الطبقية وذلك بغاية بناء العلاقات الاجتماعية على أساس القيم الصحيحة وذلك لتحقيق وحدة أبناء الأمة واندماجهم وانصهارهم في بوتقة واحدة.
.....................
اقتباس من مقال للدكتوره : ليلى الأحدب
طبيبة وكاتبة ومستشارة اجتماعية