الحلقة .. الخامسة
.
تعتمد سياسة الزوجات فى التعامل مع أزواجهن على خطين رئيسيين
الأول:
استغلال احتياجات الزوج لها لفرض شروطها وحرق دمه وأعصابه إلى أقصى درجة ممكنة
(أقصد الدرجة التى تستطيعها الزوجة وليس من ناحية تحمل الزوج فهذه لا حدود لها)
الثانى:
تذكير الزوج ليلا ونهارا وبعدل مره كل 7 دقائق بكم التضحيات المهولة التى تقدمها له ولأولاده
(الضمير عائد على الزوج فقط لأن أثناء موشحات الذل اليومية يكون الأولاد هم أولاد الرجل فقط)
وقد شاء الله تعالى أن أتعرض لذلك وإليكم القصة
أخبرت زوجتى العزيزة أنني سأدعو والدي ووالدتي للإفطار ثالث أيام رمضان حين يعودا من العمرة المباركة وسوف أدعو أيضا أخواتي الثلاث ..
نظرت إلى نظرة متفحصة، أعرف هذه النظرة تماما، إنها نظرة ذلك الأفريقي الجائع منذ سبع سنوات عندما يرى مكونات البوفيه المفتوح فى مطعم باريسي..
فخلال الأيام القادمة وحتى موعد ذلك الإفطار المبارك سوف أكون أطوع لها من بنانها. وسوف أقوم بتنفيذ كل ما تطلب بحذافيره دون قيد أو شرط. كما سأكون متحملا لجميع مفردات الكلمات المنتقاة التي تخترق الجسد، كالسهام المشتعلة راسما ابتسامة راضية ودود، مطالبا بالمزيد من هذه الهبات السخية
( راجع الخط الأول أعلاه )
….. يعنى باقى يومين فقط لماذا تفاجئني هكذا
……. الموضوع كله 5 أفراد فقط ومعروف أنني أدعوهم كل عام
…… 5 أفراد فقط !!!!!!!!!!!!! وهل نسيت نفسك أنت وأولادك أو انتم ستتفرجون عليهم فقط
…… أ….أ….أ
….. أعمل حسابك لن أذاكر لأولادك
(راجع الخط الثاني)
…… خلاص أنا مسئول عن مذاكرتهم
…… طبعا الآن تذاكر لهم من أجل (أمك وأبوك) لكن عندما أطلب أنا ذلك تتهرب
….. أنا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
…. المهم وماذا تريدني أن أطبخ لــ ( أمك وأبوك )
….. كل أكلك جميل أي شئ من يديك يكون روعه
….. أنا لن أفكر في الأصناف أيضا فكر أنت أليسوا ( أمك وأبوك )
…… خلاص أرز بالخلطة وكباب حله وبط وصينية كوسا بالباشاميل وباقي الأشياء المعتادة في كل إفطار
….. يعنى أنت مرتب كل شئ من أجل ( أمك وأبوك )
…… ( ابتسامة بلهاء .. .. مني طبعا )
في اليوم الثاني من رمضان اتصلت بي في العمل
…… الو
….. أسمع أحضر إفطار جاهز اليوم أنا مشغولة بتحضير إفطار الغد لـ ( أمك وأبوك )
…. حاضر الله يعينك ويقويكِ
…… الدعاء فقط فى عزومة ( أمك وأبوك )
…… أ….
تيت تيت تيت (.. .. أقفلت الخط )
عدت إلى المنزل وجدتها تركض وراء الأطفال ممسكة المغرفة الطويلة في يدها والأطفال يصرخون ويبكون
…… السلام عليكم
….. تعالى شوف حل مع أولادك أنا ورايا عزومة ( أمك وأبوك ) بكره
…… خير إن شاء الله
……. ومن فين الخير أنا كنت ناقصة عزومة ( أمك وأبوك ) في وسط الامتحانات
( ابنتى فى Kg 1 وابنى فى أولى ابتدائى والثالث عمره 3 سنوات)
….. ولا يهمك أنا سأذاكر لهم
….. طبعا حتى مغادرة ( أمك وأبوك ) للمنزل ثم تعود ريما لعادتها القديمة
…… ( ابتسامة بلهاء)
تناولنا طعام الأفطار الذى جلبته من المطعم
ودخلت إلى الغرفة لأستريح قليلا قبل التراويح
دخلت ورائى والمغرفة فى يدها
…… ماذا تفعل
……. سأرتاح قليلا
….. وهل سينتظرك الأولاد بدون مذاكرة إذا لم تكن تريد أن تذاكر لهم فقم أطبخ أنت ل ( أمك وأبوك )
…. حسنا سأذاكر لهم
ناديت الأطفال وبدأت أذاكر لهما بهدوء وسط سعادة بالغة منهما
طوال الليلة وزوجتي مقيمة بالمطبخ حاملة المغرفة في يدها وبدون أي سبب تطلق صرخات متقطعة كزعيم هندي يحضر حفل سلق بعض أعداءه
خرجت من المطبخ صارخة
….. لماذا لا ترتبون الصالة أليست هي المكان الذي سيجلس فيه ( أمك وأبوك )
….. ولكنهم سيحضرون غدا
فصرخت بصوت يسمعه سكان المريخ
….. وهل لا نرتب المنزل إلا لتشريف ( أمك وأبوك )
القاعدة الذهبية التي لابد أن أتذكرها عندما أهم بالرد على صراخها هي:
(( الزوج المهذب لا يصدر أصواتا عالية أثناء مناقشة زوجته، أما الزوج العاقل فلا يصدر أي صوت ))
قمنا أنا والأولاد بالترتيب ولكن بالطبع لا شئ يعجبها فتخرج من المطبخ كل 5 دقائق لتصرخ
…. هل هذا مكان الكرسي الصغير يا أخي ضع المفرش مكانه ولا أنت تريد تضحك علينا (أمك وأبوك)
فى اليوم الموعود
اتصلت بي في العمل الساعة 12
…. الو
…… الحقني
…….خير
….. لا يوجد لدي زيت قلى أحضر لي زيت قلى حالا
…. الآن !!!!!!!!!!!
…. خلاص على راحتك بلاش عموما هما ( أمك وأبوك )
تيت تيت تيت
دخلت إلى مديرى مرتبكا
…. عفوا اريد إذن لمدة نصف ساعة
.. خير
….. ظرف طارئ جدا
….. الله معك
قفزت فى سيارتى وانطلقت بأسرع ما يمكن اشتريت الزيت وأوصلته الى البيت وسمعت التعليق التالي:
….. ما شاء الله لو كان أحد الأولاد سُخن وطلبت منك تستأذن كنت رفضت لكن الآن تستأذن بسرعة الصاروخ طبعا من أجل ( أمك وأبوك )
عدت الى العمل وعند الساعة الواحدة رن التليفون
…..آلو
…..إلحقني
….. خير
…. الأنبوبة خلصت
…. أليس لدينا أنبوبتين
….. الثانية فاضية أيضا
….. ولماذا لم تطلبي منى أن أغيرها فورا
… أنا طول النهار أطبخ وأغسل لك أنت وأولادك وأرتب البيت وراكم وكل هذا لا يعجبك خلاص براحتك خذ ( أمك وأبوك ) وأكلهم في مطعم وريحني وريح نفسك
تيت تيت تيت
دخلت إلى مكتب مديرى ولكن لم أجده فخرجت متلصصا
ذهبت إلى البيت والتقطت الأنبوبة بسرعة وانطلقت بالسيارة إلى محل الأنابيب
كان الازدحام حوله شديدا ركنت السيارة وحملت الأنبوبة على كتفي وجريت إلى داخل المحل بسرعة، اصطدمت بشخص وعندما فتحت فمي للاحتجاج وجدته مديري يحمل انبوبته !!!!!!!!!!
عدت إلى البيت وركبت لها الأنبوبة وعدت إلى عملي
على مائدة الإفطار كان الطعام رائعا وأخذ الجميع في مدح زوجتي ، أما أنا فلا أحد يلقى إلى بالا كالمعتاد
أنصرف الضيوف أخيرا
و …….
أستأذن القراء الكرام ففي هذه اللحظة بالضبط خرجت زوجتي بصحبة الأولاد لزيارة جارتنا
وهى فرصة نادرة جدا لكي أمارس حريتى و… … … أنخرط في .. .. .. البكاء
.. .. .. .. .. ..
(( يتبع بإذن الله))
__________________
الدنيا ظل زائـل مــن ركـن إليهـا جـاهل
يهواها القلب ولكن يحذرها المرء العاقل
أختكم 000 مجرد زائرة