الحلقة .. .. السادسة ..

كنت قد دخلت تحت بطانيتي منذ خمس دقائق في تلك الليلة الباردة، عندما دخلت زوجتي إلى الغرفة وبصوت رقيق جدا قالت:
… أنت نمت
((اللهم اجعله خير)) لم أجاوب وتناومت
…
ربتت على كتفي بخفة وقالت:
…. أنت نايم
((لا إجابة من جانبى))
…..
هزتني بعنف
… لحقت تنام
((تمسكتُ بموقفي ولم أرد))

ضربه عنيفة بركبتها في ظهري، انتفضت أطرافي الأربعة وتكومت جالسا من شدة الألم
….. ما هذا يا امرأة
…. آسفة لم أقصد

قلت وأنا أحاول العودة للنوم:
…. أسفك مقبول تصبحين على خير
…. انتظر هناك موضوع مهم أريد أن أكلمك فيه
…. الآن !!!!!
…… موضوع مستعجل جدا
….. خير
…. تعرفت على ساكنة جديدة أثناء صلاة التراويح أسمها أم صلاح
((ربنا أفرغ علينا صبرا))
…. يعنى هي أم صلاح الدين الأيوبي علشان تصحيني من أحلى نومه لتبشريني بتعرفك عليها
….. بعد الصلاة جلست معي أنا وكل الجارات وعرفنا أن زوجها مدير شركة (هيفاء) لمستحضرات التجميل
((اللهم أفرغ علي صبرا))

….. حصل لنا القرف .. وبعدين
….. اليوم تجمعنا كلنا عند أم سالم وجابت لنا كتالوجات مستحضرات تجميل هيفاء روعه .. روعه .. روعه
….. هذا هو الموضوع المهم !!!!!!!
……. طبعا مهم لما تعرف أنها عرضت علينا 40% خصم من الأسعار وكل واحدة من الجارات اختارت ما تريد وأنا اخترت بعض الأشياء البسيطة وأريد منك 600 ملطوش لأنها ستأخذ المبلغ غدا صباحا عندما تحضر ما طلبته
طار النوم من عيني تماما وأحسست بالدماء تغلي في عروقي
…. 600 ملطوش !!!!! ليه !!!!!!!!!!
…. سعرها في السوق 1000 ملطوش ، وبعدين أنا أشتريهم علشانك ومش عجبك
…. طيب افتحي الدولاب وخذيهم وخليني أنام
…..
عدت من عملي في اليوم التالي، وبمجرد أن فتحت الباب حتى جرى الى الأبناء وهم يتصايحون في فرح
….. بابا بابا تعال شوف ماما عامله إيه
سحبني الأولاد إلى المطبخ
يا للبشاعة !!!!!!!!!!!!!
كانت زوجتي تجلس على الأرض مفترشة أوراق الجرائد، وأمامها علب كثيرة مفتوحة وأدوات غريبة، وقد أدخلت بعض التعديلات البسيطة على شكلها.. !!
كان لون شعرها أحمر كأنه شعلة من اللهب المتناثر..
((إذا صخر كان يستعمل نفس لون الصبغة ولهذا وصفته الخنساء بأنه علم في رأسه نار))


أما وجهها فقد كان مغطى بمادة تبدو لزجة وذات لون أخضر فاتح، وكانت شفتيها شديدة الزرقة ويديها يتقاطر منها مادة بنفسجية اللون..
هل تمارس زوجتي السحر الأسود !!!!!!!! أم تستعد لدورها في فيلم رعب أمريكي!!!!!!
استجمعت الباقي من شجاعتي وقلت:
…. ما هذا؟؟
…. أم صلاح الله يبارك لها جابت اللي طلبته
…. وانتى اللى طلبتى لون الصبغة ده ؟؟؟
…. أيوه أخر موضة أحمر ناري لون شعر جوليا روبرتس
((نار تحش رقبتك أنت وأم صلاح وجوليا))
….. وأيه اللي على وشك ده؟
…. قناع الكيوى
….. كيوى !!!!!!!!!!!
….أيوه قناع الكيوى .. السر فى شباب بشرة النجمة بروك شيلدز
((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق))


….. وأيه رأيك فى لون عيونى الجديد؟
دققت النظر فى عينيها وقاومت الرغبة فى الانفجار فى الضحك الهستيري
…. إيه ده أنتي لابسه عدسات
… أيوه
…. لابسه عدسة خضراء والثانية زرقاء !!!!!!!!!!!!
أيوه دى أحدث صيحة ولون الجفن يكون عكس لون العين يعنى العين الزرقاء يكون جفنها أخضر والعين الخضراء يكون جفنها أزرق علشان تجانس الألوان

خرجت وأنا أضرب كفا بكف سائلا الله أن يأجرني فى مصيبتي

في المساء خرجت لقضاء بعض المصالح عندما رن الموبايل
…. ألو
… الحقني ( مع بكاء و عويل )
… خير حصل إيه
….. وشي مولع نار وشعري بيقع.. .. الله يخرب بيتك يا أم صلاح

عدت إلى المنزل مسرعا كانت زوجتي تبكي بحرقه وقد انتفخ وجهها و امتلأ ببقع حمراء
كانت مستعدة فخرجنا بأقصى سرعة لأقرب مستشفى، هبطنا السلم مسرعين وفوجئت بأن جميع جيرانى وزوجاتهم يهرولون على السلالم
ركبت السيارة وانطلقت بسرعة باتجاه المستشفى وفوجئت مرة أخرى بأن سيارات الجيران تسابقني، إذ هي حماقة زوجات جماعية
في مكتب استقبال المستشفى تدافعنا للحجز لدى طبيبة الأمراض الجلدية، وتجمع الأزواج في انتظار خروج الزوجات
تجمعنا بعد ساعتين فى الصيدلية حيث كنت أشترى أدوية قيمتها 800 ملطوش، لعلاج أثار المستحضرات المغشوشة ذات الـ 600 ملطوش

خرجت من الصيدلية إلى السيارة وقدتها باتجاه المنزل، وقفت في أحد الإشارات وجدت زوجتي تصرخ:

هذه هي أم صلاح في السيارة التي بجوارنا لقد شاهدتها تركب هذه السيارة وهى خارجة من المسجد

قفزت من سيارتي وسددت لكمة صادقة إلى وجه أبو صلاح بقوة 1400 ملطوش ..


((حكم علي القاضي بدفع تعويض 3000 ملطوش للسيد عباس أبو طاقية سائق شركة سلامتكم للمنتجات السمكية))
كانت سيارة المسكين إلى جانبنا من الناحية اليسرى، بينما كانت السيارة التي تقصدها زوجتي من الناحية اليمنى
….

…

..

.
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

((( يـتـبـع بإذن الله تـعــالى)))

__________________
الدنيا ظل زائـل مــن ركـن إليهـا جـاهل
يهواها القلب ولكن يحذرها المرء العاقل

أختكم 000 مجرد زائرة