كان الله في عون المطلِقين والمطلَقات.
لم تذهب يوماً نفسي حسراتٍ على طلاق، فلم أذق حلاوة الزواج حتى أميّزَ مرارة الطلاق! لكنّه بلا أدنى شكٍ أمرُّ من العلقمِ.
ربما كنتُ أتفقُ معك في جانب من الحديث، إن لم يكن جُلّه. لكنني حتماً لا أنسجم مع رؤيتك كاملةً كما حبّرها قلمك على صفحات المنتدى.
في تقديري الخاص؛ أنّ الممايزة والمقارنة بين صنوف الألم والحرمان، هي مقارنةٌ من الطراز الرديء. ولو جئتَ إلى رجل قطّعت يداه، أو ثُلمَ فاه، أو فُقأت عيناه، ثُمّ سألته: أكنت تودُّ الآن لو أنّك أُصبتَ مصاباً آخر أقل إيلاماً، أكنتُ تقول نعم؟ حتماً السؤال ليس في وقته ولا مكانه، ولا محلّ له من الإعراب في تلك اللحظة!
كالغريق نأتي إليه نقول: كيف تجد الغرق؟ يقول: مميتاً، فنسأله: ننقذك ولكن نشج رأسك ونبقر بطنك؟
كلا الأمرين مرّ، ونحن إن وضعنا الخيارَ بين هاتين الكفتين - فإما طلاقٌ يقُضّ المضاجع وإما عزوف يجرّ البلا - نكون كمن خيّر الناس بين رمضاءٍ ونار.
وعلى ذلك فالمقارنة بين أذى الطلاق وهمّ العنوسة مسألة تخضع للمعيار الشخصيّ وليس المفاضلة المبنية على معايير أو قوانين؛ لا وجود لمسلمات إقليدس هاهنا، والنفس البشرية وما يعتريها ويجتالها لا تخضع لحساب المثلثات وألغوريذم حل المشاكل. ما تراهُ أنت مصيبةً في الطلاق، رآه غيرك فرجاً بعد شدة، وانعتاقاً بعد اعتقال؛ وما تراهُ أنتَ هما ليس ذا بال في أمر العنوسة، رأينه كثيرٌ من النساء دوامة الكوارث، ومقصلة الآمال، ومقبرة الأحاسيس، والموت مشياً على رمال الحياة.
أريدُ منك أن تتيقن أنني أؤمن أن الطلاق أشدُ بأساً وأشدُ تنكيلا، خصوصاً أنّه أبغض الحلال إلى الله تبارك وتعالى، وفيه هدمٌ للبيوت وتشريدٌ للأطفال.
وفقكم الله لكل خير،
عبدالله،،،