ما أعلمه أن كثيراً من الرجال بعد أن يُجاوز الأربعين ويتزوج بفتاة صغيرة، فإنه يتصابى.
ولا أقصد بالتصابي هنا المعنى السيء؛ أي ليس تصاغراً في العقل واضمحلالاً للمنطق، إنما أقصد التصابي بمعنى تجدّد الروح والرجوع إلى عهد الشباب المُوّلي.
قابلت على مر حياتي رجالاً ممن جاوزا الأربعين أو شارفوا الخمسين اقترنوا بفتيات صغار شابات في أوائل العشرينات، ثم لم يلبثوا أن انقلبوا مائة وثمانين درجة مقابلة، فأصبحوا يخضبّون الشعر والشنب بالسواد، ويهتمون بصحتهم العامة، وينقصون أوزانهم بالتخفيف أو ممارسة بعض الرياضة الخفيفة، ويسافرون باستمرار برفقة نسائهم صغار السنّ. بل أزيدك من الشعر بيتاً، أحدهم وأعرفه شخصياً أصبح يحب لبس القمصان الزاهية والبناطيل الكلاسيكية وتسريح بقايا الشعر النابت على صلعته، بعد أن كان لا يطيق فراق شماغه، بل أظنه كان يلبسه حتى في البيت!!
رئيسي الأعلى في العمل رجلٌ لم يبقَ على تقاعده شيء كثير، بضع سنين ثم يجد نفسه بين جدران منزله. وقد صارحني ذات مرةٍ بأنه يخطط لتجديد شبابه. قلتُ وكيف يا أبا محمد تنوي أن تجدد شبابك؟ نظر إلي مبتسماً ابتسامة عرضها كعرض مدينة الرياض وقال: "سأتزوج فتاة صغيرة، وسأعيد ذكريات الشباب المجيد".
ابتسمت وقلتُ لنفسي: لذلك تصبغ لحيتك وتزور عيادات تجميل البشرة وتنقيص الوزن.

يبدو أن الرجل خرج من مرحلة التخطيط وبات في التنفيذ.
موضوع أنيس، وطرح نفيس.
وفقكم الله،
عبدالله،،،