الحلقة .. السابعة ..

جلست أتصفح كتابا شيقا مستمتعا بالهدوء الذي عمّ منزلنا العامر، في غياب زوجتي العزيزة في زيارة لدى إحدى الجارات..
سمعت صوت الباب الخارجي يصفق فأدركت أن السلام المخيم على الربوع قد آذن الله برحيله
أسرعت أواري سوءة كتابي قبل أن أُدان بالجرم المشهود..

((تكره زوجتي أي شيء يمثل هواية لي مثل الكتب و الرياضة و الإنترنت و ...))

فوجئت بها تدخل الغرفة دامعة العينين وتجلس إلى جواري بهدوء عجيب
(( كم يغوص قلبي هلعا من هذا الهدوء))

…… خير لماذا تبكين؟

….. (( شهقات بدون إجابة ))

…… هل حدث شئ أثناء الزيارة هل ضايقك أحد؟

….. لا

…. ما المشكلة إذن؟

…. اجتمعنا عند الجارة وكانت أختها ( أم سمير ) موجودة معنا وبعد أن شربنا القهوة قالت أنها من قارئات الفنجان وبدأت تقرا لكل واحدة منا فنجانها
((أصحاب العقول في راحة))

….. وهل تصدقين مثل هذه الخرافات، (من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)

….. هذه ليست كاهنة ولا تتكلم عن المستقبل، ولكن تقرأ ما حدث فعلا

…. طيب طيب ولماذا البكاء؟

…… أمسكت فنجاني ثم قالت: مسكينة الله يعينك..
(( مسكينة !!!!!!!!!! إمال هولاكو يكون إيه!!!!! ))
….. وبعدين

…… قالت لي فنجانك يقول (طيرك وراه صياد عايز يربط جناحه)

….. أيوه بس إحنا مش مربـيين طيور

…… لا الطير ده هو أنت، والصياد واحدة بتسحر لك .. عايزه تكرهك فيَ وتأخذك منى

(( ده شكل طير !!! وجناح إيه اللى عايزه تربطه الله يخرب بيوتكم ))
….. معقول تصدقي هذا الكلام الفارغ؟

….. لا مش كلام فارغ وقالت لي انتبهي لزوجك لأن ممكن يتأثر بالسحر ده


تركتها ودخلت لأنام
في اليوم التالي أخذت أفكر في حل لهذه المصيبة الجديدة ، ولم يفتح الله على بحل


رويت المشكلة لزميلي، مدعيا أن صاحب المشكلة صديق لي
قال زميلي:
….. صديقك محظوظ .. فسوف تتغير معاملة زوجته تماما رغبة في الحفاظ عليه. المهم أن يستفيد من الوضع ويشعرها أن هناك تهديد فعلي وبذلك يعيش في أسعد حال..
(( تتغير معاملة زوجته !! يالك من أحمق ))


وصلت إلى المنزل فتحت الباب ودخلت، وجدت زوجتي تهرول ناحيتي مرحبة متهللة بل إنها (( ويا للعجب )) قالت: حمدا لله على سلامتك
أخذت حقيبتي من يدي و طلبت من ابنتي الصغيرة وضع حذائي في دولاب الأحذية
أحسست أنني في رواية رومانسية رائعة


(( أشكرك من كل قلبى يا أم سمير بارك الله لكِ وأثابكِ خيرا ))


قفزت عبارة زميلي ((لابد أن يستفيد من الوضع)) إلى ذهني..
رفعت صوتي بقدر محسوب قائلا:
…… هل الحمام جاهز ( عبارة أسمعها دائما في الأفلام وأتحسر على حالي )
….. طبعا يا حبيبي
(( يا للهول ))


دخلت إلى الحمام فوجدت ملابسي النظيفة بانتظاري مع منشفة نظيفة معطرة
على الإفطار تفرغت زوجتي لتقديم الطعام لي، بل أنها أقسمت أن تضع قطعة من لحم البط -الذي أحبه جدا و امتنعت هي عن طبخه منذ سبع سنوات- في فمي مباشرة !!!!!!!
أحسست أنني هارون الرشيد ما أجمل السعادة !! ما أجمل الزواج !! ما أجمل الزوجات !!


دخلت لأنام قليلا وضعت جسدي على السرير فلم تنغرس في جسدي أي أمشاط، أو أدوات تثبيت الشعر، بل وأيضا كانت الوسادة خالية من قطع البسكويت بنكهة الموز الذي يفضله إبني الصغير..

ما أسعدني !! ما أسعدني !!


عدت إلى المنزل بعد الصلاة وقد وضعت خطة تجعل زوجتي تحس بأن هناك خطرا يتهددني
جلست أقرأ كتاب الأمس ((أمامها مباشرة)) وفجأة ألقيت الكتاب وأمسكت بأذني وأخرجت لساني من فمي وشخصت ببصري إلى السقف وأنا أتحشرج كالمختنق ..
ارتاعت زوجتي وقامت تمسح على رأسي وهى تتلو آيات القرآن الكريم ودموعها تنهمر بغزارة
بعد دقيقة رجعت إلى طبيعتي وقلت: ..

…. ماذا حدث ..

…. (باكية) لا بد أن هذه الساحرة تحاول السيطرة عليك هل تحس بشيء

… لا أبدا أنا بخير

…. لا بد أن أرقيك

….. لا بأس
….

قضيت يومين من أروع الأيام كنت أطلب المعقول وغير المعقول، فتسارع زوجتي إلى التنفيذ ولسانها يلهج بالشكر والترحيب بكل ما أطلب ولا تكف عن تدليلي وطلب رضائي

في اليوم الثالث وصلت إلى المنزل، فتحت الباب وتنحنحت حتى تنتبه لقدومي فتأتى لحمل حقيبتي..

يبدو أنها لم تنتبه لقدومي..
دخلت الصالة فوجدتها تجلس واضعة رجلا على رجل وتطوح بها فى وجهي باستهتار..
(( الويل لها ))

وقفت أمامها منتظرا أن تتحرك فلم يحدث
إذا لا بد من حقنة منشطة ..
ألقيت الحقيبة على الأرض وأمسكت بأذني وأخرجت لساني من فمي، وشخصت ببصري إلى السقف وأنا أتحشرج كالمختنق..
لم تتحرك من مكانها
يا للمصيبة

سألتها:
…..ألا ترين ما أنا فيه تلك الساحرة اللعينة تحاول أن تخطفني
ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت:
….. أم سمير طلعت كذابة ولا تعرف أي شيء..

…. غير ممكن !!!

…. لقد جاءت غضبانة ومعها ملابسها لتقيم عند أختها
…… لماذا

….. اكتشفت أمس أن زوجها هي شخصيا متزوج منذ ثلاث شهور
(( سحق الله عظامك يا أبا سمير ولا بارك لك ))


نظرت إلى زوجتي ورقبتي تغوص بين كتفي


عجبا ما أسرع ما تتبدل المرأة
كانت عيناها تقدحان شررا ومن أسنانها يصدر صوت صرير.. .. ..
....

...

..

.


.. .. .. .. .. .. .. .. ..

يـتـبـع بــإذن الله

__________________
الدنيا ظل زائـل مــن ركـن إليهـا جـاهل
يهواها القلب ولكن يحذرها المرء العاقل

أختكم 000 مجرد زائرة