السلام عليكم،

لستُ أشجع الانخراط في معاهد تقدّم دورات تنمية الذات وتطوير المهارات.

إذا اتفقّنا - ابتداءً - على أنّ مهارات التفكير الإيجابيّ، الذكاء العاطفيّ، التحوير اللفظيّ، القرارات الفعّالة، التخيّل المبدع، مهارات الإبداع، القراءة السريعة، العصف الذهنيّ، التحفيز، وغير ذلك من تقنيّات التفوّق البشريّ؛ أقول إذا اتفقنا على أنّها مهارات تطوير ذاتيّ - وخّطان أضعهما تحت كلمة ذاتيّ - فالأجدر أن تكون هذه المهارات ذاتيّة المنشأ والتطبيق، حتى تكون مستديمة وفعّالة. الفائدة هنا مزدوجة؛ فائدة الاكتساب، وفائدة الممارسة والتطبيق.

هناك العديد من الكتُب الصوتية Audio Books لمشاهير ورواد التنمية الذاتية، كما أنّ كتبهم تملأ المكتبات الشهيرة. فمن الدكتور الفيلسوف ستيفن كوفي، إلى محاضرات الكوميديان اليهوديّ السمين ريتشارد بانلدر، إلى الأمريكيّ القحّ صاحب الصوت الخشن الذي يخرق الآذان توني روبنز، إلى الدجّال بول شيل صاحب القراءة الضوئية، و برايان تريسي المتخصص في إدارةالوقت ومكافحة القمل والتسويف، و كريستوفر واين الذي يُدخل السامعين في نوبات من النوم العميق. كل هؤلاء لديهم كتبٌ رائعة متقنة وأشرطة مُسجّلة بأصواتهم.

ولايخفاكِ أيضاَ أشرطة ومحاضرات الدكتور طارق السويدان، والدكتور صلاح الراشد، والدكتور نجيب الرفاعي، والدكتور التكريتي، والدكتور الفقي، وفقّهم الله لكل خير. فلهم محاضرات صوتية مؤثرة للغاية، تطرقُ معظم أبواب مهارات التطوير الذاتيّ.

هناك اعتبارٌ آخر وجدتُه ملائماً جداً لي في المواد المقروءة والمسموعة لرواد التنمية الذاتيّة، ألا وهي ميزة التكرار، على اعتبار أنّ التكرار مهارةٌ أساسية في إكساب المرء التقنيات الجديدة التي يتلقّاها. معظم المحاضرين الذين أشرتُ إليهم بالأعلى يؤكدون على أنّ الفائدة لا تُجنى إلا مع التكرار والاستدامة في الاستماع للمحاضرات والتدوين والتطبيق بما لايقلّ عن 11 مرة على أقلّ تقدير. وهذا المتطلّب حتماً لا يمكن توفيره عبر الدورات المنظّمة التي تُلقى هنا وهناك.

حضرتُ بعضاً من دورات NLP ودورات تطوير المهارات والاتصال الفعّال في الرياض، وحقاً لمستُ تدنياً في مستوى تقديم المحتوى، وضُعفاً شديداً في مهارات المحاضر اللغوية، وردءاة في طريقة إيصاله للمعلومة، وهالة من السطحية والسذاجة تحيط به. كثيرٌ من دورات التنمية وتطوير المهارات التي تُقام لا تستحقّ ما يُدفع فيها، على الرغم من أنّها تكلف مبالغ طائلة.

لربما كان بعض المنتسبين إليها يبحثون عن شهادات يرصّعون بها سيرَهم الذاتيّة حتى يحصلوا على وظائف أفضل! فالله أعلى وأعلم!

وجهة نظر شخصية، ليس إلا.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم لما فيه الخير، وأن يرزقكم بما يدور في أذهانكم.

عبدالله،،،