قدْ وقع الفأس في الرأسِ الآن. لو كان ثمة خيارات قبل انعقاد الزواج والدخول لكان حسناً، لكن الآن وقد قضى الله أمراً كان مفعولاً فلا مناصَ من مواجهة الأمر.
لاشكّ أنّ القلب يجتمع فيه الهوى والجفا، القُرب والنأيَ، المحبة والكراهية، وكل أنواع المتناقضات. فهذا من عجيبِ صنعَِ الله تباركَ وتعالى. وأصعب المواجهات هي تلكَ التي يقف فيها القلبُ في الصفِّ الآخر؛ أي ضدّ المنطق والعقل والبرهان.
يبدو لي أن صديقك مجبول على الخير إن شاءَ الله، ودليل ذلك سعيه في طلب الزوجة الصالحة. وعلى ذلك فقلْ لصديقك إن كانَ يرغبُ في تخفيف وطأة المسألة بأن؛
1. يكرر في ذهنه بأنّ ما يعيشه الآن ليس مشكلةً بل تحدّ.
2. وأن يُغلّبَ الصبر على الاستعجال، ويتريث قليلاً قبل أن يقدم على كارثة يندم عليها كثيراً.
3. وأنّ يتيقّنَ بأنّ الله سبحانه وتعالى لن يجعل من حياته همّاً ونكداً مادام سعى في طلب ذات الدين، خير النساء كما جاء على لسان خير الخلق صلى الله عليه وسلم.
4. وأن يثقَ بأنّ في نفسه بقيةً من خير كثير ومروءةً تأبى ظلم المسكينة التي بنى عليها بكلمة من الله.
5. وأن يكرر في ذهنه عشرات ومئات المرات عبارةً محددة؛ "زوجتي جميلة وأنا أحبّها كثيراً" لأسبوع أو أسبوعين، ثم ينظر بعدها في مشاعره وميوله تجاه امرأته فلعها تكون تحسنّت بعد هذا التكرار إن شاءَ الله.
هذا مالديّ، وأدعو الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلا أن يجمع بين قلبيهما ويُذهب همّ صديقك وغمّه.
وفقكم الله،
عبدالله،،،