بعضُ الرجال وإن كان أباً حنوناً عطوفاً أو أخاً كريماً معطاءً أو عمّا رحيماً أو جدّاً صبوراً، إلا أنّه يسيء التصرّف من حيث أراد َالإحسان.

وأكثر الناسِ وأخصّ بالذكر منهم الرجال ولا أستثني نفسي - يسيئون إلى من تحت أيديهم بحسن نيّة لاغير.

سمعت من بعض مشائخنا الكبارَ يحفظهم الله قوله أن منع المرأة من الزواج بالكفء ذنب عظيم ومفتاح للشر ومغلاق للخير، وأنّ فيه مساءلة شرعيّة للوليّ، وللقاضي الحقّ في نزع الولاية من يد الوليّ إن ثبتَ منه الإضرار عن قصدٍ أو سوء تصرّف، بل إنّ القاضي قد يعزره بسجن أو تأديب!

ولستُ هنا أقول لكِ اذهبي إلى القاضي وتظلمي ضدّ أبيك، فلا أعرف إنساناً فيه خير وبر لوالديه يفعل ذلك مطلقاً. إنما سقتُ هذه الفائدة لكي يتبيّن لنا أنّ الإنسان وإن كان كبيراً في السنّ وله ذريّة بعدد أسنانه، إلا أنّ ذلك ليس يمنعه من أن يكون ضيق العقل سيء التصرّف.

أختنا الكريمة Miss Hawaii جاءت بفكرة جميلة، وهي إذابةالجليد. مارسي الزنّ المستمرّ - وأنتم معشر النساء تبرعون في هذا الفنّ - على رأس أبيك أدامه الله ذخراً لكِ. ناقشيه، أثيري شفقته، إبكي قليلاً على كتفه، طبطبي برقة ببطن قبضتيكِ على ظهره. شموخ الرجل ينهار أمام دموع الأنثى، فيذوب جليد الممانعة، وتسيل الدموع من الحجر الصلد القاسي، وتتراخى حبال القسوة. فما بالك عندما تكون الدموعُ دموعَ فلذة الكبد؟

وفقكم الله لما يحبّ ويرضى

عبدالله،،،