اختيار شريك الحياة يرتبط بالهدف الأساس الذي تسعى الفتاة لتحقيقه من خلال الزواج ، فإن كان هذا الهدف طاعة الله وتحقيق مراده في خلافة الأرض وبناء البيت المسلم وتربية الذرية الصالحة ؛ وكان الزوج معينا على تحقيق هذا الهدف ، فستكون الجوانب الأخرى فرعية يمكنك التغلب عليها.
إن أمر التكافؤ عند اختيار شريك الحياة أمر مهم ، ولكن الزوج المتكامل غير متوفر ، ولذا ، فمن المهم ترتيب الأولويات عند القبول أو الرفض من خلال من خلال ما تحتاجه الفتاة في زوج المستقبل . فإذا كان المستوى التعليمي على رأس أولوياتها فهذا قد يكون على حساب شيء آخر كالدين مثلا ، وإن كان المستوى المادي على رأس الأولويات فقد يكون هذا على حساب الجمال مثلا... الخ .
هناك من يفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) "حديث حسن مخرج في إرواء الغليل " على أن الدين هو المعيار الوحيد الذي يجب أن ينظر إليه ، لكنه المعيار الأساس والركن الأصيل وليس الوحيد.، فهناك معايير أخرى دلنا إليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولذا ، فإن للفتاة الحق في رفض من تراه مختلفاً عن مستواها التعليمي أو المادي ، لكن يمكن التنازل عن أي معيار إذا كان المعيار الأساس وهو الدين متوفرا .
وطلب التكافؤ لا يتعارض مع ماجاء في الحديث الشريف ، لأن الحديث وارد في من ترفض الاقتران بالخاطب لا لشيء إلا لدينه وخلقه .
والخلاصة أن تجعل أي فتاة مقبلة على الزواج الدين والخلق معياراً رئيساً ، ثم تنظر ما فيه من النجاحات في حياته التي تعوض ما انخفض من مستواه التعليمي أو المادي ، فإن كان لدى الخاطب ما يعوض انخفاض مستواه التعليمي أو المادي فذلك أمر جيد .
ينقل الموضوع إلى عالم المقبلين على الزواج مكانه المناسب.