منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صادفك هذا الموقف ؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-2006, 10:06 PM
  #1
حسابات الزمن
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية حسابات الزمن
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 832
حسابات الزمن غير متصل  
صادفك هذا الموقف ؟!



الثالثة بعدَ الظهر ..تشعرُ بنعاسٍ شفيف ..
تستلقي على سريرها ..تأخذُها الفِكَر ..
ثمّ تعيدها وهي تتململ .. " يا الله قرُب العصر "
تقفز من السرير بفرَح : " بلاااش نوم " !

أحياناً نشعرُ بأنّ النوم " عبءٌ ثقيل " ..
لا طاقة لنا به !

تخرجُ من حجرتها .. تبحثُ عمّن تحادثه ..
تضاحكه .. تشاكسه .. أو حتّى تشاجره !

أختها الصغرى نائمة .. والأخرى تلحّ على أمها
في مسألة .. وأمّها ترفض بإصرار ..
إخوتها يتناقشون بحماااس حول أمرٍ لا يعنيها !

امممم .. " التلفزيون " .. مملّ
و " الجرايد " ليس فيها ما يشجّع على قراءتها أو على الحياة ..
إذن " المشي " في الصالة _ حالَ غياب العابرين _
أمرٌ جميل !

تمشي .. وتفكّر ..
..... وتبتسم ( لمَ ذاك ؟ .. لا تدري ) !

رنينُ الهاتف ينفض السّكونَ من حولها ..
بفضولٍ وجِل : " يا ترى مين ؟ "
كانت دوماً لا تفضّل الردّ عليه .. كيما تنوءَ بقلبها
عن وخز الكلمات الطيّبة !

تخشى أن يكون .. الرقم " إيّاه " ..
والذي ما أن يومضَ به الكاشف .. حتى يهربَ منه الجميع
ويعيشُ البيت لحظاتٍ من " العزائم " المتبادلة ..
ثمّ ما تلبثُ أمّي بعد تذمّر من سلوكنا " المشين "
أن تحلّ الإشكال وترفع السّماعة :
" يا هلا يا أم فلان " .. ( عمّتنا )

هذه المرّة .. شيءٌ خفيٌّ _ لا تدريه _ يدعوها للردّ ..
تركز النظر في الكاشف .. رقمٌ غريب .. لا بأس !

_ ألو ..
يأتيها من الطرف الآخر صوتٌ متحفّز ينبئ بامرأةٍ غريبة ..
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام أهلاً

_ إنتِ فلانة ؟
_ إيوا معاكِ .. مين بيتكلم ؟

وبلغةٍ متخمَةٍ بالإغراااء :
_ تِبغي تتزوّجي ؟
_ نعم !!

وبحماسٍ مثقَل بالثقة ..
_ ما تبغي تتزوجي ؟!
وبحروفٍ مقطّعة ,, ولهجة احتجاج لا تعي ما تسمع
_ لآآآآآآآآ .. إيش يعني ؟

_ أنا أم فلان الفلاني .. عمره .. وموظف في .. وراتبه ..
_ يا خالة إستنّي .. مين إدّاكِ الرقم ؟
_ مو مهمّ ..
_ الله يسعدك قولي لي ..

_ المهم إيش رأيك في ولدي .. ترى وسيم ويصلي ...
_ يا خالة الله يسعدك قولي للي إدتك الرقم :
" ما حسامحها أبداً لو أعطته أحد تاني " !

_ يعني رافضة الزواج ؟ آسفين يا بنتي .. مع السلامة !
_ لا أبداً ! مع السلامة !

أغلقتُ السمّاعة وأنا لم أصحُ بعد من " هول " ما سمعت !!
أعي تماماً أنها ربما لم تقصد الحديث بهذه الطريقة ..
وأنها كأمّهاتنا الطيّبات .. يتحدّثن بما في قلوبهنّ
دونما زخارف اللغة .. لكن إلاااا هناااا !!

فبمجرّد أن أتخيل أن من قام بالردّ شخص آخر
وربما " أمي " وبدأتها بهذا السؤال :
" فلانة تبغى تتزوج ؟ "
حتى أردّد بغبطة " الحمد لله " !

على أيّة حال ..
قضيتُ يومي حينها بجوار الهاتف .. أحرسه
وكلما رنّ .. رنّ قلبي معه !!

ربما كان العريس " لقطة " وخاصّة من ناحيةٍ
تهمّني كثيراً .. لكنّي لم أعاتب نفسي على تصرفي حينئذ
فالسؤال خاصة والدته .. فتحَ الباب على مصراعيه
لهجوم خجل " الدنيا " عليّ ..
سيّما وأنّي أعلم يقيناً بأنّني في واقعي ..
لستُ ممن يفكرون بصوتٍ " عاااالٍ " !!

ترى ..
هل كانَ موقفي سليماً ..
أم أنني في اعتباركم .. قد أضعتُ على نفسي الفرصة ؟!