السلام عليكم،

يا أخواتِ يا فاضلاتِ، لستُ هنا أنزع إلى المقارنة أو المفاضلة بين فتاة جاءت من قمم جبال السّراة تلتهم العصيدة والمرق و أخرى تتعاطى الكاباتشينو والاستيك ويكتنز جانباها شحماً تراكم بسبب آيسكريم باسكن روبنز ودنكن دونتس وتعيش في جدة والرياض والكويت ودبي والدوحة! أنا أكره المقارنات والمفاضلات جملةً وتفصيلاً، فأكثرها لا يأتي بخير.

كنتُ قد ذكرت في أول حديثي أنني أبتعد عن المثاليات الزائفة. لنكن أكثر واقعيةً يا حبيبة الفهد، ربما كنتِ تعيشين حياة منعّمة هانئة، لكن لديكِ الاستعداد النفسي والجسدي للتخلي عن ذلك في سبيل الاقتران برجل "مثاليّ" من وجهة نظرك، حتى وإن كان ذا دخل منخفض.

هل كل أفراد الطبقة المخمليّة كذلك؟

ولنفرضْ أنّ فيهم من يبحث عن الكفء العاقل ذي الدين والخُلق، ويتنازل عن التكافؤ الماديّ، مالذي يضمن استمرار هذا التنازل بعد تعاقب الأيام والشهور والسنين؟ الأهمُّ من ذلك، ما مقدار صبر فتاة الغِنَى على العيشِ دون ماكانت عليه في بيت أهلها من قبل؟ كم هو الحدّ الأقصى من التنازلات التي ترضخُ له الفتاة أو يقبل به أهلها؟

والسؤال الأهمّ من ذلك كله؛ كيف لي أن أعرف كلّ هذه التفاصيل؟ مالذي يجرّني أصلاً للدخول في هذه المتاهة من حسابات "كم وكيف ولماذا وإلام؟". ومثلي أظنه يعبأ بكل ذلك.

الأسر الكريمة يتمنّون في خُطّاب بناتهم أن يكونوا من التجّار والأثرياء أو حتى البورجوازيين العرب، وهي أمنيّة على كلّ حال. إما إن طرقَ بابهم كفء من ذوي الدخل المحدود، فإنّ أمامه قائمة لا عدّ لها ولا حصر من المتطلبات والمشتريات والمجلوبات، لو وضعت على ظهر حمار أسود لانقصم.

كل هذا وهم من الطبقة المتوسطة، فكيف بأهل الدنانير والدراهم سكان القصور أصحاب الحلّ والترحال والتجوال؟

وهل نصدق ببساطة أنّ فتاة القصر تتنازل عن عرشها كي تعيش مع "موظف" يتقاضى عشرة آلاف أو إحدى عشر أو اثني عشر ألف ريال أو درهم أو رفسة آخر كلّ شهر.

هل تصدقين هذا ياسيدتي الكريمة؟ أنا شخصياً - لا أصدقّه. هذا أنا وليس شخصاً آخرَ مع شديد اعتذاري إذا كان رأيي لا يروق لكِ.

حبيبة الفهد، مرحباً بك إلى سطح الأرض مرة أخرى!!

عبدالله،،،