ساكتب لكم مقطع قراته في احدى المنتديات اعجبني
وصيه ام لابنها قبل عقد قرانه
اعلم بني الحبيب أنك ستأخذ هذه الفتاة من بين أهلها،بيت نشأت فيه عشرين سنة أو أقل أو أكثر، من بين والديها الحبيبين، وإخوتها، وشقيقاتها، فهذه أول صدمة تصدم بها الفتاة حيث تنتزع من بين أهلها إلى رجل لم تُخلق بطباعه، ولم يُخلق بطباعها فأول ما تبادر به ألا تحرمها من أهلها، فأشعرها بالأمان فمتى رغبت في زيارة أهلها فلا تمانع من ذلك ثم ضع في بالك أمرًا غفل عنه كثير من الرجال وهو وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لكم خاصة اتقوا الله في النساء، فإنهن عوان عندكم
فالزوج المؤمن يرىأنه مجازى بالإحسان، مأخوذ بالإجرام فلا يحيا لطبائع الأثرة والاستعلاءاعلم يابني أن الزوجة ليست أمة وأنت السيد، بل أنتما شريكان ستديران المركب بمجدافين، عليك مسؤوليات، وعليها مسؤوليات، فرحم الله زوجًا سهلاً رفيقًا لينًارؤوفًا
انتبه عزيزي من لحظات الغضب، فإنه يمهد النفس لقبول شتى الوساوس، ومتى صحا الغضوب من نزوته راح يندم إلى ما فرط منه.. فلا تدع النزاع يستفحل ولا تدع الحرب تنشب
واحذر من إسقاط الإهانات فتكون كوخز الإبر، ولا ترسل الكلام على عواهنه فتقذف بألفاظ جارحة تظل تبعاتها على مر السنين، فالمرأة يا بني لا تنسى أبدًا، وستظل جروح كلماتك تنزف فيقلبها على مر الأيام والسنين، مهما أحسنت معاملتها، فلا تدع لسانك حبلاً مرخيًا في يد الشيطان، عود لسانك الجميل من القول فإن ثماره حلوة يانعة، والكلمة الطيبة غذاءالروح.
ليكن قدوتك الحبيب عليه الصلاة والسلام فما انتقم لنفسه قط بل كان يعالج الأخطاء بالرفق
فلا تستخفنك التوافه، واحتفظ برجاحة فكرك، وابن حياتك على فضيلة الصبر، فإن أساسه متين فالعشرةوالمودة والإغضاء عن الهفوات خصال تعتمد على الصبر الجميل، فالمؤمن يطلب المعاذير،والمنافق يطلب الزلات، كن من المحسنين الذين قال الله فيهم: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
عليك أن تدرك أن المرأة تحتاج إلى الاحترام والتقديرأشد من حاجتها إلى العطف والحنان، فالطابع على أغلب الرجال تملكه الأنفة والشموخ أمام أهله بعد الزواج، فيظهر لأهله أنه البطل المغوار الذي قطع رأس الثعلب ليلةالزفاف، فربما تنازل عن نبل خصاله وخاصة أمام أهله: هاتي، أحضري، افعلي، وقد يتعرضلها بألفاظ محرجة، ونقد قاس
اعلم يا قرة العين أن احترامك لها أمام أهلك سيجعلها تعطيك أضعافًا من الاحترام، وهذا ما يتمناه الرجل،فإن أشد ما يؤلم المرأة تعنيفها أو لومها أمام الآخرين، فالمرأة فياضة الحنان والعاطفة، فإذا وجدت منك احترامًا وجدت عندها السلوىوالراحة والمتاع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: الدنيا متع وخيرمتاعها المرأة الصالحة ومتى جفوت عليها فستجفو عليك ربما ليس في الظاهر بل تغور فيجذور قلبها فتخفيها رغبة منها في استمرار حياتها، فقدم لتستمع بهذا المتاع
هناك أمر مهم: لا تدع حياتك معها عسكرية تحتوي على الأوامر والنواهي، فإن استطعت أن تتناول كأس الماء بنفسك فافعل، فإنك كنت في الغالب تأخذ بنفسك في بيت والدتك، وكنت أحيانًا ربما صنعت طعامك بنفسك، بل وخطر على بالك مرة أن تصنع عصيرًا مكونًا من الحليب والموز، فلماذا الآن تتحكم في كل صغيرةوكبيرة، ما الذي يمنعك من مساعدتها في تحضير سفرة الطعام، فلست أنت خير من الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان في خدمة أهله حتى تحضر الصلاة..
وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقهاالذي لها علي، لأن الله تعالى يقول: {...وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّبِالْمَعْرُوفِ..} تمر على المرأة أمور بعد زواجها عسيرة كالحمل مثلاً، تتغير فيهانفسيتها، فجهز نفسك لهذا الأمر وحاول أن ترفع درجة العناية بها، فالله تعالى يقول: {...حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ} والرجال يقولن:
ليكن لديك رحمة تجعلك ترق لآلامها، فإنه يمر عليها أمور من الوحم والثقل والخوف، مما يجعلها ربما تقصر تجاهك، أو تجاه منزلها، فلا تكلفها من الأمر شططًا،التمس لها العفو والحرمة والمعونة، فهي تحتاج إلى من يبعث الطمأنينة في نفسها وأنتأقرب الناس إليها
لا تكرر عليها الكلمات المألوفة التي لا تغير من الأمر شيئًا، أمي كانت جدتي كانت أم جدتي كانت، كل جيل يا عزيزي يختلف عن الجيل الذي يليه، فأنت لست كأبيك، ولا مثل جدك..
إذا كانت يا حبيب ممن يفضلون تناول الإفطار في الصباح، فلا داعي لأن توقظ زوجتك على جميع الأحوال، تنازل عند تعبها أو سهرها مع طفلها، . وإذا جاءتطبخة الطعام على غير مزاجك فالتزم الصمت، فأنت لا تعلم كم نبذل من المجهود لإعدادالطعام وتزيينه لكم معشر الرجال، ليكن لديك مصفاة تحجز الأكدار وتخفي العيوب فإذااليابس يخضر، والكدر يصفو
حاول أن تمتدحها غالبًا فلاتكون الحياة مملة وعلى وتيرة واحدة، تحسس مواضع الجمال فيها فمثلاً: ابتسامتك جميلةهذا الإسوار رائع، ما تكلفة ذلك؟ إنك بهذا سترفع ثقتها بنفسها وستجعلها دائمًا تهتم بزينتها ولباسها وخاصة لك لا تفكر في السفر وحدك دون اصطحاب زوجتك إلا إذا كانت هناك ضرورة قصوى، واحذر من أن تثير غيرتها بذكر محاسن امرأة أخرى ولو كانت أختك
ثم هناك عقدة كبيرة تعانيها غالبية النساء، وهي أنالرجل بعد زواجه بشهر أو شهرين يبدأ بتهديد زوجته بالزوجة الثانية، ولو على سبيل المزاح، فيجعله كابوسًا يؤرق حياة المرأة، وهناك مثل يقول: 'ذبابة لا تقتل ولكنها تكدر النفس وربما جعله سيفًا يشهره على زوجته كلما حصل بينهما سوء تفاهم، فاعلمأيها الغالي أن الله عنده كل شيء بمقدار، فأرديك أن تكون مثاليًا بين الرجال فامح هذا التهديد من قاموس حياتك الزوجية ولا تتطرق له أبدًا
هناك صفة دنيئة موجودة في بعض الرجال وهي التنقيص من شأن أهلها فدائمًا يحقر من شأن أبيها أو أخيها فيسلط عليهما موجة عاتية من التفاهةوالتسطيح احترم شعورها لتحترم شعورك بالمقابل وإني أرى فيك نضوج العقل، وبك ذكاء، فضلاً من الله ونعمة، ولا أظنه إلا سيتحول إلى وسيلة جيدة لتحقيق أغراض السعادة بإذن الله. فنحن قد نحسن أو نسيء في استخدام المفاتيح التي يسرت لنا
ما أجمل أن تكون زوجتك صديقتك تسد خللها وتسترزللها وتتجاوز عن هفواتها فهي صديقة العمر التي تخالطك في السراء والضراء وسط زحام الحياة وتطاحن الأزمات، فلا شيء يخفف أثقال الحياة عنك اهل الزوجين كمثل أحدهما للآخر
عودها في الغالب علىأن تنجز ما وعدتها به، فضعف الذاكرة، وضعف العزيمة عائقان كثيفان عن الوفاء بالواجب، ولا تقارن نفسك بالنماذج ا لمنتشرة بين الرجال، ولتتطلع نفسك إلى المثل العليا، والنماذج المتميزة. فالأخلاق الزكية إنما تنبجس من قلب مؤمن يعرف الله ويتهيأ للقائه، ويرجووعده، ويخشى وعيده والشمائل الرقيقة طريق الفلاح في الدنيا والآخرة
يقول مريد الخبر 'أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل بهفإن عملت به
أيقنت ثوابه، وإنفاتني منه شيء حننت إليه
لتعلم يا بني أن بر والديك واجبع ليك، فلا تكلف زوجتك به، ولتكن منصفًا تعطي كل ذي حق حقه، لا تدع الخيط مشدودًا بين زوجتك ووالدتك فتنقلعن هذه أو تنقل إلى هذه، فلو دققت النظر في كثير من المشكلات لرأيت التطاحن المربين الزوجة ووالدة الزوج، والذي يعود سببه إلى عدم حسن إدارة الزوج.. فكن شديدالحذر من عواقب الفرقة والاعتزال
ونهاية المطاف: أكثرمن شكر الله فلقد وهبك زوجة حيية، عفيفة، ملتزمة ناضجة فهي جوهرة مكنونة يندروجودها في هذا الزمان والله تعالى يقول: {..لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} ،وكن من القليل الذين قال الله فيهم:
{...وَقَلِيلٌمِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} أَمْ حَسِبْتُمْ أَنتَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِنقَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَالرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَاللّهِ قَرِيبٌ البقرة - آيـة 214
من رُزق الدعـاء لم يُحرم الإجابـةمن رُزق الإستغفـار لم يُحرم المغفـرةمن رُزق الشكـر لم يُحرم المزيـد ومن رُزق التوبـة لم يُحرم القبـول .
تحياتي