عندما تحققت امنياتي
كنت في القطار متوجهة الى المطار , دموعي انهمرت و انا اودع صاحباتي المقربات حيث شاركنني فرحتي و حزني و وحدتي و بعدي عن أهلي .. ضحكنا كثيرا و بكينا معا .. و درسنا ليال طوالا … ضحكنا و نحن نلقب بعضنا بمهننا المستقبلية فهذي دكتورة و الاخرى "حلالة المشاكل" و الثالثة " محللة المصائب" … كنا تقتر على أنفسنا … و نذهب للتسوق معا كل شهرين .. و نعود و أظهرنا شبه متكسرة من حمل الأثقال … و لا أنكر في كل مرة … نقول … أين أزواجنا الغالين … أينهم عنا .. ليعينوننا على هذه الحياة الصعبة ..
تذكرت و أنا أتكلم مع صديقتي عن العنصرية و خوفي من ان ارسب في المواد بسبب حجابي … و اتذكر عندما هدأتها حينما اعتدى عليها احدى الاساتذة كلاميا …. لأنها سمراء و هو أبيض !!
تذكرت أيامي الأولى و أنا و قد امتنعت عن الطعام و أصبحت شبه هيكل عظمي و الحزن قد سيطر على عواطفي
لكنني تذكرت ايضا كيف تغلبت على هذه المصاعب أو ( التحديات) .. و تذكرت كيف تفوقت على المواطنين .. تذكرت نتيجة الصبر و التي كانت تذكرني بها دوما والدتي الحبيبة .. و رسائل أبي الخطية لي و التي تشجعني على المضي قدما … و لا زلت اتذكر عندما كتب لي … ننتظر عودتك و معك الشهادة ….
لا تزال كل هذه الذكريات عالقة في ذهني … و أنا أتوجه بإذن الله لألتحم مع أهلي من جديد بعد سنوات طويلة قضيتها بعيدة … لازلت متفائلة بمستقبل جميل و زوج رائع الأخلاق و صاحب دين و مشاعر و احساس
و وصلت و اجتمع شملي من جديد بالأحباب … كم كانت لحضات الاستقبال عذبة … خلدها تاريخنا .. و انقضت حقبة من عمري … و الان سأستقبل حقبة اخرى …
أخواتي الحبيبات
… هاانذا اكتب لكم و لم أتوجه بعد للمطار … و لم أودع صاحباتي بعد .. ولا زال لدي فترة ليست هينة… لكنني لا أخفيكم .. فهذه الأحلام دوما تداعبني في ليلي و ناري .. و تدفعني للعمل و الجد و التمتع في الحياة بما حلل الله … نعم .. فقد جربت الحياة ببؤس و حزن و جربت ايضا الحياة بسعادة و تفاءل … و رأيت ان الحياة في الاولى تكون بطيئة و في النهاية اندم لاني أضعت أجمل سنين حياتي في الحزن .. لكن عندما أكون راضية …. يمضي الوقت و انا سعيدة و راضية … يمضي الوقت و انا أشعر بنضوجي العاطفي … اشعر أنني كوردة"حمراء" ساقها قوى جدا و قائم بالأرض .. لا يرضى أن ينحني مهما كانت الرياح قوية …
لقد علمتني هذه الحياة اشياء كثيرة .. و لازلت أتعلم الكثير منها .. تعلمت أنني ان لم استمتع بالجلوس الى نفسي فلن يستمتع احدا بصحبتي
و تعلمت أن الحياة مهما تعقدت فسيأتي الفرج و سيكون على قدر الصبر و الجلد
هذه السطور جاءت لبث التفاؤل و محاولة النظر في المستقبل و الاحساس بهذه الحضات حينما تأتينا ..
حاولن أخواتي النظر الى الأمام و لا بأس من الأحلام و بناء أمال … فقط لتعشن الشعور و الأحاسيس حينما تأتي هذه اللحظة …. لحظة تحقيق الأماني ..
فمن ستشاركنا احلامها و لحظة تحقيق الأمنيات ! فياترى كيف ستكون المشاعر وقتها ؟
موضوع مفتوح للجميع ..