منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ملف شامل عن أمراض التمثيل الغذائي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2007, 02:44 PM
  #7
saapna81
عضو متألق
 الصورة الرمزية saapna81
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 5,688
saapna81 غير متصل  
أمراض الحمض المالوني
يقوم الإنسان باستخدام البروتينات كمصدر أساسي لبناء الجسم ونموه , وهو قادر على الاستفادة منها عند الضرورة لتوليد الطاقة , وتعويض الأنسجة المختلفة . وتتكون البروتينات من عدة وحدات صغيرة تسمى أحماض أمينية ( Aminoacids) .

ولكي يستفيد الجسم من هذه البروتينات فإنها لابد من تكسيرها (بواسطة سلسلة متعددة ومعقدة من العمليات الكيمائية الحيوية ), أولا إلى مكوناتها الأساسية ,مما ينتج عنه العديد من الأحماض التي يستفيد منها الجسم لإكمال عمليات البناء و إنتاج الطاقة (تسمى عملية التمثيل الغذائي ) .

والحمض المالوني (methylmalonic acid ) هو احد هذه الأحماض ( الأمينية) الناتجة من عملية التكسير ، وهو كغيره من المواد والعناصر الكيميائية الأخرى ذات مستوى ثابت يستطيع الإنسان ( السليم ) الحفاظ عليها عند المستوى الطبيعي في الدم .

إن ارتفاع الحمض المالوني في الدم أو اختصارا MMA ( Methylmalonic acidemia ) هو احد أمراض التمثيل الغذائي الوراثية النادرة , الذي يرجع ببساطة إلى خلل عضوي في تكسير أو استخدام الحمض الأميني المالوني ( MMA ) مما يؤدى إلى تراكم هذه المادة إلى مستوى عالي ,يضر بالجسم ويخل بالعديد من الوظائف المتناسقة بجسم الإنسان .

إن هذه الزيادة المفرطة في هذا الحمض ناتج عن قصور أو خلل فى صنع أو إفراز الخميرة (تسمى إنزيم Enzyme ) المخصصة لتكسير هذا الحمض الأميني الخميرة المحولة او خميرة الميوتيز ( ( MM - CoA mutase, مما نتج عنه تراكم لهذه المادة لدرجة كبيرة تؤدى الى تأثير ضار و شديد بالجهاز العصبي بأكمله , و بالتالي التأثير على النواحي العقلية والجسدية الحالية والمستقبلية .

و بالإضافة إلى ذلك , فهناك العديد من التغيرات الكيميائية الضارة بالجسم ,كزيادة الأمونيا (Ammonia) , وهى المدة المعروفة بسميتها وضررها البالغ بخلايا المخ , وهبوط مستوى السكر في الدم .

وبشكل عام , فالمواد البروتينية (كاللحوم و الألبان ومشتقاته ) التي قد تفيد الإنسان الطبيعي (السليم من المرض ) فأنها قد تضر الشخص المصاب بهذا المرض وتصبح سما ضارا بصحته , وهكذا فكلما زادت شدة نقص الخميرة زادت شدة المرض .

إن أمراض ارتفاع الحمض المالوني ,من الأمراض الوراثية النادرة عالميا , ولكنها منتشرة بشكل خاص في مجتمعنا العربي و السعودي , نظرا للزواج بين الأقارب ,او القبيلة الواحدة ،وان كانت تحدث في بعض الأسر من دون وجود صلة قرابة واضحة .

أمراض ارتفاع الحمض المالوني MMA تتكون من مجموعة متنوعة ومتغايرة من الإعتلالات المعقدة و التي تتصف بتراكم الحمض المالوني ومشتقاته المختلفة بجسم الإنسان بشكل غير طبيعي , وهدا التراكم لهدا الحمض ناتج عن قصور فى عمل الخميرة المكسرة له والتى تسمى : الخميرة المحولة(mutase) للحمض المالوني اوmethylmalonyl-CoA mutase .و للتنويه , فقد تختلف شدة المرض بمدى النقص أو القصور الحاصل في الخميرة المحولة , فعندما يكون مستوى الخميرة اقل من %5 فقط يكون المرض شديدا جدا. إن الخميرة المحولة تعتمد على العامل المساعد وهو فيتامين ب12 ومدى صلاحيته في إكمال الدور المكمل لها . وبالمقابل , فعند نقص أو عجز فيتامين B12فى اكمال هدا الدور المساعد , تعجز الخميرة المحولة عن العمل , مما ينتج عنه تراكم الحمض المالوني , و بالتالي ظهور المرض . وللعلم فقط , هناك عدة أشكال من الأمراض الداخلة تحت سياق أمراض فيتامين ب12 الحيوية.

إن الأبحاث المستفيضة لهدا المرض تبين أن له - على الأقل- 8 أنواع أو أشكال , تتراوح الشدة من نوع إلى أخر . وللتوضيح المبسط , سنتطرق فقط للنوعين المعروفين بشكل أدق وهما :

انعدام الخميرة الكامل ( أو mut 0 )

انعدام الخميرة الجزئي ( أو mut- )

يستطيع المسح الطبي للمواليد اكتشاف معظم الأشكال الوراثية لهذا المرض و بشكل كامل .

جميع أمراض ارتفاع الحمض المالوني تنتقل بما يعرف بالوراثة المتنحية , و هذا يعنى إن ولادة طفل على الأقل في الأسرة تلقائيا يعني أن الأبوين حاملين للمورث (الجين ) المسبب للمرض , و هذا تلقائيا أيضا يجعل احتمال إصابة طفل أخر بنفس المرض هو 25 % ( واحد من كل أربعة) , وان 75% ( ثلاثة من أربعة ) سليمين بأذن الله . و لكن علينا التنبه أن هذه النسبة تكون خلال الحمل و ليس لها علاقة بعدد الأطفال السليمين أو المصابين في السابق. للمزيد من المعلومات عن الوراثة المتنحية يمكنك الرجوع إلى هذه الصفحة

وبشكل عام , فإننا لا ننصح بالزواج الأقارب عند وجود مثل هدا المرض في الأسرة كما نشجع على استشارة أطباء الوراثة للكشف عن هذا المرض قبل الزواج.


الأعراض الأولية للمرض

يولد الطفل طبيعيا , وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد الأسبوع الأول أو الثاني من العمر .و تظهر الأعراض بعد البدء في إرضاع الطفل خاصة عندما يتناول الحليب الصناعي.مع أن النقص الكامل للخميرة قد يظهر مبكرا مقارنة بالانواع التي يكون النقص فيها جزئي.

و تشمل هذه الأعراض :

الخمول , الكسل الحاد, والنوم المفرط و قد تصل إلى الإغماء الكامل .

كثرة الإستفراغ ( القيء ) , وقلة التبول .

ظهور نوبات الصرع .

ضعف الإرضاع , الارتخاء والضمور العضلي .

هناك مجموعة أخرى من المرضى تتصف حالتهم بظهور الإعراض في مراحل عمريه متأخرة (من اشهر إلى سنوات ) . وهذه الفئة هل اقل حدة من مرضى الانعدام الكامل للخميرة .

وفيما يلي نورد بعضا من هده الأعراض :

الصرع , التأخر العقلي و الحركي .

ضعف النمو الجسدي .

النقص التكرر لمستوى السكر ,وحموضة الدم .



تشخيص الشخص( المولود ) المصاب بالمرض .

إن تشخيص هدا المرض يحتاج إلى الانتباه والتوجس من الطبيب المعالج , و يجب على الوالدين تنبه الطبيب المعالج باحتمال الإصابة بهذا المرض ودلك عند وجود حالة مشابهه لطفل مصاب سابقا .

تشترك معظم أمراض الحمض المالوني في حصول الأعراض التالية :

ارتفاع في حموضة الدم , مع ارتفاع في مستوى الأمونيا .

نقص السكر في الدم .

اختلال وتأثر في وظائف الكلى ( ارتفاع مادة اليوريا ).

فقر الدم الحاد , مع احتمال حصول هبوط في كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية .

ويتم تشخيص المرض بدقة من خلال إجراء الفحص على عينات الدم و البول بطرق خاصة قد لا تتوفر في المستشفيات العامة بالمملكة . كما أن الفحص المبكر لحديثي الولادة عن أمراض التمثيل الغذائي عن طريق وضع نقطة من الدم على كرت خاص بالمختبر و إسالة إلى احد المستشفيات المتقدمة كمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض , و تظهر النتائج في اقل من 48 ساعة . ويعتبر هدا الفحص كافيا لتشخيص معظم أمراض الحمض المالوني .

و عند عدم وضوح الصورة و التشخيص الدقيق للمرض فان ذلك قد يستدعى قياس مستوى نقص الخميرة لدى الشخص المصاب , مع العلم أن هذا الفحص لا يتم إلا عن طريق أخد عينة من الكبد .

و لا تنسى إخبار طبيبة النساء و الولادة و الطبيب المتابع لطفلك السابق عندما تخطط للحمل القادم , وذلك لإتباع الوسيلة الأمثل خلال الحمل و لعمل الفحوصات اللازمة مباشرة بعد الولادة و قبل أن تظهر الأعراض الخطرة على الطفل .

الأعراض المصاحبة لانتكاسة المرض

في كل الأحيان و بعد أن يتعافى الطفل من الأعراض الأولية خلال الأيام الأولى من العمر تعاود الطفل نفس الأعراض السابقة كالقيء و الخمول ورفض الرضاعة خاصة في السنوات الأولى من العمر, وهذه الأعراض الانتكاسية للمرض لا تختلف كثيرا عن الأعراض الأولية , ولكن قد يظهر التدرج في ظهور الأعراض مع تدهور مستمر في صحة الطفل , خاصة عند مصاحبتها لأعراض الزكام , الحرارة , النزلات المعوية او الصدرية .

وفى بعضها قد تكون شدتها أكثر من السابقة منها .



العلاج

لا يوجد علاج ناجع شافي لهذا المرض حتى الآن , ولكن هناك عدد من الأدوية التي قد تساعد في التقليل من الانتكاسات و تقلل من الأعراض المزمنة للمرض.

إن الأمر المهم جدا في العلاج هو إتباع الحمية الغذائية بشكل دقيق خاصة في الأمور التي تتعلق بتناول البروتينات, فكما ذكرنا سابقا أن هذا المرض ناتج عن زيادة في الحمض الأميني المالوني و الذي هو في الأصل ناشئ من البروتينات .

كما يجب في نفس الوقت أن لا ننسى أن نوفر كمية كافية من الحمض المالوني في الدم لأنه من الأحماض الأمينية المهمة لإكمال العديد من عمليات النمو والبناء في جسم الإنسان .

إن هذا التوازن الغذائي بين الكمية المهمة للنمو والمقدار الضار للمريض هو من أهم النقاط المهمة التي ينبغي الحرص عليها , لكي لا يسبب النقص الحاد لهده المواد ضعفا مزمنا في النمو , وعلى النقيض فان الزيادة تؤدى إلى انتكاس المرض وفقدان السيطرة الكلية عليه .

ومن هذه المشتقات الحمضية التي يجب الإبقاء عليها عند المستوى الأدنى :

ايزوليوسين .( Isoleucine) ميثايونين, Methionine ) ) , ثريونين , ( Threonine) فالين ) ( Valine.

هناك أنواع من الحليب الصناعي المعد خصيصا لهؤلاء الأطفال المصابون بهذا المرض , وهده المنتجات تحتوى على النسب الأمثل من البروتينات والمواد الغذائية الأخرى . عند فطام الطفل المصاب , يجب أن لا ننسى أن القاعدة الأساسية هي الحذر من المواد البروتينية (كاللحوم , الألبان ومشتقاتهما ) مع نوع من الحرية في المواد النشوية والسكريات المركبة ( الفواكه والخضروات ) .

وبشكل عام , فان هذه النواحي الغذائية وغيرها تستدعى المتابعة المستمرة من قبل الأخصائي المتمرس في مثل هذه الأمراض ,وكما ينبغي الحذر المستمر عند النية لإدخال أطعمة لم تكن تعطى من سابق للمريض . وبالإضافة إلى الناحية الغذائية والتمسك الحرفي بما يحدده أخصائي التغذية فان هناك العديد من الأدوية التي قد تفيد من تقليل حدة المرض وانتكاساته المتكررة , ومن هذه الأدوية :

1) مادة الكارنتين Carnitine . وتستخدم كعامل مساعد للتخلص من تراكم الحمض المالوني .

2) فيتامين ب 12 . Vitamin B12 كعامل مساعد للإنزيم المكسر للحمض الأميني .

3) المحلول القلوي ( بوليسترا )Polycitra . للتخفيف من الحموضة المزمنة

4) مجموعة من الفيتامينات . للتقليل من النقص الحاصل في هده المواد الهامة للنمو .

5) المضاد الحيوي مترونيدزول (Metronidazole ) . , للتخفيف من تكون الأحماض الأمينية بالأمعاء .

6) أدوية الصرع أو التشنجات .

الأبحاث المستقبلية لعلاج المرض

هناك العديد من الأبحاث التجريبية ,التي تجرى مند سنين على استخدام تقنية إنتاج المورث المسئول عن هدا المرض , و للأسف لا يزال الحديث مبكرا عن مدى نجاح هده الطريقة وتطبيقها في المرضى المصابون .

الوقاية من الانتكاسات المتكررة
يتبع