أيتها الكريمة
إن مرور المرأة بتجربة طلاق يجعلها - ولها الحق كله - تنظر للطرف الآخر نظرة مكسوة بالريبة بل وبالانكسار وربما الحقد، غير أني أؤكد لك أن الناس ليسوا سواسية، رجالا كانوا أو نساء، فمن الرجال من تمر عليه تجربة الطلاق بأقسى مما تمر على المرأة، ليس لما كان منه من صلف وجفاء قبل طلاقه، بل للعكس.. لأنه كان يرعى حق الله في امرأة ما عرفت من حق الله أو الزوج أو البيت شيئا، فيتأسى الرجل على حياة بناها وأراد أن يتم بناءها مع امرأة لابد وقد خفق لها قلبه ورق... ولمشاعره التي استفاض في بذلها مع أعصابه مع من كانت بعيدة كل البعد عن الاستماع لحديث العقل والقلب معا...
وفي المقابل هناك من النساء من أحسنت تبعلها لزوجها، واستفاضت في منحه الحب والطمأنينة والسعادة والهناءة.. إلا أن كل محاولاتها ذهبت أدراج الرياح مع زوج تصلب قلبه، وزاده الكبر عمى فوق عمى، فما فطن لما بين يديه من نعمة إلا بعد أن فقدها وأذاقها مرّ كأس الطلاق، ثم استفاق وعاد إلى وعيه ليدرك حجم الخطأ الذي وقع فيه بجهله، بل بحمقه، وظلت ذكرياتها الطيبة معه سياطا تلسعه وتقض مضجعه بقية عمره، شاء أم أبى... تماما كما تحرق المرأة المتكاسلة المسيئة لزوجها نيران الذكرى بعد الطلاق..
أيتها الكريمة...
اعذريني إن كنت أطلت عليك.. ولكن ليحق الحق ويبطل الباطل.. فالله مقسم الأرزاق وخالق الخلق أعطى كلا النصفين الرحمة والمودة ليسير بهما مركب العمر .. فمن أهمل خلق الله فلير من عجائب قدرته.. وعادل حكمه وحكمته
دمت بخير