منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اسئله للمتزوجات ولي عنده خبره
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2007, 04:46 PM
  #3
ماريا
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية ماريا
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 10,538
ماريا غير متصل  
نظرة شرعية وواقعية لمسألة تعدد الزوجات:
يحاول المستشرقون وأتباعهم من المستغربين من أبناء الإسلام أن يوجهوا جهودهم لنقد نظام التعدد في الإسلام وإيهام جهلة المسلمين بأن هذا ظلم للمرأة وإجحاف لحقها ، ويحاولون أن يؤولوا آيات القرآن ويغيروها عن معناها وحقيقتها التي وضحتها سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
إذا أردنا أن نحكم على هذه القضية وغيرها فلابد أن نحكم عليها من منطلق القواعد التي وضعها الاسلام لها ، لا من منطلق تطبيق الناس لها ، فالعبرة بالتشريع وليس بالمنفذ ، لأنننا قد نخطئ في تنفيذ الحكم أو نسيء استخدامه ووقتها لا يصح أن نعترض على الحكم لأن العيب في من ينفذ الحكم لا الحكم ذاته، يقول سيد قطب في موضوع آخر من نفس كتابه : ( فإذا انحرف جيل من الأجيال في استخدام هذه الرخصة فليس ذلك من الإسلام ، وليس هؤلاء هم الذين يمثلون الإسلام، إن هؤلاء إنما انحدروا إلى هذا الدرك لأنهم بعدوا عن الإسلام ولم يدركوا روحه النظيف الكريم ..... ) ا.هـ. ( في ظلال القرآن (1/852).

فهيا نلقي نظرة على حقيقة الحكم وشروطه ....

يقول تعالى: (( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا )) . ولو رجعنا إلى سبب النزول لوجدنا أنها نزلت فيمن يكون عنده يتيمة يربيها فإذا ما كبرت أعجبته وأراد أن يستأثر بها لنفسه ليتزوجها ، فقالت له الآية إن كنت تخاف أن تظلمها ولا تعطيها حقها من منطلقة أنها يتيمة وأنت ولي نعمتها أو إن خفت أن يكون زواجك لها طمعا في ميراثها مثلا ، فلك أن تنكح غيرها ويصرح لك حتى أربع نسوة بشرط أن تعدل بينهم .
إذا فقد جعلت الآية شرطا لجواز ذلك وهو العدل بين الزوجات ، ولو لا حظنا لم يكن هناك أي شرط آخر ولم تشترط موافقة الزوجة الأولى ولا غيرها بل اشترطت العدل فقط .
ولكن ما هو العدل المقصود في الآية ؟! إن العدل المشروط هنا هو العدل المادي في المسكن واللباس والطعام والنفقة والمبيت والمعاشرة والمباشرة وكل ما يدخل في طوق الإنسان أما مشاعر القلوب كالحب والميل الجنسي فلا يطالب به الإنسان لأنه خارج عن إرادته وهو المراد في قوله تعالى : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ...)) ، وقد يحاول بعض المغرضين الاستشهاد بهذه الاية لتحريم التعدد بحجة أن الانسان لا يستطيع أن يعدل بين زوجاته ويحسب أن كلمة العدل هنا مطلقة ، ولكن هذه الحجة باطلة فقد حدد المصطفى صلى الله عليه وسلم مفهوم العدل المراد في هذه الآية بأنه العدل القلبي الخارج عن الإرادة ، ولذلك كان يقول بعد أن يعدل بين زوجاته في الأمور المادية : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك – يعني القلب - ) رواه أبوداود والترمذي والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
إذا فالأمر واضح ولا يحتاج إلى كثير كلام .
ولو نظرنا للأمر نظرة واقعية لوجدنا أن الإحصائيات العالمية تثبت أن معدل النساء الصالحات للزواج في معظم بلدان العالم يدور حول 4 نسوة مقابل كل رجل يصلح للزواج. إذا فالأمر ليس فيه تعد ولا ظلم ولا هضم لحق أحد بل من الظلم أن يظل ثلاثة أرباع النساء أو حتى نصفهن دون أن يتزوجن أو يعرفن معاشرة الرجال في الحلال داخل أسرة ، فإما أن تبقى كثير من النساء وحيدات وإما يتوجهن الى الانحراف لاشباع رغباتهن الفطرية الطبيعية . ثم أن سن الإنجاب عند رجل يمتد إلى ما فوق السبعين ويتوقف عند المرأة في حدود 45 أو 50 سنة فيا ترى ما الحكمة في ذلك ؟! ثم أن هناك من الرجال من لا تكفي امرأة واحدة لاشباع رغبته فهل نسمح له بالزواج أم نتركه يسلك طرقا غير مشروعة لاشباع رغباته ؟! وإذا ما كان الرجل ميسور الحال وقوته تسمح له بأن يتزوج أكثر من واحدة ويستطيع العدل بينهن في الامور المادية فلماذا نمنعه من التعدد لإعفاف نفسه وغيره ؟! ... وكما أسلفت لا يصح لنا ان نعترض على اساس ان معظم من يفعل ذلك لا يعدل بين نسائه لأن العبرة بالحكم كما أسلفنا ، ولا شك أن في مقدور الرجل التقي الصالح الذي يخاف ربه أن يفعل ذلك فالله أدرى بعباده ويعلم أن هناك من يستطيع العدل وهناك من لا يستطيع .

أما بالنسبة لقولنا أن البيت يكلف الكثير والكثير من مصاريف ومستلزمات فهذه ليست بحجة لأن هناك كثير من الناس من تكفي أموالهم لفتح أكثر من بيت ، بل إن الزواج باب من ابواب الرزق .... أما من يقول بان التعدد فيه ظلم للمرأة اذ كيف لا نسمح لها هي الاخرى بالتعدد فهذا قول باطل فاسد دينا وعقلا وطبعا، إذا كيف يستقيم حال المرأة مع اكثر من رجل وكيف سيكون الفساد واختلاط الانساب ؟!!!
إذا فالأمر واضح ، ولكنه ايضا ليس الزامي ومن حق المرأة ان ترفض ان تعيش زوجة ثانية معها ولكن ليس من حقها ان تنكر هذا التشريع الرباني ، مع انها لو ارتضت حكم الله ولم تعترض على أي حال كان ذلك اتقى لربها واعرف امرأة تزوج عليها زوجها فثارت وغضبت فلما ذكروها بحكم الله والرضا به رجعت عن طيب خاطر

منقوووووووووووووووووووووووول