السلام عليكم،
لو عادَ بيَ العمر إلى الوراء لوودتُ أني تزوجتُ مبكراً، وأنا في مطلع العشرين. هذا هو العُمرالأفضل للزواج في تقديري الخاص.
الشباب في ريعانه، الذهن الفارغ من منغصات الحياة في أقصى قدراته، النفس في إقبال على الحياة، الطاقة في أوجها، والمرء منا آنذاك يشتعل شهوة ورغبة وفتوة لو صب جامها على صخرة صمّاء لانفطرت.
أنا أعلم أن الكثيرين يختلفون معي، إذ السوادُ الأعظمُ من الناس يرون الشابّ وهو يطرق أبواب العشرين على أنه لاه تائه فارغ الذهن والجسد والروح، يُزوّج اليوم ليطلّق غداً. بل إن بعض الناس هداهم الله يرونه عضواً فاسداً ودفعة تحت الحساب لمشروع "مجرم". هذه النظرات القاسية ليست صحيحة على إطلاقها. رأيتُ كثيراً من الزملاء ممن تزوجوا في سن مبكر هم أرسخ عقولاً وأوفر صحة وأعقل حديثاً - بل وأوسع فضلاً إن نحن تحدثنا عن أبواب الرزق، والسبب لايخفى على كل متأمل.
الرجل حين يودع عقده الثالث ويسير في أول أعوام مابعد الثلاثين، تختلف أشياء كثيرة في حياته، فتتغير الأولويات، وتختلف الإهتمامات، وتتأطر الأفكار، وتتضح الرؤى، وتنضج التجارب الشخصيّة على مواقد الحياة، فما يلبث أن ينصرف تفكيره يُمنة ويُسرة ركضاً وراء تعليم عال أو طموح وظيفيّ أو مشروع تجاريّ أو سفر وحل وترحال أو إنجاز شخصيّ في أي مجالٍ كان. أمّا الزواج فقد يتقهقر للوراء، كثيراً أو قليلاً.
بعبارة أخرى، الثلاثينيّ قد يضع الزواج في منتصف القائمة أو ذيلها، والعشرينيّ يضعه في رأسها.
وجهة نظرٍ ليس إلا، وفقكم الله جميعاً،
عبدالله،،،