وألخص ذلك كله بقولي: إن البرمجة اللغوية العصبية في حقيقتها بديل للغذاء الروحي الضروري للإنسان, فكما هو معروف أن الغرب بعد الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي, اتجه للماديات وترك أي شيء يرتبط بالكنيسة تأكيدا على البعد عنها وأنها سبب الظلم والقهر, وبالتالي فإن أي شيء يلامس الروح والوجدان ويتكلم عن الغيب هو تابع للكنيسة فأعلن عليه الحرب,,, وبعد مرور هذه العقود من السنوات اتضح وجود فراغ روحي ووجداني كبير في النهضة الأوربية, ونادى ما يمسى لديهم بالمصلحين بوجوب معالجة هذا الأمر لإصلاح المجتمعات, وبعده خفت النظرة العلمانية وردة الفعل من الكنيسة وبدأوا بالنزوع إلى مظاهر الوجدان والروح , ولكن عبر الطريق غير الطبيعي, لأنه من المعلوم أن الطريق الطبيعي لتلك الوجدانيات هو الغيب من الله تعالى, ولكنهم سلكوا الطريق المادي لبلوغ الهدف الروحي!!
وبهذا نشأت الكثير من النظريات نعم النظريات ( ليست حقيقة ثابتة باعترافهم!) ومنها البرمجة اللغوية العصبية, فهي لا تصلح للشخص الذي عنده إيمان بالغيبيات واعتماد على الخالق وسكون الروح والنفس وإنما هي مصممة من قبلهم لأنفسهم هم والذين غرقوا بالماديات,,
ولكن وكما هي طبيعة الأشياء فإن ثقافة الأقوى تظهر وإن كانت هزيلة, وثقافة الأضعف تخبو وإن كانت قوية؛فبرزت هذه النظرية وتلقفها أصحابنا بالترحاب كما هي العادة....
وختاماً: بعد هذا البحث الموجز والذي اعتمدت فيه على مصادر متعددة عن تلك المسماة (البرمجة اللغوية العصبية) هل يوجد مبرر مقبول لتعلمها والاهتمام بها ـ مع إهمال بعض العلوم الثابتة بالطريق العلمي كوسيلة لتطوير الذات ـ ؟!
أسأل الله للجميع أن يوفقهم لكل خير, ويبعد عنهم كل شر...