المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Miss Hawaii

أخي عمره الآن 30

نسيت أن أقول لك أنه تعرض لحادث مروري فأصيب بصدمة لأن الحادث كان غير متوقع وفي لحظة سرحان ، إصطدم رأسه بالمقود وانكسر أنفه فجعه منظر الدماء ولم يكن معه أحد منا في نفس البلد أخذوه أهل الخير إلى المستشفى وبعد فترة قال إني أرى الجن وأرى ضوء أخضر في أعين الناس. أخذناه لشيخ معروف في البلد وقال هي عين أعطاه غسول وماء مقروء داوم عليه لفترة.

نعم يأخذ أدوية منها " الزيبركسا " أعتقد ثلاث حبات في اليوم وكذلك دواء آخر لا أعلمه لأن أمي هي من تذكره بالدواء. ما أن تكلم عن الجان والهلاوس أخذه أبي لطبيب نفسي واتصل بدكاترة حول العالم وكلهم أجمعوا على أنها صدمة أثرت على كميائيات المخ ويجب أخذ الدواء. أصريت على أهلي أن يحضر جلسات علاجية مع مرشد نفسي وذهب لدكتور متخصص بالإثنين كميائي ونفسي وقال لا يحتاج إلا كميائي ، أعتمدوا أهلي كلياً علي بالتعامل معه فإذا شاغب نادوني وإذا عاند نادوني وإذا بكى بكيت معه وطبطبت عليه وطمنته يأتي علي في الغرفة يسألني هل سأخرج من ما أنا فيه ؟ أقول له طبعاً بإذن الله إنت بس قوي إيمانك وأصبر ومثل ما ابتلاك الله به قادر على أن يرفعه عنك.

تعبنا كثيراً في بداية مرضه وكل كم يوم يقول بطلت لن أئخذ دواء وأمي ترتعد وأبي يخاف قلت لهم خلوه هو بعد ساعة يجي ياخذه بنفسه وفعلاً يشعر أنه بحاجة له فيأخذه. وفي بداية المرض كان يعمل حركات بيده وينطنط ثم ينظر علينا كأنه طفل صغير ، أمي تخاف وتبكي فأنظر عليه وأقول له شوف هذي الحركات ما تمشي علي قوم يا كذاب!! فيضحك. تدريجياً توقف من هذه التصرفات والحمد لله إختفت نهائياً ، وبعد مرور 7 سنوات أستيع القول أن 90 % من أعراض المرض إختفت العشرة بالمائة هي ما تعود عليه من الجلوس في البيت وعدم إستطاعته مواجة المجتمع. أسئلة كثيرة تدور في رأسه مثلا ماذا سأعمل وأنا ما عندي غير ثانوية وسنتين إلا شوي جامعية تعرض فيها للحادث قبل إنتهاء السنة. مدمن على السجائر والقهوة.
كنت أخرج معه وأعمل له أجواء تشجيعية لكني أنا أيضاً تعبت أفكر بمستقبلي ولا أحد من أخوتي يساعدوني بالتخفيف عنه ، وإذا اتصل بهم ينهوا معه المكالمة سريعاً وليتهم يدرون أنهم لو أخذوا وأعطوا معه بالكلام ذلك يحسن من نفسيته ولعله يتشجع ويخرج ، بعد أن يغلق السماعة يقول لي أختك صرفتني !! لعلهم لا يعرفون كيف يتكلمون معه لا أدري. أبي لا يحتمل أي تصرف غير طبيعي منه وأحياناً يصرخ في وجهه ويرمي عليه باللوم فيرتفع ضغطه وأضطر أن آخذه للطوارئ ، لذلك أعاتبه كثيراً أستر علينا ماعندنا من يهتم بنا بعده لا أختك ولا أخيك ونضيع بعده.. فاسكت !!

أعتقد أن إخبار أخيكِ بالحقيقة ستشكل له صدمة وهو بهذا العمر ، لذلك أنصح بأن تذهبي أنت وأم البراء إلى عدة دكاترة مشهورين تستشيرونهم وانظروا على ماذا أجمعوا. أو أنكم في مرة من مرات إنفعاله الحاده تأخذوه إلى المستشفى للتنويم وبعدها يخبره الدكتور أن عليه أخذ أدوية نفسية فبذلك يعرف الحقيقة.

أعانكم الله وسدد خطاكم ورفع عنكم البلاء عاجلا يا رب.