من ص 74 إلى ص 80
الخطوة 3 : التدريب
.......................................
كان جيم يحتاج على وجه الخصوص إلى أن يتعلم كيف يحترم حدودها .
بينما كانت سوزان تحتاج إلى أن تتعلم كيف تعينها. كان كلاهما بحاجة إلى أن يتعلم كيف يعبر عن مشاعره الصادقة بطريقة مهذبة واتفقا في هذه المرحلة الثالثة على ممارسة تعيين الحدود واحترامها ، مع إدراكهما أنهما قد يرتكبان أخطاء أحيانا. وكونهما قادران على ارتكاب أخطاء أعطاهما إحساسا بالأمن وهما يتدربان . هذه بعض الأكثلة لما تعلماه ومارساه:
= تدربت سوزان على قول " إنني لا أحب الطريقة التي تتحدث بها. توقف من فضلك عن الصراخ أو سأغادر الغرفة" . وبعد مرات قليلة غادرت فيها الغرفة لم تعد بحاجة إلى القيام بذلك مرة خرى .
= عندما كان جيم يطلب أشياء كانت ستشعر بالاستياء للقيام بها بعد ذلك، تدربت لوسي على قول " كلا" . أحتاج إلى الراحة . " أو " كلا، أنا مشغولة جدا اليوم . " اكتشفت أنه أكثر انتباها لها لأنه فهم كم كانت مشغولة أو متعبة .
= أخبرت سوزان جيم بأنها ترغب في الذهاب في إجازة . وعندما قال أنه مشغول جدا قالت أنها ستذهب وحدها . وغير فجأة جدوله ورغب في الذهاب .
= عندما تحدثا وقام جيم بمقاطعتها ، تدربت على قول " إنني لم أنته بعد، من فضلك استمع إلي" . بدأ فجأة يستمع أكثر ويقاطع أقل .
= كانت أصعب مهمة بالنسبة إلى سوزان هي أن تتدرب على طلب ماتريد . قالت لي ، " لماذا يجب علي أن أطلب .
بعد كل مافعلت من أجله " وضحت لها أن تحميله مسئولية معرفة رغبتها ليس فقط غير واقعي بل جزءا كبيرمن مشكلتها .كانت تحتاج إلى أن تكون مسئولة عن العمل على جعل رغباتها تتحقق .
= كان التحدي الأصعب بالنسبة إلى جيم هو أن يحترم التغير الحاصل لها وأن لا يتوقع منها أن تكون نفس الشريكة المجاملة التي تزوجها في الأصل . لقد أدرك أنه كما كان صعبا عليها أن تضع الحدود، كان صعبا عليه أن يتكيف معها. لقد أدرك أنهما سيصبحان منسجمين بعد أن يحصلا علىتدريب أكثر.
.
حين يجرب الرجل الحدود، فإنه يكون محفزا ليعطي أكثر فعن طريق احترام الحدود، يكون محفزا آليا للتساؤل عن فاعلية أنماطه السلوكية ويبدأ بإحداث تغييرات. وعندما تدرك المرأة أن عليها أن تضع حدودا لكي تأخذ، عندئذ تبدأ آليا بمسامحة شريكها واستكشاف طرق جديدة لطلب الدعم وتلقيه. عندما تقرر المرأة حدودا، تتعلم تدريجيا كيف تستريح وتتلقى أكثر.
.
.................................................. ...
تَعَلم أن تتلقى
إن تقرير الحدود والتلقي مخيف جدا للمرأة. فهي في العادة تخشى أن تحتاج إلى الكثير ثم تكون مرفوضة، أو مخذزلة ، أو يصدر عليها حكم سلبي. والرفض، والخذلان، والحكم السلبي هي الأكثر إيلاما لأنه في أعماق لا وعيها تحمل اعتقادا غير صحيح بأنها غير جديرة بأن تتلقى أكثر . لقد تشكل هذا الاعتقاد وتعزز في كل مرة كان عليها أن تكبت مشاعرها ، وحاجاتها، ورغباتها.
والمرأة على وجه الخصوص عرضة للاعتقاد السلبي الخاطئ بأنها لا تستحق الحب. وإذا كانت قد شهدت وهي طفلة سوء معاملة أو تعرضت بصورة مباشرة لسوء معاملة. فإنها تكون عندئذ أكثر قابلية لأن تشعر بأنها غير جديرة بالحب. ويكون من الصعب عليها أن تقرر قيمتها . هذا الشعور بعدم الجدارة ، المخفي في اللا شعور، يولد خوفا من احتياج الآخرين، إن جزءا منها يتخيل أنها لن تتلقى الدعم.
ولأنها خائفة من أنها لن تكونمدعومة، فإنها تقوم بغير علم بدفع الدعم الذي تحتاج إليه بعيدا. وعندما يتلقى الرجل الرسالة بأنها لا تثق فيه لإشباع حاجاتها، فإنه عندئذ يشعر مباشرة بأنه مرفوض ثم ينطفئ وشعورها باليأس وعدم الثقة يحول حاجاتها الشرعية إلى تعبير يائس من العَوَز ينقل إليه رسالة مفادها أنها لا تثق بدعمه لها. ومما يثير السخرية ، أن الرجال يحفزون بصورة رئيسة بالاحتياج إليهم، ولكن يطفأون بعدم الحاجة إليهم.
في مثل هذه الأوقات، تفترض المرأة خطأ أن وجود حاجات لديها أدى إلى إطفائه في حين أن الحقيقة إن يأسها وقنوطها وعدم ثقتها أدى إلى ذلك. ودون إدراك أن الرجال يحتاجون إلى أن يوثق بهم. يكون صعبا ومربكا للنساءأن يدركن الفرق بين الاحتياج والعوز.
" الاحتياج" هو اتصال صريح وطلب للدعم من رجل بأسلوب مفعم بالثقة. والذي يفترض أنه سيعمل مافي وسعه. هذا الأسلوب يمكنه ولكن. " العوز" هو احتياج يائس للدعم لأنك لا تثق بأنك ستحصل عليه. وهذا يدفع الرجال بعيدا ويجعلهم يشعرون بأنهم مرفوضون وغير مقدرين حق قدرهم.
واحتياج الآخرين ، بالنسبة إلى النساء ، ليس مربكا فقط ولكن خيبة الأمل والخذلان يكونان مؤلمين بصورة خاصة ، حتى بأقل السبل .إنه ليس من السهل عليها أن تعتمد على الآخرين ثم تتلقى التجاهل، أو النسيان ، أو النبذ . واحتياج الآخرين يجعلها في وضع غير حصين أو حساس. وكونها تلقى التجاهل أو خيبة الأمل يؤلمها أكثر لأنه يؤكد اعتقادها الخاطئ بأنها غير جديرة .
.
كيف تعلمت الزهريات أن يشعرن بالجدارة
.
لعدة قرون عوضت الزهريات عن هذا الخوف الجوهري بعدم الجدارة بأن يكن يقظات لحاجات الآخرين . إنهن يمكن أن يعطين ويعطين.
ولكن في داخل أعمقاهن لا يشعرن بأنهن جديرات بالتلقي. لقد كن يأملن أنه بالمنح أن يصبحن أكثر جدارة . وبعد قرون من العطاء
أدركن أخيرا أنهن جديرات بتلقي الحب والدعم. ونظرن إلى الوراء وأدركن أنهن كن دائما جديرات بالدعم.
لقد هيأتهن عملية البذل للآخرين لحكمة احترام الذات.
وعن طريق منح الآخرين بدأن يدركن أن الآخرين جديرون بالتلقي.
وهكذا بدأن بإدراك أن كل فرد يستحق الحب . ثم أدركن، أخيرا، أنهن أيضا جديرات بالتلقي.
هنا على سطح الأرض، حين تشهد طفلة صغيرة والدتها تتلقى الحب،
تشعر آليا عندئذ أنها جديرة. وتكون قادرة بسهولة على التغلب على أسلوب الزهريات القهري في لبعطاء غير المحدود. ولن يكون عليها أن تتغلب على خوف التلقي لأنها تتمثل هوية والدتها بدقة. فإذا كانت والدتها قد تعلمت هذه الحكمة فعندئذ تتعلم الطفلة آليا عن طريق الملاحظة والشعور بأمها . وإذا كانت الوالدة منفتحة للتلقي، عندها تتعلم الطفلة كيف تتلقى .
ولكن، لم يكن لدى الزهريات نماذج دور يحتذينها، ولهذا أخذ هذا الأمر منهن آلاف السنين للتخلص من عطائهن القهري. وعن طريق ملاحظة أن الآخرين كانوا جديرين بالتلقي، أدركن أنهن أيضا جديرات بالتلقي. وعند تلك اللحظة السحرية كان أهل المريخ يمرون بتحول وبدؤوا في بناء سفن فضاء.
.
.
عندما يكون أهل الزهرة مستعدين سيظهر أهل المريخ
.
.
عندما تدرك المرأة بأنها بحق جديرة جديرة بالحب، فإنها تفتح الباب للرجل ليعطيها . ولكن . مما يثير السخرية . عندما يقتضي الأمر منها عشر سنوات من العطاء اللا محدود في علاقة زواج لكي تدرك أنها تستحق أكثر، فإنها تشعر برغبة في إغلاق الباب وعدم إعطائه الفرصة. يمكن أن تشعر بشيء كهذا: " لقد كنت أعطيك وكنت أنتَ تتجاهلني ، لقد أخذت فرصتك، إنني أستحق أفضل من ذلك ، إنني لا أستطيع الثقة بك. إنني متعبة جدا، ولم يتبق لدي شيء لأعطيه . إنني لن أدَعَك تجرحني مرة أخرى . "
.
عندما تكون هذه هي الحال ، فإنني أطمئن النساء باستمرار بأنه ليس عليهن أن يعطين أكثر للحصول على علاقة أفضل. إن شركاءهن سيعطونهن فعلا أكثر إذا أعطين أقل. فحين كان الرجل يهمل حاجاتها، فكأنما كان كلاهما نائمين. وعندما تستيقظ هي وتتذكر حاجاتها، يستيقظ هو أيضا ويرغب في إعطائها أكثر.
.
.................................................. ..
عندما تستيقظ هي وتتذكر حاجاتها،
يستيقظ هو أيضا ويرغب في إعطائها أكثر.
.................................................. ....
.
ومما يمكن التنبؤ به، أن شريكها سيستيقظ من حالته السلبية ويجري فعليا كثيرا من التغييرات التي تطلبها. فعندما لا تعود تعطي بلا حدود .
لأنها تشعر في داخلها بالجدارة، يخرج هومن كهفه ويبدأ ببناء سفن فضاء ليأتي ويحقق لها السعادة . في الحقيقة ربما يأخذ ذلك منه بعض الوقت ليتعلم أن يعطيها أكثر، ولكن الخطوة الأكثر أهمية قد تمت ــ إنه مدرك بأنه قد أهملها وهو يريد أن يتغير.
كما أن النجاح يتحقق أيضا في الاتجاه الآخر .
عادة عندما يدرك رجل أنه غير سعيد ويريد حبا وغراما أكثر في حياته، ستبدأ زوجته فجأة في الانفتاح وتحبه مرة أخرى .
وتبدأ جدران الاستياء في التلاشي ، ويعود الحب إلى الحياة.
وإذا كان هناك كثير من الإهمال فربما يتطلب الأمر حقا بعض الوقت لمداواة الاستياء المتراكم ، ولكنه ممكن. في الفصل الحادي عشر ، سأناقش أساليب بسيطة وعملية لمداواة الاستياء .
في أحيان كثيرة ، عندما يقوم أحد الشريكين بإحداث تغييرات إيجابية فالطرف الآخر سيتغير أيضا . هذه المصادفة القابلة للتنبؤ هي إحدى الأشياء السحرية في الحياة . فعندما يكون التلميذ مستعدا يظهر الأستاذ.
وعندما يكون يسأل السؤال، تسمع الإجابة. وعندما نكون حقا مستعدين للأخذ عندئذ سيصبح ما نحتاج إليه متوفرا .
وعندما كانت الزهريات مستعدات للتلقي، كان أهل المريخ مستعدين للبذل