منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تأكيد الذات ( موضوع متجدد... تابعنا دوماً )
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2007, 11:14 AM
  #8
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
مواطن ضعف الثقة

هناك عوامل من حولنا قد تؤدي إلى اهتزاز الثقة لدى البعض منا، وهذه العوامل تشتمل على:

* الأسرة

* العمل

* المدرسة

مثل العلاقة الحميمة ببعض الأصدقاء،

أو العلاقة بشاب أو فتاة كزوج أو زوجة للمستقبل.

وفي هذا الصدد أذكر لكم قصة هذه الزميلة التي كانت تعمل كممرضة عالية الكفاءة بغرفة العمليات وذلك بأحد المستشفيات المرموقة بدولة خليجية ما،

فلقد فوجئت بأحد الزملاء يطلب مني أن أساعد هذه الزميلة لمواجهة مشكلة ما تعاني منها؛ حيث أثرت هذه المشكلة سلبا على نومها وعملها، بل وعلى علاقاتها بزميلاتها!، فما هي قصة هذه الزميلة؟ والتي أذكرها وقد جلست أمامي مضطربة متوترة و بصوت باك متهدج،

بدأت تسرد قصتها لى

لقد تعرفت على فتى أحلامها عندما كانت تعمل بمستشفى آخر،

في مدينة أخرى بنفس الدولة من حوالي ثلاث سنوات،

حيث كان هذا الشاب يعمل بنفس المكان الذي تعمل فيه هذه الزميلة،

ونظرا لاتفاقهما في العديد من الطباع في العمل،

وبمرور الوقت ازداد تعلق كل منهما بالآخر،

فقد أظهر فتى أحلامها رغبته ليس فقط في إسعادها ولكن أيضا في مساعدة أهلها ببلدهما الأصلي،

حيث كان أبوها عاملا بسيطا يسعى لإعالة أسرة مكونة من زوجته الطيبة وولدين وبنتين في مراحل التعليم المختلفة،

وكانت هذه الزميلة قد رفضت أكثر من خطيب في مراكز مرموقة ببلدها بعد أن طلبوا منها أن تتخلى عن عملها،

مع التفرغ للعمل مستقبلا كزوجة وربة أسرة.

وعند عودتهما لبلدها في أجازتهما السنوية تقدم هذا الطبيب لخطبتها من أبيها،

ووافق الأب الطيب على الخطوبة نزولا على رغبة ابنته،

وبدأت هذه الزميلة تشعر بغيرة خطيبها الشديدة عليها،

في البداية بررتها بأنها زيادة في حبه لها وشغفه بها،

لدرجة أنها تذكر في يوم خطبتها أنها قامت بتقبيل طفل فريب لها لا يتجاوز عمره ثمانية أعوام،

جاء مع عائلته لتقديم التهاني لخطبتها،

فما كان من خطيبها إلا أن تغير لونه وغضب وأخبرها أن هذا التصرف لا ينبغي أن يصدر منها،

فهو يغار عليها من أي شيء! .

ولقد قرر هذا الطبيب أن يعمل في بلده ولا يعود للسفر للبلد الخليجي الذي كانا يعملان فيه،

ولكنه وافق أن تعود هي للعمل بهذا البلد الخليجي،

بشرط أن تقوم بارتداء الحجاب،

وألا تتحدث مع أحد من الزملاء من الرجال إلا في أضيق الحدود،

وعند الضرورة فقط، وكانا على اتصال دائم،

رغم الغربة وبعد المسافة وتكاليف الاتصال الباهظة بالنسبة لدخليهما،

وعند عودتها في أول أجازة بعد الخطوبة ذهبت لزيارة والدته وأخواته والذين بدأوا يحبونها ويقدرونها لما لمسوه منها من حب وبر ومودة وتواضع للآخرين،

حيث كانت تلبي كل ما تطلبه منها أم خطيبها وكل ما تطلبه أخواته من طلبات،

وفي معرض الحديث أخبروها أن أخاهم الطبيب يغار على أخواته أيضا بل ويقوم أحيانا بمراقبتهم عند عودتهم من المدرسة أو الجامعة،

والأعجب من ذلك مراقبته وتجسسه على أخيه الطالب الجامعي!.

وفي أثناء هذه الأجازة السنوية لخطيبته تواعدا على عقد قرانهما،

ولكن الخطيبة فوجئت بخطيبها يتصل بها قبل يومين من الموعد المحدد لحفل عقد القران ويعتذر عن الحضور دون إبداء أسباب مستساغة لعدم الحضور،

وتحملت الخطيبة هذا التصرف الغريب من خطيبها، وغفرت لحبيبها أكثر من ذلك،
فلقد غفرت له أن تمتد يداه عليها بالضرب أحيانا!!،

ولم يتوقف هذا المسلسل من الغيرة المرضية المؤلمة من الخطيب،

والذي كان مصحوبا دائما بالإيذاء الجسدي والنفسي للزميلة المخطوبة،

لدرجة أنها شعرت في النهاية بالعزلة التامة،

بعد أن ابتعدت عنها الصديقات والزميلات، وذلك لغيرة هذا الخطيب منهم،

والذي اختلق الأسباب المختلفة كي يبعدهم عن خطيبته،

وكان على المخطوبة أن تقدم لخطيبها تقريرا يوميا مفصلا بالصوت والصورة عن طريق الإنترنت،

وذلك عن تفاصيل يومها بالبلد الخليجي البعيد الذي تقيم فيه، وهو المقيم ببلده،

ولو تأخرت لبضع دقائق عن الاتصال به مهما كان العذر المتسبب في هذا التأخير!.

وعندما استمعت لهذا السرد المتلاطم من الأحداث،

شعرت أن هذه الزميلة محتاجة أولا لاسترداد ثقتها في نفسها،

وذلك حتى تستطيع أن تتخذ الموقف المناسب من هذا الخاطب المريض نفسيا بداء الغيرة المرضية،

والذي يطلق عليه أيضا: الاضطراب الزوري المتعلق بالخيانة ،

ففي حالة هذه الزميلة كان هناك العديد من العوامل التي أدت إلى فقدان ثقتها بنفسها مثل خطوبتها مرتين قبل أن يتقدم لها هذا الطبيب،

والذي أظهر لها رغبته في مساعدتها بالإنفاق معها على عائلتها المحتاجة للمساعدة بالفعل،

وإن كان هناك شك كبير في تنفيذه لهذا الوعد بعد زواجه منها!.

أضف إلى ذلك تذبذب هذا الخطيب في معاملته لها من الود والكرم والعطف والكلام المعسول،

والذي يذيب القلوب عشقا وهياما،

إلى الغضب والإيذاء اللفظي والجسدي والنفسي لها عندما يحرق قلبه لهيب الغيرة،

ويقتله الشك المرضي في محبوبته،

فعند هذا الحد من التقلبات شعرت هذه الزميلة بأنها مقيدة بداخل شباكه التي نسجها من حولها بإحكام،

فمن ناحية هي تذكر له وده وكرمه وعطفه عليها أحيانا ولكنها في نفس الوقت تذكر له أيضا إيذاءه وإهانته لها في أوقات أخرى،

تلك القيود التي يتقن بعض الناس "والذين يُطلق عليهم أصحاب الشخصيات البينية أو الحدية" من شد وثاقها حول ضحاياهم من بني البشر،

فلا يستطيعون فكاكا منها إلا بشق الأنفس،

كما هي شخصية الطبيب الخاطب مع زميلتنا الممرضة المخطوبة،

هذا الطبيب الذي جمع بين الشخصية الزورية الشكاكة و الشخصية الغضوبة المتقلبة "البينية".

وكطبيب نفسي فإن دوري ينحصر في إيضاح الخيارات المتاحة أمام من يلجأ إلي من زبائن سواء كانوا مرضى يعانون من اضطرابات نفسية أو أشخاص أصحاء يواجهون بعض الصعوبات أو المشاكل الصعبة،

هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى إيضاح وشرح لأبعاد مشاكلهم،

مع استجماع ثقتنا بأنفسنا وتأكيد ذواتنا،

وذلك باتخاذ القرارات الأقرب للصواب في حل تلك المشاكل،

ومن يتخذ القرار هو أو هي العميل أو العميلة صاحب أو صاحبة المشكلة، فنحن المعالجين النفسيين لا نقدم حلولا جاهزة لمشاكل عملائنا،

ولكننا نحاول عرض الخيارات المتاحة، وعلى صاحب المشكلة الاختيار متحملا المسئولية كاملة ومدافعا عن اختياره أياً كان.

وفي حالتنا هذه كان من الاختيارات المطروحة كحلول لتلك المشكلة الحرجة هو أن تسأل الزميلة المخطوبة خطيبها الذهاب لطبيب نفسي للعلاج مما يعاني منه من اضطرابات نفسية أو أن تقوم بقطع علاقتها به تدريجيا في حال استمراره في إيذائها ،

أو أن تواجهه بمشكلة غيرته المرضية مع تقلبات مزاجه والتي لا تطاق ولا تحتمل،

وتقوم بفسخ تلك الخطوبة المعوقة والمؤلمة بالنسبة لها،

فيكفي أنه أحرجها أمام أهلها، بل وأمام كل من يعرفهما بعدم التزامه بالحضور لعقد القران أكثر من مرة،

وذلك بعد تحديد أكثر من موعد لعقد القران!. ماذا اختارت هذه الزميلة من الاختيارات السابقة؟

لقد توقعت أن تقوم بمحاولة توجيه خطيبها بلباقة ولطف إلى الطبيب النفسي كي يتم علاجه من شكوكه وغيرته المرضية وخصوصا أن خطوبتهما استمرت لأكثر من سنتين،

تحملت من هذا الخطيب ما لا يتحمله من هو أدنى من مرتبة البشر؛

من إيذاءات جسدية ونفسية،

كما أنها أظهرت لي خلال حديثها معي أنها تحبه ومتعلقة به!،

رغم كل هذه الاعتداءات من جانبه على إنسانيتها!،

ولكنها بعد أن استعادت ثقتها بنفسها،

وبعد أن تبين لها حجم المشكلة التي تعاني منها في الوقت الحاضر،

وأنها قد تواجه ما يربو على عشر أمثال تلك المشكلة أو أكثر لو تزوجت من هذا الطبيب،

وبالذات في حال إصراره على رفض العلاج النفسي، وهذا متوقع منه!.

فكان اختيارها هو قطع العلاقة معه وفسخ خطوبتها منه،

وذلك بعد أن واجهته بما سببه لها من إيلام و آلام لا طاقة لها بتحملها،

وأن خسارتها له الآن في وقت الخطوبة مكسب كبير لنفسها وذاتها

مقارنة بما هو متوقع حدوثه إذا تمت هذه الزيجة المعقدة.


وللحديث بقية
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم