السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فسأضع بعض الملحوظات، ولن أدخل في تفاصيل الحل، فأنت أعرف بحالك التفصيلية:
1. الحياة الزوجية لا تكاد تخلو من المنغصات، وقد تكون المنغصات سببًا في التآلف، فعيشي معها عيشة التكيف، يعني: تكيفي قدر استطاعتك مع وضعك.
2. هناك أشياء إيجابية في حياتك، وهناك إضاءات لا توجد عند غيرك من المتزوجين -فاحمدي الله عليها- وفي شكواك ذكرتها، وهذا مما يحمد لك، فمثلا: أنتما لا تصلان إلى مرحلة السب والشتم، وأنتما أيضا بعد كل صلح تعودان عاشقين!
3. أنت تعرفين أنه يعرف أنه على خطأ، ولكنه يأبى الاعتراف، وهذه خطوة نحو الطريق الصحيح، وهي إيجابية في صالحك، وبعد ذلك ما حاجتك أن تثبتي أنك على صواب ما دام عارفا بذلك، حتى لو لم يعترف، فيكفي معرفته، وإن تأنيبه لنفسه أقسى من تأنيبك له، لو تركتيه وعنجهيته.
4. أحس أنه حينما يتجاوز مكانك يحس بخطئه، ويتمنى أنه لا يكرر ذلك، لكنه لا يريد أن ينـزل من كبريائه، وبغض النظر عن صحة تصرفه، لكن هذه تحسب في صالحك، وقد يكون زوجك سريع الغضب سريع الفيئة والعودة، وربما يكون غضبه السريع يسبب له مشاكل أخرى مع آخرين خارج نطاق الزوجية، لكنه لا يملك نفسه، أفلا يمكنك أن تصفحي عنه، وتتعاوني معه لدرء هذه الصفة الذميمة؟
5. المشكلة في نظري أنكما لا تتجهان نحو الصلح، وإنما يتجه كلٌ منكما إلى إثبات صوابيته، فلماذا لا تفكرين أن تعتذري منه حتى لو لم تكوني على خطأ، حتى ولو لم يكن الاعتراف يحوي على اعتراف بالخطأ، وإنما يكفي أن تقولي أو تلمحي إلى أنه لا ينبغي لكما أن تختلفا، وقد جاء أوان الصلح، بغض النظر عن المخطئ، حتى لو اضطررت للقول أنك المخطئة، فإنه مع الزمن سيعرف فضلك عليه، وسيعرف أنه أرقى خلقًا منه، (( نساؤكم من أهل الجنة الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول : لا أذوق غمضا حتى ترضى ))، أنا متأكد أنه حينما تعتذرين منه سيعرف فضلك.
6. احرصي على التجديد في الحياة الزوجية، وتطوير علاقتك به، حسسيه بقربك منه وحبك له، وتحملك لأخطائه من أجل الحب الذي بينكما، لكن لا تجعلي حبك مشروطا بأشياء أخرى، إن تخطئ فأنا لا أحبك، وإن تفعل كذا أحبك.
7. اطلبي منه التجديد هو أيضًا، اطلبي منه مثلا العشاء سويا في مطعم هادئ.
8. هل فكرت يومًا: ما السبب في هذا التغير؟ إذا لم يكن الأطفال فما السبب؟ ربما زوجك مدين لآخرين، ربما انهار مع انهيار الأسهم، ربما هموم العمل، ربما له أصدقاء هم السبب، ويأتي ليفرغ شحنات الغضب في أحب وأقرب الناس إليه ممن يحتمله ما لا يحتمله الآخرون!
أختي الفاضلة:
باختصار أقول:
لتكن البداية من عندك، واحتملي بعض الأذى من أجل حياة زوجية هانئة