بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر , يا شوبارد , كم تبدوا صورتك في عيني كبيرة جدا بعد
أن قرأت من حرصك على الخير , فاسال الله ربي و ربك أن يوفقك
لكل خير و أن يزيدك من فضله و يرزقك من واسع أبوابه .
أختي :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) فانظري
كيف جعل الله الدين كله نصيحة , و ما ذاك إلا لعظم أمر النصيحة
و رفعة أهلها عند الله عز و جل و أنهم أخير الناس عند الله , قال
تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) , لماذا ؟ ( تأمرون بالمعروف
و تنهون عن المنكر ) .
أـختي و فقك الله :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يشترط فيه خلو الآمر و الناهي
من المعاصي , و لو كان كذلك ما أمر أحد و لا نهى لأنه لا سالم من
الذنوب أحد على وجه الأرض إلا من عصم الله.
متى يكون الأمر مذموما ؟
عندما أذهب إلى فلانة و أنهى عن أمر أنا آتيه بعينه , فمثلا
إن قلت لها ويلك لم تلبسين العباية الضيقة ؟ و أنا في نفس
الوقت ألبس عباية ضيقة فهذا مذموم و فيه و عيد شديد من
الله .
لكن أن أنصح و أنا أعلم أني مقصرة في بعض الأمور فهذا ليس
فيه شيء , و على العكس , سيأتي غدا من ينصحني في
مساوئي و أقول له : جزاك الله خيرا و أحاول الإقلاع عما نصحني فيه.
أختي الطيبة المباركة بإذن الله :
اللين و الأسلوب الحسن مطلوب في النصيحة و أدعى إلى القبول
عند السامع , قال تعالى ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )
و قال تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب ) ماذا يحصل ؟ ( لانفضوا من
حولك ) والخطاب لمحمد صلى الله عليه و سلم .
و لا بأس عليك يا غالية إن و جدت في اسلوبك شيئا من العصبية
و الإنكار الشديد فذاك حال كثير ممن ابتدأ في نصح الناس , لكن
مع الوقت يتعلم و يكن عنده حكمة و بشاشة يقبل الناس بها النصيحة.
أنصحك يا غالية بأن تبتسمي في وجه اخيتك و أن تزيدي في نفس الوقت
من نصحها و أن تثني على جوانب الخير فيها و أن تدعين لها و أن تنوعين
في دعوتها ما بين دعوتها برسائل جوال و رسائل مكتوبة و بريد الكتروني
و كتيب و شريط .
زادك الله حرصا و هداية . أختك